.. وإذا مات شخص ولد غيره في نفس اليوم! أم الصغير..الواحة التي لم يزد عدد سكانها على 438 شخصًا منذ قرون هي أقدم واحة مصرية عرفها التاريخ وتقع في قلب صحراء مصر الغربية بين سيوة ومدينة مرسي مطروح.. الغريب في هذه القرية أنه لا يزيد عدد سكانها علي 438 شخصا منذ عدة قرون فأعدادهم ثابتة لا تزيد ولا تنقص فإذا مات شيخ كبير ولد طفل في نفس اليوم. إنها واحة «قارة أم الصغير» التي لا يعرف أهلها شيئا عن الحياة المدنية ولا تربطهم بالعالم الخارجي أي وسيلة اتصال، حتي الطريق الوحيد الذي يربطهم بواحة سيوة أقرب الأماكن إليهم غير ممهد . يعيش سكان الواحة قسوة الحياة الصحراوية الريفية، فحياتهم قائمة علي زراعة البلح والزيتون ويتخذون من البلح ومشتقاته قوتا لهم، إذ لا يأكلون اللحوم إلا في الأعياد والمواسم ويعتبر سكان الواحة هم الأكثر فقرا علي مستوي محافظة مطروح ويعيشون تحت خط الفقر بمراحل، وإذا زارهم مسئول كبير لا يجدون شيئا يقدمونه للضيف أغلي وأقيم من النخلة، إذ يأتون بأصغر نخلة ويقومون بذبحها، كما يقولون، وتقطيعها تمهيداً لاستخراج ما يسمي ب «الجمار» من جذعهما كما هي في عاداتهم وتقاليدهم الراسخة من الأزل، وهي قطع لا يقدمها أهالي الواحة إلا للضيف المهم بالنسبة لهم، إذ يعتبرون النخلة أهم وأغلي شيء يمتلكونه في حياتهم البسيطة. كل ما يتمناه أهالي الواحة في الحياة ليس الغني أو أن يصبح أحدهم من رجال الأعمال ولكن مطالبهم بسيطة تنحصر في رفع كفاءة الطريق المؤدي لأم الصغير بداية من بئر النصف بطول 150 كيلو مترًا تقريبا، وإنشاء وحدة صحية ودعم الواحة بطبيب وتزويدها بديزل لتوليد الكهرباء. وقد وعدهم محافظ مطروح اللواء أحمد حسين في زيارته الأخيرة للواحة بعد انقطاع المسئولين عن زيارتها علي مدار 8 سنوات بتوفير تلك الطلبات، وقرر توزيع منحة عينية قدرها خمسة كيلوجرامات دقيقًا ومثلها أرزا واثنين كيلو سكر لكل شخص في الواحة، وصرف مبلغ 47 ألفا و 500 جنيه لتوزيعها علي جميع مواطني الواحة بواقع مائة جنيه لكل فرد وصرف مكافأة 20 ألف جنيه لمدرسة الواحة، وصرف 300 جنيه شهريًا لكل مدرس لتحملهم مشقة الغربة والسفر وبعد المسافة عن النقاط الحضرية.