يقيم المركز القومي للترجمة على هامش الدورة ال45 من معرض القاهرة للكتاب، ندوة لمناقشة النسخة العربية من كتاب(صورة لمصر)رحلة في عالم الجماعات الاسلامية المتشددة،صورة جديدة لاسامة بن لادن ،وتعقد الندوة في الواحدة من ظهر يوم الاحد القادم الموافق 26/1/2014،وذلك بسرايا كاتب وكتاب، تقام الندوة بحضور الدكتور عمار على حسن، والدكتور محمد عفيفي، ومترجم الكتاب نشأت باخوم. الكتاب من تأليف مارى إن ويفر، ترجمة نشأت باخوم، مراجعة نسيم مجلي ومن تقديم محمد عفيفي. تتبنى المؤلفة وجهة النظر معظم المحللين الغربيين والتى تقول ان نشوء ظاهرة الاسلام السياسي يرجع الى المستوى الاقتصادي المتدني،لمعظم الدول في العالم الاسلامي،حيث بدأت منذ الأربعينيا ت بعض الحركات الاشتراكية في بعض الدول الاسلامية تحت تاثير الفكر الشيوعي في محاولة لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للافراد،ولكن انهيار الاتحاد السوفيتي خلف فراغًا فكريًا كبيرا،ومن هنا انطلقت الافكار التى ادعت ان التخلف والتردي في المستوى الاقتصادى والاجتماعي يعود الى ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الاسلامية وتأثر حكومتهم بالسياسة الغربية،لذلك فلا بد من وجود بديل. هذه الحملات التي تؤمن بالاسلام باعتباره نظامًا سياسيًا للحكم ،وان الشريعة من الممكن ان تصلح لادارة مؤسسات الدول. في الواقع تكمن أهمية هذا الكتاب ،الى ان الكاتبة توقعت،ان الاخوان سوف يصلون الى السلطة عبر الطرق السياسية البطيئة،فعلى رغم الانتقادات والحملات الأمنية ضد هذه الحركات،واعتبارها جماعات محظورة ،فانها سوف تتمكن من الوصول للحكم،وحدث هذا مؤخرا ،( في مصر وتونس وحركة حماس في فلسطين) كما تنبأت الكاتبة من خلال ثنيات الكتاب بثورة 25 يناير،بل وتوقعت ان الشرطة لن تستطيع الوقوف امام هذه الثورة،وأن مبارك سيطلب تدخل الجيش،وسينحاز الجيش الى الشعب. تتحدث المؤلفة ايضا بالتفاصيل،عن خطط الاخوان للوصول للحكم،فانهم موجودون بالفعل ضمن التيار الرئيسى للحياة السياسية،حيث انهم كانوا دائما ما يطرحون انفسهم كبديل مقبول، وقد ظلت جماعة الاخوان المسلميين هى الاقوى صوتا بين كل الحركات الاسلامية،وقد انجزت بالفعل تقدما ملحوظا نحو هدفها للاستيلاء على السلطة،فقد سيطروا على عدد كبير من النقابات و منظمات الطلبة.وتستطرد ، مبارك هو من ساعد بسلبيته هذه الحركات على الاستمرار،ولكن عندما بدأ المسلحون في الهجوم على الأقباط وحرق محلاتهم وحرق الكنائس،وبعدها الهجوم على السياح والمفكرين،عندها فقط تيقن مبارك من ضرورة المواجهة الحتمية معهم، وتتقاطع الاحداث مع محاولة اغتيال نجيب محفوظ،وعزل منطقة امبابة عن العالم كامارة اسلامية في 1992 ،الى ان تصل الى مذبحة الاقصر. لم تنسى الكاتبة ان تجرى حوارًا مع الرئيس مبارك، من اهم ملامحة،انها اثارت غضبه عندما تحدثت عن نبذ الاخوان للعنف،وهل اذا كانت لديه نية ىفي رفع الحظر عن الجماعة،فكان رده انه لن يسمح بجزائر جديدة في مصر ، وانه سياتى فيه اليوم الذي سيتم فيه فضحهم وكشفهم،ولكن اهم ما في الحوار هو حديثة عن ان يطارد مصر شبح افغانستان ،حيث ان كل الارهابيين المتطرفين الذين سبق وتدربوا في افغانستان سوف يهرولون للانضمام لحماس،وسوف تكون غزة قنبلة موقوته على الحدود. في سياق آخر، تتحدث في فصل كامل من الكتاب عن اسامة بن لادن،ونشأته الارستقراطية،وكيف عمل مع المخابرات السعودية لتمويل الجماعات المسلحة ،قبل ان ياتي الى بيشاور كمجاهد بنفسة،ايضًا وضعه لثروته الشخصية التى تقدر الان بنحو 250 مليون دولار تحت تصرف الجماعات الاسلامية المتطرفة،ثم تتحدث عن نصر أبو زيد ودعوى الحسبة، والحقيقه ان أهمية ما يكتبه المراسلون الاجانب ،اهي انهم يستطيعون الوصول الى مصادر المعلومات والاخبار،وربما الى مناطق لاىستطيع نظراؤهم المحليون الوصول اليها. بحسب المؤلفة، فان زيارة الرئيس السادات للقدس ،ليتحدث بصورة مباشرة للإسرائيليين ،كانت من اللحظات المستحيلة بعيدة الاحتمال في التاريخ العربى الاسرائيلى الحديث،ثم توجهه الى كامب ديفيد لاجراء مباحثات تمهيدية لعملية السلام،فانه بينما كان السادات يغادر القاهرة على متن طائرة الخطوط المصرية،كانت انتخابات الطلبة في جامعة الاسكندرية تجرى ،تلك الانتخابات التى اثبتت انها نقطة تحول ،فقد اكتسحت الجماعات الاسلامية كل التيارات الاخرى وسيطرت على اتحادات كليات القمة،كالطب والصيدلة والهندسة والحقوق،وبدأت الجماعات وبسرعة في فرض ارادتها ،فقد منعت بالقوة تدريس داروين ومنعت الاحتفال بالاعياد الوطنية الدنيوية،فعلى سبيل المثال (تم النظر إلى عيد الام على اعتبار أنه عيد وثني)كانت تلك اول مرة تعبر الحركة الاسلامية المصرية عن نفسها بمثل هذه القوة في الشمال ،فقد بدا وكأنها أقتصرت في السابق على القرى والمدن الصغيرة في صعيد ووسط مصر،وبصورة خاصة في جامعة أسيوط والمناطق المجاورة التى شهدت نشاطا متناميا للاخوان المسلمين لعدة سنوات.