أصدر المركز القومي للترجمة النسخة العربية من كتاب صورة لمصر.. رحلة في عالم الجماعات الإسلامية وصورة جديدة لأسامه بن لادن, وهو من تأليف ماري آن ويفرو وترجمة نشأت باخوم, ومراجعة نسيم مجلي والكتاب من تقديم محمد عفيفي. ويتناول الكتاب ظاهرة الاسلام السياسي وكيف نشأت والأسباب التي أدت إلي نشأته ويرجع ذلك إلي المستوي الاقتصادي المتدني لمعظم الدول في العالم الاسلامي, ومن هنا انطلقت الأفكار التي أدعت أن هذا التخلف والتردي في المستوي الاقتصادي والاجتماعي يعود إلي ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية وتأثر حكومتهم بالسياسة الغربية لذلك لابد من وجود بديل فقامت حملات تؤمن بالاسلام باعتباره نظاما سياسيا للحكم وأن الشريعة من الممكن أن تصلح لإدارة مؤسسات الدولة. وتأتي أهمية هذا الكتاب لكون الكاتبة قد تنبأت بثورة25 يناير, وأن الأخوان سوف يصلون للحكم وذلك من خلال السياسة البطيئة رغم الانتقادات والحملات الأمنية ضد هذه الحركات واعتبارها جماعات محظورة وهذا ماحدث مؤخرا في مصر وتونس وحركة حماس في فلسطين. كما تحدثت الكاتبة أيضا عن خطط الأخوان للوصول للحكم حيث انهم موجودون بالفعل ضمن التيار الرئيسي للحياة السياسية ويطرحون انفسهم دائما كبديل مقبول حتي انها ظلت الأقوي صوتا بين كل الحركات الاسلامية وأنجزت بالفعل تقدما ملحوظا نحو هدفها للإستيلاء علي السلطة وذلك بسيطرتهم علي عدد كبير من النقابات ومنظمات الطلبة وأشارت إلي أن السبب في ذلك هو سلبية مبارك التي ساعد ت هذه الحركات في الاستمرار في مخططها, ولكن عندما بدأ المسلحون في الهجوم علي الأقباط وحرق محالهم وكنائسهم وبعدها الهجوم علي السياح والمفكرين هنا تيقن مبارك من ضرورة المواجهة الحتمية معهم بعد أن قاموا بمحاولة اغتيال نجيب محفوظ وعزل منطقة امبابة عن العالم كإمارة اسلامية في1992 ومذبحة الأقصر. وفي هذا الكتاب أيضا أجرت الكاتبة عدة حوارات مع شخصيات عامة وكان من أبرز الشخصيات التي حاورتها الكاتبة الرئيس الأسبق حسني مبارك التي أثارت غضبه في حوارها معه حينما تحدثت عن نبذ الأخوان للعنف, وهل كانت لديه النية في رفع الحظر عن الجماعة فكان رده انه لن يسمح بجزائر جديدة في مصر, وأنه سيأتي يوم سيتم فيه فضح خطط الاخوان وكشفهم للعالم اجمع وقال إن شبح افغانستان يطارد مصر حيث إن كل الارهابيين المتطرفين الذين سبق وتدربوا في افغانستان سوف يهرولون للإنضمام لحماس وسوف تكون غزة قنبلة موقوتة علي الحدود. وأفردت الكاتبة فصلا كاملا من الكتاب عن أسامه بن لادن ونشأته الارستقراطية, وكيف وضع ثروته التي تقدر بنحو250 مليون دولار تحت تصرف الجماعات الإسلامية المتطرفة. وتتناول أيضا الكاتبة زيارة الرئيس السادات للقدس, وكيف تحدث بصورة مباشرة للإسرائيليين وهي من اللحظات المستحيلة التي كانت بعيدة المنال في التاريخ العربي الإسرائيلي الحديث ثم توجهه إلي كامب ديفيد لإجراء مباحثات تمهيدية لعملية السلام, فبينما كان السادات يغادر القاهرة كانت انتخابات الطلبة في جامعي الإسكندرية تجري تلك الانتخابات التي كانت نقطة تحول فقد اكتسحت الجماعات الاسلامية كل التيارات الأخري وسيطرت علي اتحادات كليات القمة كالطب والصيدلة والهندسة والحقوق. وتقول المؤلفة إنها لم تقصد من هذا الكتاب إن يكون بحثا أكاديميا أو حسابا دقيقا, وأنه ببساطة رحلة إمرأة عبر الجماعات الإسلامية المتشددة, وتستطرد قائلة ان هذا الكتاب عن رحلتنا المشتركة: ورحلاتنا هي رحلة الرئيس مبارك, ورحلة الشيخ عمر عبد الرحمن, ورحلتي أنا, ورحلة هؤلاء الناس الذين قابلتهم عبر الطريق, المفكرين وسكان الأحياء الفقيرة والماركسيين والشيوخ والراقصات والطبالين والأمهات اللائي فقدن أولادهن في كلا الجانبين, في حرب انتقامية بصورة متصاعدة بين قوات أمن الرئيس مبارك والاسلاميين المسلحين تحت قيادة الشيخ عمر عبد الرحمن. والكاتبة هنا تروي قصص وحكايات المصريين في محاولة للإجابة عن السؤال الصعب: هل من الممكن لمصر أن تخسر معركتها مع الإسلام المتشدد؟ وماذا كان سيعني للمسلمين السنة بصفة عامة, وللسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط بصفة خاصة؟ وماأشبه اليوم بالبارحة, بل لعل هذا الكتاب يفسر ويجيب عن الأسئلة الصعبة التي تواجه مصر الآن.