يوجد مَن يسعى إلى تمزيق البلد وإنهاك القوات المسلحة كى تظل إسرائيل مهيمنة على المنطقة أجرى الحوار: صلاح لبن وأحمد صبحى
رئيس حزب النور، الدكتور يونس مخيون، أصبح وحزبه أحد محددات الخريطة السياسية فى مصر، بعد طفرة النضج السياسى التى ظهرت على الحزب منذ ثورة 30 يونيو، حين فاقت مرونته وموقفه الوطنى توقعات أكثر المتفائلين فى المشهد السياسى، فجلس ممثلوه بلحاهم الكثة بجوار الليبراليين واليساريين والأقباط والسيدات، فى لجنة الخمسين، يضعون عقدا اجتماعيا لا يستبعد أحدا من المصريين، هو الدستور.
■ ما تعليقكم على ما تروجه جماعة الإخوان من أنكم أصبحتم قيادات بلا قواعد وجميع قراراتكم فردية؟
- المؤتمرات الحاشدة التى تعقدها الدعوة السلفية وحزب النور أبلغ رد على الأكاذيب التى يروجها الإخوان، بالعكس -بفضل الله- زادت قدرتنا على الحشد، وأبناء الحزب لم ينفضوا أبدا عن القيادة، وما زال التواصل بيننا وبين القواعد قويا جدا، لكن ما يحدث من جماعة الإخوان من محاولة استمالة عواطف الشارع بزعم نصرة الشريعة الإسلامية هو أمر باطل، وأصبح الناس كلها تعرف أن الأمر لا علاقة له بالشرع، وبفضل الله نحن فى أفضل الأحوال منذ أن تم تأسيس الحزب، وقواعدنا واسعة فى جميع محافظات مصر، كما أن غالبية الشعب اقتنع بمواقفنا واكتسبنا ثقة الشارع، حيث إننا ليس لنا هدف إلا المصلحة العامة للبلاد، وتصرفات الإخوان أكبر دليل على الفشل الذى أصابهم، فهم لا يملكون أى حجة قوية، لذلك ذهبوا إلى طرق غير أخلاقية، وكل يوم تسقط أقنعة الجماعة، فهم تحدثوا عن قبولهم للحوار، وعند أول خلاف استخدموا العنف، ولم يقبلوا المخالف أو الآخر، فمن يخالفهم يخونونه، وإذا كانوا يفعلون ذلك وهم خارج الحكم، فماذا كانوا سيفعلون بالشعب وهم داخل الحكم.
■ كيف تنظر إلى التظاهرات التى يصنعها شباب الإخوان أمام منازل مشايخ الدعوة وقيادات الحزب؟
- ما يفعله الإخوان ليس من الدين فى شىء، حيث حاصرونا فى المساجد والمنازل، وكتبوا إساءات لنا على الجدران، فكيف إذن يكون بعد ذلك قدوتهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالرسول برىء من هذه الممارسات، لأن ما يفعلونه ليس من أخلاق الإسلام ويسىء إلى الدين، ونحن وظيفتنا الآن إصلاح الناس بالأخلاق الحقيقية، وإظهار أن ما يفعله الإخوان ليست تصرفات التيار الإسلامى ككل بعدما أفسدوا كل شىء بسبب ممارساتهم الخاطئة.
■ ما تعليقك على ممارسات شباب الجماعة داخل الجامعات؟ وبرأيك متى تصل البلاد إلى حالة الاستقرار؟
- كل ما يمارسه الإخوان عبث سينتهى بمجرد الموافقة على الدستور، وأدعو الشعب المصرى العظيم إلى أن يتكاتف، وأن ينزل ويعلن عن صوته حتى يعود الهدوء إلى الشارع مرة أخرى، والاستفتاء هو المحك الحقيقى للشعب المصرى، لازم الناس تصوت ب«نعم» على الدستور، حتى تكون هناك شرعية دستورية، ولا أحد يشكك فيها، ونثبت للعالم كله أننا فى مصر نتعامل بناء على مواقف شرعية ووضع شرعى، ونتوقع أن يعم الخير على مصر وأن يزداد الاقتصاد والاستثمار بعد انتهاء مرحلة الاستفتاء، والتحدى القادم هو الخروج يوم 14، و15 بالملايين، وأعداد غفيرة كى نقطع الطريق على من يروج أن مصر على حافة الهوية.
■ كيف تنظر إلى دعوات مقاطعة الاستفتاء؟
- أريد إجابة عن سؤال: ما البديل إذا قاطعنا الدستور أو صوَّتنا ب«لا» عليه؟ قدموا إلينا بديلا منطقيا، لكن على الناحية الأخرى فالتصويت ب«نعم» على الدستور بداية للاستقرار، وهو الذى يطمح إليه كل مصرى ويغلق الباب ويفوّت الفرصة على أعداء الوطن فى الداخل والخارج، وما يحدث فى البلاد الآن يثبت أن هناك من يريد تفتيت وتمزيف البلاد، وتوجد مؤامرة، حتى تكون إسرائيل هى المسيطرة على المنطقة، كما يغلق الدستور الجديد الباب على المتآمرين، ومن يسعى إلى خراب مصر، فإذا كانت هناك تحفظات على بعض المواد فهو فى مجمله يقدم الحد الكافى لطموحات الشعب المصرى ولكل غيور على الهوية، يوجد من يسعى إلى إنهاك مصر والقوات المسلحة، لذلك يجب أن ينزل المصريون بالملايين للتصويت ب«نعم» على الدستور حتى لو كان معترضا على بعض مواده، ويعلم أن هناك مؤامرة تحاك على مصر ليلا نهارا، وأن يقدر الجميع صعوبة المرحلة، حيث إننا على مفترق طرق ونسير الآن فى طريق الاستقرار.. التصويت ب«نعم» يجنبنا الفوضى العارمة التى يصنعها من يسعى إلى تفتيت الوطن..
■ هناك من يرى أنكم لم تضيفوا شيئا إلى الحياة السياسية وأن استمراركم فى المجال الدعوى أفضل من المشاركة فى عالم السياسة.
- لقد دخلنا المجال السياسى بعد ثورة 25 يناير، ولدينا رؤية إصلاحية نعتقد أن فيها صلاح البلاد والعباد من منطلق تراثنا والعقيدة والدين وسنة النبى، وكنا نرى من خلال النظر إلى المشهد السياسى أنه لا يوجد غيرنا يستطيع أن يعبر عن هذه الرؤية الإصلاحية، وبذلنا جهدا لتوضيح تلك الرؤية وإيصالها إلى الناس، وقمنا ببذل جهد من أجل الحفاظ على الشريعة والهوية، وكذلك كى تكون الشريعة هى المرجعية فى جميع القوانين والتشريعات.. دخلنا المجال السياسى بعدما رأينا البلد مقدمة على مرحلة تتشكل فيها الدولة من جديد، فكان لا يمكن أن نغيب ولا بد أن يكون لنا دور وصوت، وأن نعرض منهجنا، وأعتقد أنه كان لنا دور كبير ومهم فى مجلسى الشعب والشورى، كما رأى الناس دورنا فى الجمعية التأسيسية ولجنة الخمسين، وكيف كان الحزب مجاهدا مكافحا مدافعا عن الهوية والشريعة الإسلامية، كما أننا كنا ننزل ونتغاضى عن أى مكسب يعود إلينا، من أجل مصلحة البلاد، لذلك استطعنا كسب ثقة الجميع، فتأكدوا أننا صادقون، عندما دخلنا مجال السياسة، فتحركنا وفق أسس أولها الشريعة الإسلامية التى تربينا عليها، وأى قرار سياسى يصدر من الحزب كنا ندرسه من الناحية الشرعية، ونرى أن أهم أهداف العمل السياسى المشاركة فى إعداد الدستور، لأنه يحدد الهوية والمنهج والمرجعية ورسم صورة المستقبل لمصر، ونحن راضون عن المنتج النهائى لدستور 2013، فأثبتنا للجميع أن مشاركتنا فى الحياة السياسية كانت من أجل البناء لا الهدم، والتجميع بين الناس لا التفريق، وتقديم مصلحة البلاد على المصلحة الحزبية، وتعرضنا إلى الهجوم واستكملنا العمل، وإذا كنا نريد مناصب وكان هذا الأمر هو الهدف الرئيسى فى مسيرتنا، كنا تحركنا فى الرَكب، لكننا أصدرنا قرارات بناء على ما نراه صحيحا، ونرى أن السياسة وسيلة وليست غاية.
■ ما تعليقك على من يسىء إلى الحزب الذى ترأسه، بإلصاقه بأوصاف على شاكلة أنه خائن ومعادٍ للشرعية والشريعة؟
- نحن لا نبادل الإساءة بالإساءة، ولا بد أولا أن يكون معلوما أن معظم القرارات التى تصدر ليس فيها حلال أو حرام، المسألة تكون قائمة على الاجتهاد والنظر إلى المصالح والمفاسد، وما أقل الضررين من خلال نظرة شرعية، حيث إن معظم القرارات مبنية على الاجتهاد، فلا يمكن أن يكون موقفى من حكومة أو نظرتى إلى النائب العام هى دليل على الوقوع فى خطأ شرعى، لأن معظم الأمور الدنيوية مبنية على الاجتهاد، نحن نلتزم بالأخلاق الإسلامية التى تربينا عليها، وحاولنا أن نغير المفهوم المتداول عند كثيرين من أن السياسة مرتبطة بالكذب من خلال قيامنا بالتعامل بصدق وتقديم النصح إلى الآخرين، وأقسم إننا نريد الخير لعموم المصريين، ونحن سعداء أننا استطعنا أن نحصل على ثقة الناس عندما ربطنا السياسة بالأخلاق.
■ بعد انتهاء عمل لجنة الخمسين ما الرسالة التى تريد أن توجهها إلى أعضاء اللجنة؟
- أقدِّم الشكر إلى جميع الأعضاء لحفاظهم على الهوية العربية والإسلامية، وبما أننى كنت أحد أعضاء الجمعية التأسيسية، فبكل ثقة أقول مواد الهوية والشريعة فى هذا الدستور أفضل مما كان يحتويه دستور 2012.