من حسن حظ سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وأعضاء مجلسه أن الشعب المصري ينسي بسرعة وأن المسئولين عن الرياضة المصرية كل منهم يبحث عما سيكتبه التاريخ عن عهده الميمون لذلك لم يهتم حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة بفضيحة صفر المونديال لأنها لم تكن في عهده المليء بالإنجازات والبطولات، ولأن النفوس مريضة والعقلية التي تدير الكرة المصرية لا هي هاوية ولا هي محترفة، كان لابد من فضيحة أخري تعكس سياسة التضليل التي يمارسها الجالسون علي مقاعد اتحاد الكرة حتي لو اختلفت أسماؤهم. ربما لم ينس عدد قليل من المصريين فضيحة صفر المونديال عندما رفض الاتحاد الدولي «الفيفا» إسناد تنظيم مونديال 2010 لمصر وكان من أهم أسباب الرفض أن مصر لا توجد بها دورة مياه في الميادين العامة، ورغم أن الأخبار الواردة من الفيفا كانت تشير إلي أن مصر لن تحصل علي صوت واحد وأن المنافسة الحقيقية بين جنوب أفريقيا والمغرب، إلا أن مسئولي اتحاد الكرة ركبوادماغهم وخدعوا الشعب المصري عندما أكدوا أن الملف المصري قوي «وما يخرش الميه »، ورغم توسلات محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي للسادة الأفاضل القابعين في مبني الجبلاية لسحب الملف خوفاً من الفضيحة لكنهم اعتبروه خائناً وزاد ركوب الدماغ وكانت النتيجة فضيحة صفر المونديال. ومرت السنوات وتغير الأشخاص لكن السياسة داخل الجبلاية لم تتغير وهي سياسة التضليل لأن زاهر ورفاقه يتعاملون مع الشعب المصري علي أساس أن الناس مش فاهمة حاجة، وأن الإعلام يمكن السيطرة عليه بوسائل مغرية جداً، وجاءت فضيحة عقوبات لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي ضد اتحاد الكرة نتيجة الاعتداء علي أتوبيس المنتخب الجزائري قبل مباراة 14 نوفمبر الماضي، بين مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم 2010، وعدم توقيع أي عقوبات علي الجانب الجزائري في أحداث المباراة الفاصلة بالسودان ليؤكد أن سمير زاهر واتحاد الكرة لم يبذلوا جهداً في إعداد ملف قوي عن التجاوزات التي حدثت من الجماهير الجزائرية ضد المصريين في الخرطوم لكنهم بذلوا أقصي جهد لخداع المصريين والضحك عليهم عندما أكدوا أنهم قاموا بإعداد ملف رائع عما حدث في السودان، وأنه إذا كانت مصر ستتعرض لعقوبات فإن العقوبات علي الجزائر قد تكون أشد قسوة. هكذا ضلل زاهر ورفاقه شعباً بأكمله وفي النهاية كانت العقوبات من نصيبنا بعد أن فشل مسئولو الاتحاد في توفير الحماية للمنتخب الجزائري أثناء وجوده في القاهرة. الكل يعلم أن الاعتداء الذي تعرض له أتوبيس المنتخب الجزائري في القاهرة لم يكن هو الحادث البشع وإنما مجرد طوبة أو اثنتين ألقي بهما شخص موتور والكل يعلم أن المصريين في السودان تعرضوا للاعتداء بالأسلحة البيضاء والسوداء لكن الفارق أن الاتحاد الجزائري له إدارة محترفة قدمت احتجاج لمراقب المباراة فور الاعتداء علي أتوبيس الفريق الجزائري، أما إدارة اتحاد الكرة فتعتمد علي الفهلوة والضحك علي ملايين البسطاء في مصر. فضيحة صفر المونديال ومباراتي الجزائر في تصفيات كأس العالم لا تعني أن مونديال 2010 نحس علي مصر لكنها تعكس الطريقة السيئة التي تدار بها الكرة المصرية والسياسة التي يتبعها سمير زاهر في تضليل أكثر من 80 مليون مصري.