إيه الأخبار؟ أسأل صديقي العالم ببواطن الأمور.. والله إحنا عملنا اللي علينا ومستنيين النتيجة.. الحزب حيقول واحنا طبقا لاختياراته حنشتغل.. وفلان حينزل؟... ألح في السؤال.. زي ماقلتلك لو الحزب جابه حينزل.. ماجابوش يبقي خلاص.. طب وعلان؟.. طالما راكب يبقي أكيد الحزب حيجيبه.. حتي لو عنده مشاكل دلوقت؟.. أيوة لأن الحزب عمره ما إتخلي عن حد موجود.. لكن المساعدة ساعتها مش حتبقي بقلب قوي.. خصوصا لو فيه حد تقيل قدامه.. ماشي يا عم والأخوان؟.. كارت واتحرق.. والناس كلها شافت وعرفت.. إحنا قلناها علي الملأ.. يا كل المطالبون بالديمقراطية والاختيار الحر والممارسات بحيدة وشفافية... لو عايزين بديل لنا... يبقي هم دول.. ياكل معاكم؟؟.. أفحمني صديقي في خمس دقايق كلام.. وتركته وانطلقت مع نفسي.. أحاول إستقراء الواقع وفهم مجريات الأمور.. المجمع الإنتخابي للحزب الوطني.. وهو لمن نسي حزب كل المصريين.. علي وشك إلقاء كلمته الأخيرة فيما يخص أسماء مرشحيه.. وهناك أسماء تم الاتفاق عليها فعلا.. وتوجد دوائر محسومة وتقفله من دلوقت.. والباقي قيد البحث والدراسة.. ومراكز القوي داخل الحزب تمتلك رؤاها الخاصة وحساباتها المعقدة.. الاستقرار هو الهدف.. واستكمال مسيرة التنمية نصب أعين الجميع.. وبعدين آخر السنة دي الانتخابات التشريعية... والسنة الجاية تدخل علي انتخابات رئاسية بالصلاة ع النبي.. يعني البلد تفور وتزخر بالحراك السياسي علي أعلي المستويات.. ولجنة السياسات ترتب أوراقها... ومصر تنتظر وتترقب.. يا الله علي كل هذا الزخم السياسي وكل ذلك الحراك التفاعلي.. الحزب الوطني يموج بكل هذه الفعاليات والترتيبات.. وباقي أحزابنا المعارضة... تموج برضه... بس بحاجات ثانيه خالص.. الوفد بيتخانقوا علي مين الأحق بالرياسة.. والغد زيه.. والتجمع بيجتمع مع الأخوان وينسق معاهم والسعيد متخانق مع أبو العز.. والناصري.. (رحم الله عبد الناصر).. والجبهة الديمقراطية والوسط والأحرار والكرامة... مالهم؟! كويسين وزي الفل طبعاً.. ناهيك بقي عن الأحزاب الكبيرة والمؤثرة في الشارع المصري.. مصر 2000.. (مع إننا في 2010 دلوقت) والمستقبل والخضر والتكافل ومصر الفتاه (لسه فتاه؟!) والدستوري الحر. (مش عارف بضم الحاء ولا بفتحها).. غير الوطني.. وأشفقت علي البرادعي والتمست له الأعذار وهو يحتار في اختياره لحزب ينضم له.. كلها أحزاب جميله وشغالة ومستقرة ومؤثرة في الشارع.. طب حيختار أنهي حزب فيهم؟!.. مستقل؟!.. سامع واحد بيقول كده.. تفتكر لو كده حيفضل مستقل ولا حيتم استعماره؟ وبعدين مسألة الاستقلالية دي مش حاسس معايا سيادتك أنها بقت مايعة حبتين؟! والمستقل هو واحد من إتنين.. إما واحد شغال وله رأي ولسبب أو لآخر خد صابونه من الحزب.. أو واحد مالوش في السياسة وجاي يخدم الناس... ونفسه طبعاً... وطبعا نحن نشكر البرادعي أو غيره من السادة الذين يسعون حثيثا لخدمة أبناء هذا الوطن.. بعيدا عن أي مصالح أو منافع شخصيه لا سمح الله.. كنت عندما وصلت لمفترق الطرق قد بلغ بي التعب كل مبلغ.. ونال مني الإجهاد كل منال.. آخد يمين ولا شمال؟ أروح البيت وأتعشي وأنام وماليش دعوه.. ولا أحشو بالصحف المشتراة العيون فيعشون (علي رأي أمل دنقل).. ولا أشوفلي أي قعده إخوانية أو وطنية أو حتي يسارية أنضم لها وأسمع وأتكلم وأنبسط؟!.. وفي الآخر حاروح وأتعشي وأنام وبرضه حيبقي ماليش دعوة... ده مربط الفرس يا جماعة.. انت ناوي تشارك ولا لأ؟ طيب حتشارك مع مين؟.. وهل ترون أيها السادة أن الانخراط مع كفاية ومايحكمش ومن أجل التغيير.. بالإضافة لجمع التوقيعات والاعتصام والتظاهر... هل ترون هذه الممارسات مجديه بشكل كافي؟ أم أنها أصبحت نوعا من التنفيس والفضفضة ليس أكثر؟؟.. غير البهدلة طبعا.. والأحزاب التي أصبحت اليوم وبكل صراحة غير موجودة علي الإطلاق في أي شارع.. هل تتفق معي في أنها اليوم عبارة عن كوميديا سوداء.. تدعو للأسي والشفقة والرثاء.. والأمر كذلك ونحن نملك طاقات إيجابية كبيرة.. فكيف يمكن أن ننخرط في ممارسات سياسية شرعيه.. نحقق أحلامنا من خلالها بدون أن نجد أنفسنا قيد التحقيق أو رهن التحفظ.. علي إيه يعني مش مستاهلة والله يا سيدي.. واللي في علمه لازم يتمه زي مابيقولوا.. وكل لبيب بالإشارة يفهم.. مش كده برضه ولا سيادتك لك رأي تاني لا مؤاخذه؟!.. ليس أمامك عزيزي سوي النادي الأهلي... أ أ عفوا الحزب الوطني الديمقراطي.. وهو لمن ينسي حزب كل المصريين.. فهو الاستقرار والقوه والنظام والترتيب وكل البطولات.. الحزب الوحيد اللي بجد في مصر.. عايزين إيه تاني؟!.. كن متسقا عزيزي مع الواقع وحاول الانسجام مع الحقيقة.. واقرأ كما تريد ولو بتكتب خلص كل أحبار الدنيا.. ولو مابتقراش ولا بتكتب... تبقي ريحت دماغك.. كفاية عليك الدش والنت والماتشات.. وبرامج من عينة بدون رقابه والمسكوت عنه.. ودع الأمور تسير لمقدراتها.. وهذا ليس يأسا ولا إحباطاً.. علي العكس تماما.. أن ذلك قمة الأريحية والتوافق النفسي والعصبي مع الظروف المحيطة.. وعندما يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. ويتوفر حد معين من إمكانية القضاء علي الكيان الفاسد الجميل.. وينضب معين الزيت الخام المحرك للماكينة الكبيرة أم كل تروس الفساد والروعة.. حينذاك ووقتئذ قد تتغير التوجهات ويتبدل لون الحبر الأسود.. وتجد نفسك أمام أكثر من خيار.. فتنتقي وتفاضل وتشجع من تريد وتأكل ما تحب وتشتهي.. أما اليوم فأمامك هذه المائدة وتلك الأصناف.. فقط لا غير.. وسفره دايمة.. ياللا إتوكل علي الله وكل بمزاجك أحسن بدال ما تاكل غصب عنك.... وخليها بجميله.. وألف ألف هنا وشفا مقدماً..