- غاب ما شاء له الغياب ....وتوارى تحيط به شكوك الجميع . ثلاثة أشهر صمت خلالها صمت الحملان عن قتلى الجماعة الإرهابيه في شوارع مصر ....أو الملقي بهم من أسطح البنايات ... لم تحركه ضحايا السلخ والذبح في امبابة والجيزه عن القتل الجماعي للجنود .. ولكن انتفضت عروقه بعد فض رابعة فعاد ليوعظنا بأن كل الدم المسفوك حرام . لا كلمة واحدة عمن سقط في سنياء او إغتالته القناصة ....او من تبعثرت أشلائه في كمين مفخخ .. فقط يذكرنا في تغريداته علي تويتر بإنه " لا سبيل عن حل سياسي مجتمعي " ... . غاب بدعوي العلاج شفاه الله وعافاه .. .. ثم عاد ......... قبل إطلالته البرامجيه كان يطل علينا بإعلان برنامجه وهو يردد " أخر خط للمواجهة .... أخر خط للمواجهة" يتبعها الصوت الزاعق " قريباً .. يسري فوده " .. أخر خط للمواجهة . بعد أن سقطت أشباح الجزيره علي رقعة الشطرنج أن الاوان للعب بالاسلحة الثقيله في المواجهة الاخيره ... إحترافيته لا يجاريه فيها أحد .... تفشل حين تحاول أن تضبطه متلبساً بتعبير وجه او ارتعاش جفن .. هاديء كقناص محترف لا يهتز قبل أن يطلق الرصاصة ... تهل علينا إطلالته الاولي بكلمات مدببة لا يتقن سن حروفها سواه .... علي سطر واحد يرص القاتل الي جانب القتيل .... يستهل إطلالته بفيلم كارتوني لشاب ثائر يعتلي سيارتين شرطه وهو يردد " مكملين " ....... ويكملها يسري فوده ... مكملين ... اليأس خيانه ... رسائل لا يقدر علي صياغتها سوي يسري فوده .. وحبال لا يجيد جدلها سواه ... تشنق عنق الحقيقة ... يعزف خلف الستار في حلقته الاولي علي اوتار النفور ممن وثق بهم الناس وأستئمنوهم علي هذا الوطن ... يعلن الحرب الناعمة ضد محاكمة من يعتدي علي الجيش امام محاكم عسكرية .. يستشهد ضيفه بالولايات المتحدهالامريكية التي يدعي أن من يهاجم فيها منشأه عسكرية يحاكم أمام محاكمة مدنيه ..... بينما في الواقع أن مجرد الشروع في ذلك في أمريكا يطلق عليه الرصاص ثم تحاكم جثته بعد ذلك .... هكذا ينخدع المشاهد بالصوت الهاديء .. بالنبره التي تمنحك المعلومه بثقة تذهب عنك كل شك في مصداقيتها ...... كان يسري وضيفه الاول .. فولة وانقسمت نصين ..... إن إجتمعا يكون امامنا فولة كاملة لا ندري ماذا تنبت لنا . غابت الحلقة الأولي غياب المتسللين ليلاً وأطلت حلقته الثانية ليعزف علي اوتار البسطاء ويتسجدي دموع الامهات والغلابة .... ماكانت حكايته التي تنتزع الدمع عن جنود مصريين سقطوا من ساعات قبل برنامجه ... لم تكن عن الطفل الذي قتله الإخوان وسرقوا جثمانه .... بل استهلها بطفلة سورية مصابة بجرح في عينها ليستدل به علي وحشيه الشعب المصري الجاحد لسوريا .. عن بطش السلطات المصريه التي ألقت القبض علي بعضهم بتهمة الهجره الغير شرعية ... نصب الفخ للمسئولين في لقاءات مبتوره ليتصيد منها ما ينسج منها رسالته .... إستدعي دموع امرأة ( قنصل السويد ) حتي تتشحتف معها قلوب الرجال والنساء .... فالمصريين جحدة ... والمسئولين جزارين ..والسوريين يعيشون في مصر جحيماً لم يشهدوه في أي دوله أخري ....... تصفيق حاد للإعلامي المصري المرموق الذي سار في شوارع بلاده فلم يشاهد محلات السوريين المنتشره في كل شارع وحي .... الصحفي الخبير الذي لم تمر عيناه علي أخبار الصحف ليعلم أن السوريين في تركيا يعيشون في معسكرات خارج المدن كأسري الحرب ... ولم تصادف عيناه انتهاكهم في مخيمات اللاجئين في الاردن .... لم يستح بأن يقدم في برنامجه مقتطعات من حوارات زملاء له في المهنة ليتهمهم بالتحريض علي السوريين دون أن يشير الي ان ما قالوه مرتبطٌ بموقف بعض السوريين من حمل السلاح والاشتراك في جرائم القتل والارهاب .... اتهمهم بالتحريض ليصدر عليهم مشاهدوه حكم الادانة ...... هؤلاء الاعلاميين الذين لم ينسحبوا من امام الكاميرات وقت أن كانت الكلمة ثمنها الحياه .... أبدع يسري فوده في هذه الحلقه ليصبح يسري فولة كامله بينما نسي أن الشعب المصري كم طحن بأسنانه الفول المسوس .. وبين أنيابه يبدأ... أول خط للمواجهة . محمد حنفي