أنكر الدكتور عادل يحيي- عميد المعهد العالي للسينما- في برنامج «القاهرة اليوم» أمس الأول- جملة وتفصيلاً- كل ما نسبته إليه- أو علي لسانه- وكالة الأنباء المصرية الرسمية «أ. ش. أ» والصحف الحكومية حول واقعة ضبط نجلي «شادي» في واقعة غش في امتحانات المعهد العالي. .. العميد قال نصاً إنه لم يضبط أو يصور أو يسمع أن «شادي أيمن نور» قام بالغش في الامتحان.. لذا لم يتعرض للطالب أو يحرر محضراً بالواقعة الوهمية ولم يتصل به مطلقاً واصفاً تلميذه بأنه مؤدب وهادئ الطبع!! .. كل ما قاله العميد أنه أثناء مروره في اللجان وجد أستاذة بالمعهد- وهي أيضاً وكيلة المعهد- تقرأ أو تترجم سؤالاً ل «شادي» فبادر العميد مطالباً وكيلة المعهد بمقابلته في مكتبه وانصرف لاستكمال باقي جولته في المرور علي اللجان.. ولم يحدث أي شيء آخر مطلقاً. .. الوكالة الرسمية المصرية للأنباء «أ. ش. أ»- وكالة أنباء الشرق الأوسط- بثت بعد دقائق من هذه الواقعة العادية خبراً يقول كذباً وغشاً إن عميد معهد السينما ضبط نجل أيمن نور في واقعة غش، وقام بتصويرها بكاميرا ديجيتال!! وحرر محضراً بالواقعة، وحرم نجل «نور» من الامتحان!! .. صحف أمس الاثنين الحكومية- جميعاً وبلا استثناء- نشرت أخباراً بارزة في صدر صفحاتها عن الحادث «الخطير» الذي هز مصر!! وتناقلته البرامج الحوارية والتوك شو!! .. تباينت عناوين أخبار صحف النظام، بين ضبط نجل أيمن نور في واقعة غش «في صحف مثل الأهرام والأخبار والجمهورية» وصولاً إلي «روزاليوسف» التي جاء عنوانها البارز «بالصوت والصورة.. ابن أيمن نور غشاش»!! ولم يخل متن معظم هذه الأخبار الكاذبة من تعريض وتجريح ب «شادي» 18 عاماً، ووالده!! في خلط متعمد لإلحاق أكبر قدر من الضرر والاغتيال المعنوي بلا دم، لشاب لم يرتكب جريمة قط إلا أن والده هو خصم ومنافس لهذا النظام!! .. لا أتصور أن إدارة المعهد وعميد المعهد الدكتور عادل يحيي طرف في مؤامرة إعلامية حقيرة بحجم حقارة ما حدث، ولا تفوتني أيضاً الإشادة بالموقف الشريف المحترم للدكتور «القليوبي» وللأستاذة المحترمة الدكتورة وكيلة المعهد.. لكن تبقي هناك أسئلة تبحث عن إجابات واضحة لم أجدها حتي في نفي الدكتور عادل يحيي للواقعة التي لم تقع!! .. أبرز هذه الأسئلة هي: من أين أتت الوكالة الرسمية للأنباء «أ. ش. أ» بالخبر المكذوب؟!.. وما موقف العميد مما نقلته كذباً علي لسانه الوكالة والصحف الحكومية؟!.. وكيف نشرت الوكالة خبراً مغايراً للحقيقة «180 درجة» بعد دقائق من الواقعة «العادية» التي أشار إليها العميد؟! .. سؤال آخر: ما قيمة هذا الخبر المكذوب- أصلاً- حتي ولو صح كي تنشره الوكالة الرسمية للدولة؟!.. وهل سبق أن بثت أخباراً مشابهة؟! ونفس السؤال للصحف الحكومية مجتمعة .. سؤال أخير: ما ذنب هذا الشاب «18 عاماً» كي يتعرض لكل هذا التشويه والتجريح والترويع والتحقير بين زملائه وأقرانه، وهو لم يرتكب خطأ، أو جريمة غير أنه نجل أيمن نور؟! .. وإذا كانت هذه جريمة في دولة مستبدة تملك آلة إعلامية فاسدة وكاذبة ومضللة.. فكيف لمثل هذا الشاب صغير السن أن يبرأ منها؟ هل يطلب تغيير اسمه؟! أم يطلب الخلع من والده؟! أم يعلن تأييده الرئيس مبارك ونجله؟! ماذا يمكنه أن يفعل ليعيش مثل أقرانه؟! دون أن يدفع ثمناً من كرامته وسمعته وشعوره بالعدل في بلده ومجتمعه؟! .. خمس سنوات مرت علي الانتخابات الرئاسية.. والنظام الذي ترحم علي حريتي وسمعتي لا يشعر بالخجل أو الندم مما مارسه معي من جميع أشكال الظلم والتلفيق والتنكيل والتشويه، بل إنه مازال مصراً علي أن تمتد أياديه القذرة إلي بيتي وأسرتي وحياتي الخاصة. .. عندما قررت خوض المنافسة الرئاسية، كنت أعرف أنني أعلق الجرس في رقبة الأسد، وقلت يومها: «من يدخل الغابة لا يخشي حفيف الأشجار»!! لكن في أي وطن، أو غابة، أو زمن، تغوص أشواك وحراب الغابة في اللحم الطري.. لحم الأبناء؟! أي شيء أو عقل أو قانون يقبل بهذا؟! .. لن أترك قضية وطني!! ولن أترك حق ابني!! ولن أشكو كل هذا الظلم والجور إلا لربي.. هو حسبي.. وسندي.. علي كل ما فعلوا.. ويفعلون!!