بعد أن قامت «الداخلية» بفض وقفة «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين» وذلك عبر الاعتداء على الفتيات بالضرب والتحرش وتمزيق ملابسهن، وكل المشاهد التى أذيعت على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولا يجب أن يقبل بها أو يبرر لها إلا نطع عديم النخوة والرجولة والإنسانية لا يخاف الله. ولولا أننى قضيت عامين ونصف العام أدعو على جماعة الإخوان: ربنا يقعد لهم اللى عملوه فى الناس فى عيالهم. حتى استجاب الله، فندمت أشد الندم لمشاهدة ذلك الدم الذى آلمنى أكثر مما تاجروا به، لولا ذلك، لدعوت الله بذات الدعوة على كل من برر ما حدث يوم الثلاثاء 26 نوفمبر، أو ساوى بين الضحية والجلاد وقال: كل الأطراف غلطانة! الآن بعدما شاهدت فزع الاستجابة لدعوة: ربنا يقعدهولكوا فى عيالكوا.. أقول للمبررين والمحرضين على عنف الدولة وإرهابها بدعوى الحفاظ على هيبتها: هداكم الله وأصلح حالكم وأنار بصيرتكم بدون شر أو بلاء.. ويا ليتنى دعوت نفس الدعوة للإخوان.. بس الدعوات دى أرزاق. بعد كل المشاهد المروعة التى شاهدها الجميع، وبعد اتهام مضحك لحركة «لا للمحاكمات العسكرية» بأنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان وحركة 6 أبريل وأن قيادة الحركة فى يد أحمد ماهر، تم القبض على عدد كبير من الناس، من بينهم عدد من الفتيات اللاتى اقتادهن حراس الوطن، الرجال، الجامدين قوى، الذين يعلِّم الإرهابيون على وجوههم كل يوم وليلة وهم يقفون عاجزين حتى عن معرفة من قتل رجالهم ولا يعلمون الجهة المنفذة حتى تعلن جماعة أنصار بيت المقدس عن مسؤوليتها، حتى إننى أتصور أن الجهد الوحيد الذى تبذله الشرطة فى التحريات هو أنها تقوم بعمل «ريفريش» لصفحة أنصار بيت المقدس على الفيسبوك.
قام هؤلاء الدكرة الجدعان، بممارسة التحرش الممنهج ضد مجموعة الفتيات، وقد بلغتنى تفاصيل مؤلمة تمكنت بعضهن من البوح بها، لكننى لن أرويها حتى ترويها صاحبات الشأن، ثم اقتادوهن إلى قسم أول القاهرة الجديدة، حيث حضر أحد ضباط أمن الدولة بملابسه المدنية ومعه مجموعة من المساعدين، ودخلوا الحجز على الفتيات، وأوسعوهن ضربًا، مستهدفين بالتحديد الناشطة والصحفية رشا عزب، حيث كانت كل مجهوداتهم مصبوبة على «خرشمتها»، عشان يبقوا رجالة وكده، إذ يبدو أن لديهم قناعة حقيقية بأن رشا عزب أكثر رجولة منهم، مما يدفعهم للانتقام منها بهذا الشكل. بعدها قامت قوات النشامى الأشواس، تانى: اللى الإرهابيين معلِّمين على وشهم وقفاهم وأماكن أخرى، بدفع الفتيات، بالركلات واللكمات، إلى سيارة الترحيلات، حيث عمدوا إلى الدوران بهن فى كل أنحاء المعمورة، وكان السائق يتعمد الدهس على الفرامل بقوة حتى تقع الفتيات وهن بداخل السيارة، وأخيرا، وبعد أن انتصف الليل، قامت قوات النشامى الأشاوس، تالت: اللى الإرهابيين معلِّمين على وشهم وقفاهم وأماكن أخرى، بإلقاء الفتيات فى منطقة اسمها: التبين، على طريق الصعيد، وتركوهن هناك. نزلت الفتيات إلى هذه المنطقة الغريبة، وتمكنت أسرهن من التوصل إليهن، كانت الأهالى ترغب فى اصطحاب بناتهن إلى المنزل بعد هذا اليوم الشاق، لكن الفتيات صممن على التوجه للتجمع الخامس للتضامن مع من لم يتم الإفراج عنهن.. عرفتوا معنى الرجولة إيه يا داخلية؟ والله شكلكوا ولا عارفين ولا حتعرفوا حاجة. ولولا أننى حبلى فى شهورى الأخيرة، لما تأخرت لحظة عن رفيقاتى، أو على الأقل عن رشا عزب، التى لم ولن ولن تتأخر عن إنسان يحتاج لمساعدتها، بصرف النظر عن توجهه السياسى أو الفكرى، وربما لو وقع أحد ضباط الشرطة فى مأزق يستلزم مساعدة إنسانية، ووقفة رجولة، لوجد رشا عزب بجواره، كما وجد الإخوان الذين يشمتون بها الآن، رشا بجوارهم، فى لحظات ضعفهم واحتياجهم.
بعد تلك الليلة الليلاء، استيقظت على بعض ماء الولادة الذى ينذر بولادة مبكرة، وجب علىّ الراحة، وما زلت تحت تهديد الولادة المبكرة، ومش دى المشكلة، المشكلة إنى بصفتى ممولة، مش معايا فلوس الحضانة، وكان قد حدث لى حدث مشابه بعد صدور قانون التظاهر، وقبلها كنت فقدت توأمًا مات فى رحمى فى أثناء أحداث سيمون بوليفار 2012، لذلك فأرجو من السادة الذين يحكمون مصر أن يراعوا الله فى النشء.. دول أجنة ما عملوش حسنة ولا سيئة ولا لحقوا يتظاهروا.
فى اليوم التالى، حكمت المحكمة على 14 فتاة من بينهن فتيات فى سن الخامسة عشرة، بالسجن 11 عاما، لأنهن رفعن شعارات رابعة.
طبعًا.. ما هو بتاع كشف العذرية لما يحكم البلد حيعمل إيه غير يوصى بالتحرش والتنكيل بالفتيات ليقطع أرجلهن من المشاركة فى أى فاعليات؟