علي الرغم أن أمس الموافق 15 مايو هو ذكري ثورة التصحيح حسب وصف فترة الرئيس السادات لما قام به من الإطاحة بمن أطلق عليهم مراكز القوي، فإن تلك المناسبة لم يتذكرها أحد ولم يتحدث عنها ولا عن الرئيس السادات، والسؤال هو: هل نسي الإعلام الحكومي ثورة التصحيح التي قام بها السادات؟! ويبدو أن التهليل والطنطنة التي صاحبت هذه المناسبة طيلة فترة السادات وماتت بموته لا تشكل أي عبرة ولا جرس لهؤلاء الذين يمارسون نفس التهليل والطنطنة لما يقوم به الرئيس مبارك الآن من ثورات التطوير والتحديث.. إلخ. يصف حسين عبد الرازق - عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع- ما حدث في ثورة 15 مايو 1971، وعلي الأدق في 13 مايو، بأنه انقلاب قام به السادات ضد الشرعية الدستورية في ذاك الوقت، وظل السادات يحتفي بهذا اليوم بإعتباره ثورة تصحيح، والرئيس مبارك يعتبر شرعيته مستمدة من حرب أكتوبر، ومن ثم قفز علي 15 مايو وذلك في محاولة منه لكسب تأييد من القوي والعناصر التي كانت ضد الانقلاب الذي قام به السادات وما سماه «ثورة التصحيح». وأضاف «عبد الرازق»: المراحل غير الديمقراطية دائماً ما يكون مصيرها النسيان والتجاهل، وفي عصر مبارك هناك مراحل كثيرة غير ديمقراطية، ومصير هذه الفترة هو النسيان والتجاهل لكثير من الأحداث التي يعتبرها مبارك أساسية ومهمة. من جانبه أشار الدكتور حسام عيسي المفكر الناصري إلي أن التصحيح دعوي كاذبة قام بها الرئيس السابق، ومثل تلك الدعوات لايمكن لأحد أن يتذكرها، وهذا هو مصير 30 سنة قضاها الرئيس مبارك في الحكم، فكل ما قام به من مبادرات لم يكن حقيقياً ولا يهدف إلي الديمقراطية، فما سيتذكره المصريون هو 30 سنة من الخراب والدمار ونهب ثروات البلاد.