صدرت حديثًا عن المركز القومي للترجمة ،النسخة العربية من كتاب "خرافة القوة العظمى: استخدام القوة الأمريكية وسوء استخدامها" من تأليف مستشارة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ،ومن ترجمة أحمد محمود. الكتاب يأتي بتصدير الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون ، وعلى مدار 694 صفحة، وفي خلال 14 فصلًا تستعرض الكاتبة المذكرات السرية للبيت الأبيض في عهد كلينتون ، والتى رفعت عنها السرية، بحيث تقدم رؤى متعمقة تفسر عملية اتخاذ القرار، من خلال عملها كمستشارة للسياسة الخارجية في ذلك الوقت، لتصل في النهاية أن مستقبل أمن أمريكا يعتمد بالكامل على التغلب على خرافة القوة العظمى.
بحسب المؤلفة ، فإن هذا الكتاب ليس عبارة عن مذكرات بل أنه يقدم رواية لسياسة أمريكا الحديثة من خلال جميع المناصب التى شغلتها بداية من موقعها كأحد مساعدي حملة كلينتون الانتخابية في العام 1992، وكمسئولة بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض من عام 1993 إلى عام 1996 ، وسفيرة في الأممالمتحدة من عام 1997 إلى عام 2001 وحاليًا داعية سياسية خارجية بمجموعة الأزمة الدولية التى لا تستهدف الربح، حيث يأخذ الكتاب القارئ إلى ما وراء الكواليس، مستخدمًا المذكرات السرية التى رفعت عنها السرية مؤخرا ، وغيرها من الوثائق والمقابلات الشخصية على معظم المستويات الرفيعة، وبذلك يقدم الكتاب رؤى متعمقة لعملية اتخاذ القرارات التى يواجهها كل الرؤساء، وهي العملية التى يمكن أن تكون عشوائية وغير منظمة، وتقوم بالتأكيد على معلومات غير مكتملة ، وغالبًا ما تنطوي القرارات على الاضطرار للاختيار بين خيارات تفتقر جميعها الى الجاذبية ، حيث يهدف هذا الكتاب إلى أن يكون شهادة على تصحيح أهمية دور أمريكا القيادى ومسئوليتها في العالم وبالرغم من هذا الدور فقد اظهر الحادي عشر من سبتمبر ضعف أمريكا ، لذا فان مستقبلها يعتمد على انهاء خرافة القوى العظمى.
تخلص المؤلفة في نهاية الكتاب ، إلى أن المسار الجديد للسياسة الخارجية الأمريكية ،يجب أن يعمل باتساق مع المجتمع الدولي بدلا من التصادم معه ، حيث رغم أنها قوه عظمى إلا أن تحديات القرن الواحد والعشرين لا يمكن التغلب عليها إلا بحشد الرأى العام العالمي لمصلحة أهداف أمريكا وبالقيادة على نحو يتبعه العالم ، حيث أدت سياسة الولاياتالمتحدة خلال السنوات الاخيرة إلى انتكاس هذا الهدف، وبحسب المؤلفة، فانه يتعين على القوة العظمى الوحيدة تنظيم قواها ، تلك القوى التى تتجاوز جيشها، فلهذا –على حد قولها- فانه من الواجب أن تستعيد أمريكا مكانتها باعتبارها البلد الذى يلهم التغيير ويقود الاخرين الى تحسين المجتمع العالمي.
المؤلفة نانسي سودربرج، عملت مستشارة السياسة الخارجية، للرئيس الأمريكى بيل كلينتون منذ حملته الانتخابية في عام 1992، حتى نهاية فترته الرئاسية الثانية، ثم عملت كمسئولة من الفئة الثالثة في مجلس الأمن القومي ثم سفيرة لأمريكا في الأممالمتحدة، ثم عملت كنائبة رئيس مجموعة الأزمات الدولية في وسائل الإعلام كسي إن إن ، فوكس نيوز، بى بى سي، واشنطن بوست، نيويورك تايمز.
المترجم أحمد محمود عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب المصريين، ولجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، يعمل حاليا رئيسا لقسم الترجمة بجريدة الشروق القاهرية، ترجم عدد كبير من الكتب نذكر منها ،"طريق الحرير"و"عالم ماك" و"تشريح حضارة" و"الرقابة والتعليم في الإعلام الأمريكى".