شهدت اللحظات الأخيرة من الترشيحات المقدمة لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري عدة مفاجآت وذلك قبل غلق باب الترشيح مساء الأحد، بالنسبة للحزب الوطني كانت أبرز هذه المفاجآت، استبعاد الحزب للمرشحين القبطيين رضا نصيف في البحيرة وصبحي سليمان ميخائيل في ساقلتة والمراغة بسوهاج وقد جاء استبعاد الثاني بعد تحذيرات من عدد من رجال الدين بسوهاج أعلنوا فيها رفضهم لترشيح قبطي في دائرة الشيخ المراغي شيخ الأزهر الأسبق في الأربعينيات من القرن الماضي وأن ذلك يمكن أن يثير فتنة. كما جاء استبعاد رضا نصيف من دائرة شبراخيت بمحافظة البحيرة لصالح اللواء علي سامح بليح بعد مظاهرات من أبناء الدائرة تحذر من ترشيح نصيف لأن نسبة المسيحيين في الدائرة هي 3% فقط، وكانت المفاجأة الأخري في تقدم موسي مصطفي موسي - رئيس حزب الغد - المتنازع علي رئاسته مع جبهة أيمن نور بأوراقه في دائرة الجيزة بناء علي طلب من قيادات الحزب الوطني، نظراً لقوة موقف مرشحي الإخوان في تلك الدائرة رغم أن ترشيح موسي أغضب بعض القيادات الأمنية لتأثير ذلك في مرشح الوطني يوسف خطاب والذي يرتبط بصلة نسب مع أحد قيادات الأمن. وكشفت الترشيحات عن قوة أمين الحزب الوطني بالقاهرة الدكتور محمد الغمراوي الذي تمسك بجميع النواب الحاليين وتم تغييرهم مما أثار استياء الوجوه الشابة في أمانات الحزب بالعاصمة، علاوة علي الدور البارز الذي لعبه رجل الأعمال محمد فريد خميس لصالح الإبقاء علي وكيل اللجنة الاقتصادية والمالية في الشوري الدكتور جلال غراب وعدم الإطاحة به رغم حصوله علي المركز الأخير في استطلاعات الرأي والمجمع الانتخابي في دائرة شرق القاهرة. كما تلقي شبل همام - أمين سر اللجنة الاقتصادية - ضربة قوية من الحزب بعد استبعاده لصالح رجل الأعمال إسماعيل نصر الدين والذي سانده وزير الإنتاج الحربي سيد مشعل بقوة بهدف إبعاده عن منافسة الوزير في انتخابات مجلس الشعب المقبلة باعتباره أقوي المنافسين له. كما جاء اختيار محمد ماهر للمرة الثانية في دائرة جنوبالقاهرة ضربة قوية لقيادات وأعضاء الحزب في مصر القديمة والمنيل ودار السلام والبساتين والسيدة زينب بعد أن سانده بقوة الدكتور محمد الغمراوي رغم أنف نواب هذه الدوائر. وقد تضمنت الترشيحات الإبقاء علي حسين حجازي - رئيس لجنة الزراعة بالشوري - وتمسك صفوت الشريف بعدد من النواب الحاليين وفي مقدمتهم عبدالمقصود ستو - نائب ميت غمر - الذي يحرص في اللجان علي شكر صفوت الشريف بصفة دائمة أكثر من أي شخص آخر. وقد أبقي الحزب علي 56 نائباً من بين 87 نائباً له واستبعد 31 منهم 14 نائباً اعتذروا عن عدم الترشيح ونائب محبوس هو هشام طلعت مصطفي، وبذلك تكون نسبة التغيير 17% وهي نفس النسبة التي من المتوقع أن يتم الحفاظ عليها كنسبة تغيير في ترشيحات الحزب لانتخابات مجلس الشعب المقبلة. وحسم صفوت الشريف الصراع الذي شهدته أروقة الحزب الوطني حول ترشيحات الحزب لانتخابات مجلس الشوري لصالحه، وذلك علي حساب المهندس أحمد عز أمين التنظيم، وعكست الترشيحات بصفة أساسية استطلاعات الرأي الذي طالب الشريف بإجرائها واعتمادها كوسيلة أساسية في اختيارات المرشحين وعدم الاكتفاء باختيارات المجمعات الانتخابية كما أراد أمين التنظيم المهندس أحمد عز. وضمت قوائم الحزب عددًا من النواب القدامي المحسوبين علي صفوت الشريف علي رأسهم الدكتور محمد عبداللاه في دائرة المنتزه بالإسكندرية ومحمد هيبة في مصر الجديدةبالقاهرة ومحمد عبدالمحسن صالح - عضو الأمانة العامة -. كما أبقي الحزب علي عدد من النواب السابقين القدامي المحسوبين علي صفوت الشريف أيضاً مثل معوض خطاب من القاهرة وأحمد سرحان من بورسعيد وأحمد الضبع من السويس وجمال المهدي من القليوبية ومحمود أبوسديدة من سوهاج وعبدالإله عبدالحميد في القاهرة وماهر المصري في البحيرة ومحمد شتا ومجدي الأمير في الدقهلية وإسماعيل أبوكريشة في سوهاج وحشمت أبوالخير في سوهاج. وكما انفردت «الدستور» يوم الأحد الماضي فقد قام الحزب بترشيح ثلاثة أقباط ووزير واحد، وقد قام الحزب في اللحظات الأخيرة بترشيح سيدة واحدة هي «هدي الطبلاوي» في محافظة كفر الشيخ.