القاهرة الإخبارية: بدء تحرك شاحنات المساعدات المصرية باتجاه معبر رفح تمهيدًا لدخولها إلى غزة    إسرائيل تعلن عن هدن إنسانية في قطاع غزة    جوتيريش يدعو إلى وقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند    «برشلونة وآرسنال».. مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة    كارول سماحة تنعى زياد الرحباني بكلمات مؤثرة وتوجه رسالة ل فيروز    وزير الثقافة: نقل صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق مع وزارة الصحة    ريم أحمد: أعتز بشخصية «هدى» في «ونيس».. لكنني أسعى للتحرر من أسرها    القنوات الناقلة ل مباراة برشلونة وفيسيل كوبي الودية.. وموعدها    القصة الكاملة لحادث انهيار منزل في أسيوط    درجة الحرارة 47.. إنذار جوي بشأن الطقس والموجة الحارة: «حافظوا على سلامتكم»    تنسيق الجامعات 2025.. الكليات المتاحة لطلاب الأدبي في المرحلة الأولى    تحالف بقيادة قوات الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان    توقف جزئي ب «جزيرة الدهب».. مصدر يكشف سبب انقطاع المياه في محافظة الجيزة    احمِ نفسك من موجة الحر.. 8 نصائح لا غنى عنها لطقس اليوم    إصابة 11 شخصًا بحادث طعن في ولاية ميشيغان الأميركية    الجنرال الصعيدي.. معلومات عن اللواء "أبو عمرة" مساعد وزير الداخلية للأمن العام    الخامسة في الثانوية الأزهرية: «عرفت النتيجة وأنا بصلي.. وحلمي كلية لغات وترجمة»    الثالث علمي بالثانوية الأزهرية: نجحت بدعوات أمي.. وطاعة الله سر التفوق    «تجاوزك مرفوض.. دي شخصيات محترمة».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على مصطفى يونس    «حريات الصحفيين» تعلن دعمها للزميل طارق الشناوي.. وتؤكد: تصريحاته عن نقابة الموسيقيين نقدٌ مشروع    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    ما حكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟    أمين الفتوى: الأفضل للمرأة تغطية القدم أثناء الصلاة    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    دبلوماسيون: مصر وقفت صامدة ضد تهجير أهالي غزة ولا أحد ينكر دورها    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    عكاظ: الرياض لم يتلق مخاطبات من الزمالك بشأن أوكو.. والمفاوضات تسير بشكل قانوني    نيجيريا يحقق ريمونتادا على المغرب ويخطف لقب كأس أمم أفريقيا للسيدات    وسام أبو علي يودع جماهير الأهلي برسالة مؤثرة: فخور أنني ارتديت قميص الأهلي    5 أسهم تتصدر قائمة السوق الرئيسية المتداولة من حيث قيم التداول    "مستقبل وطن المنيا" ينظم 6 قوافل طبية مجانية ضخمة بمطاي.. صور    أعلى وأقل مجموع في مؤشرات تنسيق الأزهر 2025.. كليات الطب والهندسة والإعلام    سم قاتل في بيت المزارع.. كيف تحافظ على سلامة أسرتك عند تخزين المبيدات والأسمدة؟    خلال ساعات.. التعليم تبدأ في تلقي تظلمات الثانوية العامة 2025    مصرع شخصين وإصابة 2 آخرين في حادث تصادم دراجة بخارية وتوك توك بقنا    قبل كتابة الرغبات.. كل ما تريد معرفته عن تخصصات هندسة القاهرة بنظام الساعات المعتمدة    مستشفى بركة السبع تجري جراحة طارئة لشاب أسفل القفص الصدري    بدء المؤتمر الجماهيري لحزب "الجبهة الوطنية" في المنوفية استعدادًا لانتخابات الشيوخ 2025    عيار 21 بعد الانخفاض الكبير.. كم تسجل أسعار الذهب اليوم الأحد محليًا وعالميًا؟    سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان: "التفاهم بينا كان في منتهى السهولة    تامر أمين يعلّق على عتاب تامر حسني ل الهضبة: «كلمة من عمرو ممكن تنهي القصة»    ماكرون يشكر الرئيس السيسى على جهود مصر لحل الأزمة فى غزة والضفة الغربية    استشهاد 3 فلسطينيين وإصابات جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في غزة    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 27 يوليو 2025    محافظ الدقهلية يتدخل لحل أزمة المياه بعرب شراويد: لن أسمح بأي تقصير    خالد الجندي: من يُحلل الحشيش فقد غاب عنه الرشد العقلي والمخ الصحيح    عطل مفاجئ في محطة جزيرة الذهب يتسبب بانقطاع الكهرباء عن مناطق بالجيزة    وزير الثقافة: نقل الكاتب صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق الصحة    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    وفاة وإصابة 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل داخل ترعة بقنا    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق بمنزل في البلينا بسوهاج    جامعة الجلالة تُطلق برنامج "التكنولوجيا المالية" بكلية العلوم الإدارية    القاهرة وداكار على خط التنمية.. تعاون مصري سنغالي في الزراعة والاستثمار    البنك الأهلي يعلن رحيل نجمه إلى الزمالك.. وحقيقة انتقال أسامة فيصل ل الأهلي    التراث الشعبي بين التوثيق الشفهي والتخطيط المؤسسي.. تجارب من سوهاج والجيزة    عاجل- 45 حالة شلل رخو حاد في غزة خلال شهرين فقط    حلمي النمنم: جماعة الإخوان استخدمت القضية الفلسطينية لخدمة أهدافها    تقديم 80.5 ألف خدمة طبية وعلاجية خلال حملة "100 يوم صحة" بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة الغزالي حرب: السيسي هو الأصلح لحكم مصر
نشر في الدستور الأصلي يوم 07 - 10 - 2013


تلويح أمريكا بقطع المعونة العسكرية عن مصر «تهويش»

حظر الأحزاب ذات المرجعية الدينية ضرورى.. ومحنة الإخوان أكبر من تصوراتهم

الولايات المتحدة ستكون حريصة على بناء علاقات طيبة مع السلفيين فى المرحلة المقبلة

لا بد للقوى الليبرالية أن تتحد حتى لا تسقط «سقطة تاريخية»

حكومة الببلاوى أداؤها تقليدى مثل أداء حكومة نظيف قبل ثورة 25 يناير

تنظيم الإخوان ارتباطه وثيق بالعنف فى سيناء.. وجميع الحركات الجهادية خرجت من فكر ورحم بالجماعة

■ بداية وفى تقديرك كمحلل سياسى بارز ومتخصص.. كيف تقرأ وضع الإخوان المسلمين فى ظل المشهد الراهن؟ ولماذا تصر الجماعة على انتهاج العنف؟

- بداية لا بد من تأكيد أن الإخوان المسلمين ومنذ نشأتهم عام 1928، لم يتعرضوا فى تاريخهم كله لظرف مثل الحاصل الآن، لأنهم ومنذ البدايات الباكرة فى حالة صراع دائم ومستعر مع الدولة، سواء كانت هذه الدولة فى ظل الملك فاروق قبل ثورة يوليو، أو فى ظل حكم جمال عبد الناصر أو حكم السادات وحسنى مبارك، وحتى الآن هم فى صدام مع الدولة.. ربما هذا يشير إلى تطور المشكلة.. هل المشكلة فى الدولة أو فى الجماعة ذاتها.

لكن صدام الإخوان هذه المرة يختلف عن المرات السابقة، لأنه فى هذه المرة الصدام ليس مع الدولة فقط، بل الصدام تطور ليكون مع الشعب ذاته، وهذا ما بدا واضحا من خلال تحركات شعبية أهلية ضد الإخوان المسلمين ظهرت فى شكل هجوم على مقراتهم، ومهاجمة العناصر الإخوانية وملاحقتهم من القوى الشعبية نفسها.

■ وهل هذا يعتبر تفسيرا للعنف الظاهر الذى مارسته وتمارسه الجماعة حاليا؟

- الإخوان المسلمون هم التنظيم السياسى الوحيد الذى ارتبط بالعنف منذ نشأته، وإذا قارناهم بأى من التنظيمات الشيوعية والقومية والليبرالية، لن نجد تنظيمات تستخدم العنف بمثل هذا الشكل المنظم مثل الإخوان المسلمين.

لم نسمع على سبيل المثال أن حزب الوفد أو أى تنظيم اشتراكى أو ناصرى أو أيا ما كان قام فى يوم من الأيام بدعوة أحد أعضائه لاغتيال أى شخصية.

■ فى تقديرك.. لماذا يرفض الإخوان الاعتراف بثورة 30 يونيو؟

- الإخوان المسلمون بالطبع يرفضون الاعتراف بهذه الثورة ويصرون على الحديث عن البلطجية وفلول الحزب الوطنى، وهو ما يعكس أن هناك مشكلة لديهم، ولا بد من الاعتراف بهذه المشكلة التى برزت مع تجربة حكمهم الفاشلة. فى كل المرات السابقة كان الإخوان يصطدمون بالدولة فقط، باعتبارهم قوة معارضة غير شرعية أو غير مشروعة أو غير مرغوب فيها من النظام الحاكم. أما المفارقة الكبرى التى حدثت فهى أن الإخوان دخلوا فى صراع مع الشعب بعد أن وصلوا إلى سدة الحكم، وتحقيق الأمنية التى ظلوا يحلمون بها، الوصول إلى حكم مصر، وبعد عام واحد من حكمهم فوجئ الشعب بأن الإخوان لا يملكون رؤية للحكم فى السياسة والاقتصاد، وظهر أن مشروع النهضة ما هو إلا «وهم كبير» تم تصديره إلى الجماهير البسيطة، واتضح تماما أنهم لا يمتلكون أى سياسات أو رؤى لحل المشكلات المزمنة فى مصر.

■ خلال عام من حكم الإخوان أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن.. كيف تقيم حكم الإخوان خلال هذا العام؟

- الإخوان لم يقدموا شيئا، لكن الأهم من ذلك هو أن الشعب المصرى اكتشف حقيقتهم، وأنهم لا يمتلكون كوادر لإدارة الأمور، وهناك أمثلة مثيرة للضحك فى الفترة الأخيرة من حكم المعزول مرسى، مثل وزير الإعلام ووزير الثقافة إلى آخره، حيث قدم النظام شخصيات أقل بكثير جدا من أن تتصدر مراكز اتخاذ القرار، فضلا عن شخصية مرسى ذاته، كان من الواضح أن الرجل لم يكن مهيأ كرئيس للجمهورية على الإطلاق حتى داخل جماعة الإخوان نفسها.

■ وفى ظل الوضع المتأزم الراهن.. كيف ترى مصير الجماعة؟

- محنة الإخوان هذه المرة أكبر بكثير مما يتصورون، وهناك قطاعات من الجماعة غير قادرة على استيعاب هذه الحقيقة أو رافضة للحقيقة، وتبرر لنفسها أشياء أخرى غير الحقيقة، وأسوأ ما فى الموضوع هو رد الفعل العنيف الذى يحدث بشكل متلاحق من عمليات حرق للمنشآت وحرق أقسام الشرطة والكنائس، وجميعها أمور تجعل بينهم وبين الشعب فجوة هائلة. هذه المحنة التى أوقعوا أنفسهم فيها لا تضاهيها أى من المحن التى تعرض لها الإخوان على مر التاريخ، ذلك أنهم عندما اقتربوا من الهدف سقطوا سقوطا مدويا.

■ وبشأن قيام الجماعة بمراجعات لمواقفها وتجربتها الماضية.. هل هناك أى احتمال لذلك؟

- الإخوان المسلمون سوف يستمرون مع احتمالية أن تحدث مراجعات كبيرة فى نشاطهم، وإذا عزموا على تنفيذه فسوف يكون ذلك إنجازا لهم، بينما سيستمر عدد من القيادات التى تتشدق بأن ما حدث هو انقلاب فى إثارة الفتن والعنف، وذلك يعنى أن كلما أقدمت الجماعة على التصعيد فقدت تأييدها الشعبى. ستقضى الجماعة على نفسها بلا شك، وهذا الخيار مطروح لدى عدد من العناصر المتطرفة منهم.

■ بعد سقوط نظام الإخوان.. هل يمكن القول إن مصر مهيأة للعبور إلى المستقبل؟ وما تقييمك لأداء الحكومة الحالية؟

- بصراحة أنا لا أجد أن المشروع الكبير الذى يخطو بمصر إلى الإمام فى المتناول حاليا. أما عن الحكومة فهى تعمل بشكل «تقليدى وبيروقراطى»، وتعمل على إيجاد حلول لمشكلة ما هنا أو هناك، ولكننا لا نستطيع القول إننا أمام حكومة تعبر عن الثورة بالقطع، لأنه لكى تعبر الحكومة على الثورة فلا بد أن تشتمل على عدد من قوى الثورة. ومَن فيها يعبر عن قوى الثورة؟ مع العلم بأن هذه الحكومة بها عناصر متميزة للغاية بلا شك، ولكن مجمل الأداء لا يعبر عن طموحات الثورة المصرية، ولم تعبر عن القوى التى واجهت حكم الإخوان، فهى لم تعبر عن جبهة الإنقاذ، وكان المتصور أن تأتى حكومة ائتلافية تعبر عن قوة الإنقاذ التى قادت الثورة، واختيار الحكومة من قبل الدكتور الببلاوى بالطريقة العادية التى اعتدنا عليها منذ أكثر 20 عاما، وفى النهاية ليست تلك هى حكومة الثورة.

أداء الحكومة هو نفس أداء الحكومات قبل ثورة 25 يناير وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بذات الشكل التقليدى.

■ وما رأيك فى الحكم الصادر بحل جماعة الإخوان المسلمين؟ ولماذا تتقاعس الحكومة عن تنفيذه؟

- نحن أمام جماعة مارست العنف بشتى أشكاله وصوره تجاه الشعب المصرى بأكمله، إذن لا مفر من حل جمعية الإخوان المسلمين، وتسوية أوضاع حزب الحرية والعدالة بعيدا عن جماعة الإخوان المسلمين لمزاولة العمل السياسى فقط، بينما الواضح هو عجز الحكومة عن اتخاذ قرار فى التعامل مع الإخوان المسلمين، مما يشير إلى أن الجماعة كانت ولا تزال لها وضع خاص وغريب جدا. يؤلمنى تعامل الحكومة بهذا الضعف والخوف الذى يعكس عدم وجود نظرة ثورية لدى الحكومة، ووجود نوع من التردد، وكلما كانت الحكومة قوية استطاعت أن تتخذ خطوات أكثر حسما، والقانون لا بد أن يفعل، وأن الحكومة لا بد أن تحترم أحكام القضاء، وأى تهاون فى تطبيق قرارات القضاء قطعا يضعف من مصداقية أى حكومة.

■ لماذا غيَّر أوباما خطابه تجاه مصر والاعتراف بأن ما حدث فى مصر هو ثورة لا انقلاب؟

- أمريكا نموذج للدولة التى تبحث عن مصالحها و«مستعدين يبيعوا أى شخص فى لحظة واحدة»، لا يمكن لأمريكا أن تتخلى عن مصالحها وعلاقتها بمصر، فهى الدولة المحورية بالمنطقة، وأى تطورات تحدث بها تؤثر على العالم العربى والإسلامى والشرق الأوسط، سواء كانت سلبية أو إيجابية، فالولايات المتحدة الأمريكية وقعت فى خطأ قطع العلاقات مع مصر فى عهد عبد الناصر، وهى لن تحاول تكرار الخطأ مرة أخرى، فأمريكا أصرت على أن مصر بها انقلاب، فأى انقلاب هذا الذى يخرج به 30 مليون مواطن؟ وأى انقلاب هذا الذى لا يحكم فيه الجيش؟ ونحن نعرف ما كان سيحدث قبل 30 يونيو بشهر، والانقلاب فى العادة من الجيش ضد إرادة الشعب، ولكن هذا جاء بإرادة الشعب، ولكن الجيش المصرى له دور أساسى فى الحياة السياسية المصرية على مر العصور، وآخرها حماية ثورة 30 يونيو، والجيش المصرى يختلف عن جيوش أمريكا اللاتينية ذات الطبقية، أو جيوش إفريقيا المعروفة بالانقلابات السريعة، لكونه مؤسسة وطنية ومن أقوى المؤسسات المصرية.

■ ماذا عن التلويح بقطع المعونة ثم معاودة دفع مبلغ 564 مليون دولار كمعونة عسكرية لمصر؟

- «ما هو إلا تهويش»، أمريكا حرصها أكبر بكثير مما نتصور على مصر للحفاظ على الاستقرار للبترول والاستقرار للكيان الصهيونى، والأهم أن أمريكا تخشى أن تعود لمصر أى علاقة مع روسيا، وهذا شبح يخيف الأمريكان، بمعنى أنه إذا جاء بوتين إلى مصر وقوبل بترحاب شعبى سوف يكون هذا كبوسا على السياسة الأمريكية، فلذلك فأمريكا حريصة على أن لا تفقد مصر، وفقدان مصر سوف يطيح بأى رئيس أمريكى.

■ على مَن ستراهن الولايات المتحدة فى المرحلة القادمة بعد سقوط الإخوان؟

- أمريكا ستنظر إلى الموقف السياسى المصرى الآن بمنتهى الحظر، وهم حريصون أن تكون علاقتهم طيبة بالقوى السياسية المصرية، وجميع الأطراف والتى تشمل القوى الإسلامية وتحديدا السلفيين، والجيش، والقوى المدنية المتمثلة فى جبهة الإنقاذ، وأضعف هذه الحلقات هى القوى المدنية، قطعا الجيش له قوته المعروفة، والقوى الإسلامية لهم كتلتهم، بينما القوى المدنية المتمثلة فى جبهة الإنقاذ لا أتصور أن يكون لهم ثقل فى الشارع السياسى حتى الآن.

■ ما الدور المطلوب من الأحزاب المدنية وأحزاب جبهة الإنقاذ فى المرحلة الحالية؟

- هناك نوع من التشكك الكبير فى قدرتها على الحشد فى الشارع، ولعل حجم المقاعد فى الانتخابات الأخيرة أكبر دليل على حجم جميع الأحزاب المشاركة فى جبهة الإنقاذ. جزء كبير من مستقبل مصر السياسى مرتبط بشكل أساسى بأن تستطيع هذه الأحزاب أن تدعم نفسها وتدعم قواعدها الجماهيرية، وهذه مسألة وقت، المدة القصيرة القادمة ستكون اختبارا صعبا فى ظل اقتراب كل من انتخابات الرئاسة والبرلمان، وسيكون أحد المفاتيح أمام تلك القوى أن تتضافر مع بعضها وتنسق معا إذا أرادت أن تكون عنصرا فعالا فى الحياة السياسية المصرية، خصوصا بعد الضربة التى تلقاها الإخوان، وإذا لم تستطع هذه الأحزاب أن تستثمر هذه الفرصة فستسقط «سقطة تاريخية».

■ هل توافق على وجود أحزاب ذات مرجعية دينية؟

- لا بد أن يكون فى مصر أحزاب ذات مرجعية إسلامية، وهذا شىء منطقى يعبر عن واقع الحياة فى مصر، والحل هو أن توجد أحزاب ذات مرجعية إسلامية بعيدة عن فكر الإخوان المسلمين الحالى، على عكس أحزاب ذات مرجعية مسيحية فى بعض البلدان الغربية، ولكن الدين ليست له علاقة بالسياسة.

■ وماذا عن المادة 54 من الدستور التى تنص على حظر الأحزاب على أساس دينى؟

- أنا مع حظر الأحزاب على أساس دينى، ولكن مع الأحزاب التى تنشأ على مرجعية دينية، فالأحزاب التى تستخدم المساجد كمنابر للسياسة على سبيل المثال فهذا مرفوض، وخلط الدين بالسياسة يرجعنا إلى العصور الوسطى.

■ هل مصر تحتاج إلى دستور جديد أم تكفى التعديلات على الدستور الإخوانى فى لجنة الخمسين؟

- دستور جديد يختلف عن الدستور الإخوانى قطعا هو مطلب الشعب المصرى والثوار التى خرجت بالملايين فى الشوارع، إن كان أقل شىء اختلاف معنوى عن انقضاء الدستور الإخوانى وكتابة دستور جديد، لأن مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو تحتاج إلى دستور مشرف ويليق بمكانتنا، وآمل أن يُنتج دستور محترم من اللجنة بعد تعديل الدستور.

■ ما رأيك فى تشكيل لجنة الخمسين؟ وما تقييمك لأدائها؟

- لى اعتراضات على طريقة تشكيل اللجنة، لأن الكثير من عناصرها لم تكن هى الأفضل، وليس من حيث الأشخاص إنما ليس الأفضل من التمثيل للقوى السياسة، واللجنة التى تضع دستورا لا بد أن يكون دستورا حقيقيا وموضوعيا يليق بالمجتمع المصرى، ومصر لها سوابقها فى كتابة الدساتير من دستور 23 و54 و71، وأنا كتبت أحد المقالات وصفت لجنة الخمسين 2013 بلجنة الأشقياء، على غرار سعد زغلول الذى قال على لجنة كتابة دستور 23 بلجنة الأشقياء، لأنه كان غير راض عنها.

اعتراضى على تمثيل القوى الليبرالية، فالقوى الليبرالية غير ممثلة فى اللجنة، لأن الممثل لليبرالية هو الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، بينما الدكتور أبو الغار ممثل للقوى الاشتراكية، وهناك فرق بين الليبرالية والاشتراكية، وتمثيل الأقباط ضعيف، وتمثيل المرأة فى اللجنة ضعيف، بالإضافة إلى التمثيل الضعيف للغاية للعمال والفلاحين والنقابات، فاللجنة تم تشكيلها بشكل مختصر، ومع كل هذا من الممكن أن تنتج اللجنة دستورا معقولا.

■ فى رأيك مَن الأفضل لحكم مصر فى هذه الآونة العصيبة؟

- كلمة واحدة.. الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وستظل مصر لفترة قادمة لا تقل عن 10 أو 20 سنة، سيظل الجيش المصرى هو مصدر القيادة السياسية، لأن القوى المدنية لم تستطع حتى الآن تقديم شخصيات تحظى بتوافق شعبى عام حتى الآن، لأن شخصية الفريق السيسى ظهرت فى ظل تأييد شعبى كبير وتتفق مع الثقافة السياسية المصرية، وحصل على تأييد الشعب دون إنظار مسبق، والأغلب أن يكون رئيس مصر القادم من الجيش المصرى، وأن الجيش المصرى سيظل الأكثر احتمالا لرئاسة مصر، نتيجة أن القوى الأخرى ضعيفة، فالإخوان والإسلاميون تم حرقهم، والقوى المدنية لم تقدم شخصية ذات توافق شعبى يحظى بالإجماع

■ مخاوف القوى الثورية والشبابية من معاودة حكم العسكر.

- الشعب المصر تغير، ولن يكون لمصر حاكم ديكتاتورى، سواء مدنيا أو عسكريا، ولن يكون بمصر حاكم يكرر الأخطاء القديمة، ومصر الآن قادرة على أن تعزل أى رئيس يعمل ضد إرادة الشعب، ولعل وجود الرؤساء السابقين فى السجون خير دليل، فمصر تستحق ممارسة الديمقراطية الحقيقية.

■ مَن أبرز الشخصيات فى حالة إصرار الفريق السيسى على عدم الترشح للرئاسة؟ وماذا عن حظوظ الفريق شفيق والفريق سامى عنان؟

- هناك عناصر أخرى تقدم نفسها من القوات المسلحة وأبرزها اللواء مراد موافى.. أما الفريق سامى عنان فلا أعتقد أن له فرصة حقيقية، لأنه جزء لا يتجزأ من القديم، وعليه مآخذ كثيرة، أما الفريق شفيق فجاءته الفرصة، ولن تتكرر بسبب تغير المناخ، الفرصة ستكون بقوة للفريق السيسى فى حالة ترشحه، وهذا ما أرجحه، أو اللواء مراد موافى.

■ وماذا عن حظوظ المرشحين المدنيين الذين سبق لهم الترشح للرئاسة؟

وجودهم ضعيف، فحمدين صباحى على سبيل المثال له جمهوره الناصرى، وعمرو موسى له جمهور حزب المؤتمر الذى كان يتولى رئاسته، بينما لم نجد أى زخم شعبى حال حول أى من تلك الشخصيات، إنما الزخم يتركز الآن حول شخصية الفريق السيسى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.