مع كل الاحترام للأخت «رولا خرسا» فإنني لا أتابع برامجها ولا أيضا برامج زوجها السيد المناوي لسبب بسيط للغاية، وهو أنهما هبطا ذات فجأة علي التليفزيون المصري فإذا بالزوج رئيسا لأحد أهم القطاعات داخل التليفزيون المصري، والزوجة تنقلت بين عدد من المحطات حتي انتقلت إلي إحدي الفضائيات وفيها كان الحديث الأول والأخير الذي استمعت فيه إلي برنامج للست «رولا خرسا» وكان السبب هو أن عمي العزيز صلاح السعدني حل ضيفا علي البرنامج، وبالطبع كان صلاح كعادته مختلفا متميزا شديد الثقة في نفسه وفي طريقة طرح أفكاره، كان السعدني بليغا عندما تصدي للكلام عن الرئيس مبارك والسيد محمد البرادعي، وأشار إلي نقطة مهمة وهي أن البرادعي حتي هذه اللحظة لم يصرح بأنه سيرشح نفسه للرئاسة ولكنه شأنه شأن الكثير من المهتمين والمثقفين معنِ أولا بتعديل قوانين يري البعض أنها مقيدة للحريات، وأشار السعدني إلي أن الرئيس مبارك بمنصبه الرفيع وصلاحياته غير المحدودة هو وحده فقط القادر علي إحداث التغيير المنشود، لأن الرئيس حدد عدداً من المواد في الدستور لتعديلها، والرئيس في بر مصر هو فرعون عظيم في يده كل الخيوط، وقد كان السادات -رحمه الله - يقول «إنني وعبد الناصر آخر الفراعنة العظماء، وهذا ليس صحيحاً لأن كل رئيس مصري هو فرعون عظيم.. وأعود لكلام السعدني وأقول إنه اقترح اقتراحا جديرا بأن نلتفت إليه، فهو يري أن يعود الأمر برمته إلي الرئيس من جديد.. لأن الرئيس عندما عدّل هذه المواد ثم تحول الأمر إلي المجالس التشريعية أصابها التوهان ذلك لأن أحدا ليس في سلطاته وليس في مقدرته وليس في رغباته أن يعدل أو يصحح أو يغير شيئاً ولكن الرئيس وحده هو القادر علي الفعل في هذا الأمر، ولهذا فإن الأمور شهدت تعقيدات ما بين الهيئات والمؤسسات التشريعية والمثقفين وقادة وأعضاء الحركات المنادية بالتغيير، وإذا كان البرادعي قد انضم إلي هؤلاء الذين ينشدون التغيير علي أسس ديمقراطية وسليمة تضع شعب مصر علي أول الطريق نحو حياة ديمقراطية يتمتع فيها الجميع بحقوق متعارف عليها لا تبخس حق أحد ولا تضع عراقيل أمام أحد.. فإننا جميعاً سنكون مع البرادعي في هذا الأمر ولكن إذا قرر البرادعي أن يترشح بعد ذلك فإن لكل إنسان الحق في أن يعطيه صوته أو يمنع عنه هذا الصوت.. وأنا شخصيا لا أعرف السيد محمد البرادعي ولا أدعي أنني أعلم شيئاً عن تاريخه أو أنني مطلع علي أجندته السياسية أو أعرف أي شيء عن مضمون برنامجه الانتخابي، ولذلك فإن صوتي لن يكون في صالحه، ذلك لأن في مصر عشرات من الرجال الأكفاء يصلحون لهذا المنصب وهم بالتأكيد أفضل ألف مرة من البرادعي، وسيظل عمرو موسي هو أكثر الجميع حظا إذا ما رفعنا العراقيل أمام الترشح لهذا المنصب السامي والخطير في حياة مصر والمصريين.. وسيكون لمرشح من المؤسسة العسكرية نصيب عظيم من اهتمام أهل مصر ذلك لأن المؤسسة العسكرية هي مدرسة للوطنية والعطاء والفداء علي امتداد تاريخها، وأعتقد أن كلا من المشير محمد حسين طنطاوي والسيد عمر سليمان يلقيان قبولا طيبا من قبل أهل مصر، ولكن قبل أن نستعرض الأسماء فإننا سنكون دائما في انتظار التعديل الرئاسي وليس التعديل المنتظر من قبل مؤسسات تشريعية، لأننا في بر مصر تعودنا -وسنظل علي الدوام- علي التغيير والتعديل والتبديل من أعلي رأس في السلطة في بر مصر، ونتمني من الله ولا يكثر علي الله أن يستجيب الرئيس مبارك لدعوات أهل مصر بأن يكون التعديل علي مستوي الطموحات التي تؤمن لأهل هذا الوطن اختيار رئيسهم في العام المقبل.. وبالطبع نحن جميعاً نعلم من هو الشخص الأكثر تأثيراً في أهل مصر ونعرف أكثر من هو الشخص غير المرغوب فيه ليتولي قيادة البلد.. نسأل الله أن يحقق لأهل مصر آمالهم وأحلامهم وأن يحمي هذا البلد من كل مدسوس ومن أي مكروه.. ويا عم صلاح اقتراحك المنير إذا ما وجد تجاوبا ًفقد تشهد مصر انطلاقة تأخرت طويلا.. وآن لنا جميعا أن نتكاتف من أجل أن نشهد لها ضربة البداية!!!!