والنتيجة: أصبحت مركزا للفشل الكلوي والكبدي والسرطان محطة المياه في ميت فارس لم تسهم في حل الأزمة تتميز قرية ميت فارس مركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية بأنها محور الارتكاز للانتقال بين محافظتي الدقهلية والشرقية بالإضافة إلي أنها نقطة توزيع بين مراكز دكرنس وبني عبيد والمنزلة ومنية النصر وبها ميزانية لتوزيع مياه الري علي الأراضي الزراعية. تم إنشاؤها منذ بداية القرن الماضي والتي أصبحت لا تتحمل كثافة مرور السيارات عليها لضيقها وبالرغم من ذلك فمع تخطيط وزارة الإسكان لازدواج طريق المنصورة - طناح توقف الازدواج قبل القرية بمسافة بسيطة ليتم نزع ملكية مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وتوصيل الطريق بطريق دكرنس - المطرية وحرمان القرية من تطوير مدخلها واستمرار بقاء أزمة المرور بها دون حل في انتظار مشروع آخر لتطويرها. ويوجد بالقرية أضخم محطة لمياه الشرب في المحافظة وبالرغم من ذلك فإن المغذي الوحيد لتلك المحطة يتعرض لجميع أنواع الملوثات قبل وصول المياه للمحطة مما يجعل المسئولين يستخدمون كميات كبيرة من الشبة والكلور لتنقية المياه وحظ تلك القرية أنها أول قرية تشرب من المياه ذات التركيزات العالية من الشبة والكلور فتصيب المواطنين بأخطر أنواع الأمراض ويتعرض سكان القرية للموت البطيء كل لحظة نتيجة لما تعانيه هذه القرية من إهمال جسيم من الحكومة ونتيجة ضخ مياه الشرب إليها مباشرة من محطة التنقية. ولم يكتف المسئولون في المحافظة بذلك بل وزعوا المياه في فرع ترعة المنصورية بين الزراعة ومياه الشرب فأصبحت محطة المياه لها أربعة أيام تسحب فيها المياه وتخزنها أربعة أيام أخري حتي تستخدمها في الأوقات غير المسموح فيها باستخدام مياه الترعة. وتمر المحطة في أيام الجفاف خلال شهري يناير وفبراير من كل عام بأسوأ حالاتها حيث يتم حبس المياه طوال فترة الجفاف وتكون المياه راكدة ونتيجة عدم الوعي لدي المواطنين فيتم استخدام تلك المياه في شرب الحيوانات وغسيل الأواني وتتعرض لجميع أشكال التلوث حتي يتحول لونها إلي الأخضر. المواطنون في تلك القرية أصبحوا من أكثر المترددين علي مراكز الغسيل الكلوي والسرطان وجراحة المسالك البولية والكبد حتي إن بعض أهالي القرية بدأوا في حصر الحالات المريضة التي تحتاج إلي مساعدات علي العلاج ليقدموا لهم العون والوقوف بجوارهم ماديا ومعنويا ومساعدتهم في تكاليف العلاج. تتميز القرية بين مثيلاتها بتاريخها العريق وعصيانها علي أي دخيل ويتميز أهلها بالشهامة والرجولة وطيب الأخلاق وتعتبر من القري التي استعصت علي اللواء زكي بدر وزير الداخلية الأسبق عندما كان مديرا لأمن الدقهلية حينما وقعت مشاجرة بين عائلتين بالقرية وظلت 40 يوما دون أن يتمكن الأمن من اقتحامها إلي أن أصدر قرارًا بضربها بالطيران إلي أن تدخلت أطراف من القرية وعقدت اتفاقية لوقف إطلاق النار فيها.