أثار تسريب نبأ صفقة اندماج شركتي «أوراسكوم تليكوم» و«إم.تي. إن» الجنوب أفريقية أو استحواذ الأخيرة علي الأولي قبل أيام مخاوف عدد من المحللين من حدوث اضطرابات بسوق الأوراق المالية، خاصة في ظل تردد شبهات عن توقيت إعلان الصفقة، بعد تأكيد إدارة البورصة المصرية و«أوراسكوم» نفيهما تماماً في السابق. وقال خبراء إن أسعار العديد من الأسهم بالبورصة المصرية ربما تكون قد ارتفعت بقوة في الأيام الماضية علي خلفية تسريب أنباء تلك الصفقة الضخمة التي ربما تكون الأكبر في تاريخ قطاع الاتصالات في أفريقيا. وحذروا في الوقت نفسه المستثمرين الأفراد وصغار المستثمرين من الاندفاع وراء الشراء العشوائي للأسهم، خاصة أن أسهم شركة أوراسكوم تليكوم ارتفعت بأكثر من 60% في الأسبوعين الماضيين وقادت مؤشرات السوق الرئيسية للارتفاع معها. وقال حنفي عوض- خبير أسواق المال- إن أنباء الصفقة تتردد بين أوساط المتعاملين بالبورصة منذ ما يقرب من الشهر وهو ما يفسر الارتفاعات القياسية التي سجلها سهم الشركة في وقت قصير من 5 جنيهات إلي 80،7 جنيه، وطالب الجهات الرقابية بضرورة التحقيق في تعاملات سهم أوراسكم خاصة أن الارتفاعات صاحبتها عمليات نقل ملكية وتبادل لأسهم الشركة بكميات ضخمة غير معتادة وصلت في إحدي الجلسات إلي 95 مليون سهم في معدل يفوق الطبيعي بالنسبة لأداء سهم أوراسكوم علي مدار تاريخ إدراجه بالبورصة. وأضاف: الصفقة تواجه مشكلات عديدة أولاها موقف الحكومة الجزائرية التي ترفض بيع أوراسكوم «جيزي» وحدتها هناك لمستثمر أجنبي، وهو ما قد يؤدي إلي فشل الصفقة، خاصة أن إتمامها يتطلب موافقة الحكومة الجزائرية. وأوضح أن شبكة الجزائر تمثل نحو 70% من الصفقة المحتملة بين «أوراسكوم تليكوم» و«إم. تي. إن». ولفت إلي أنه علي المدي القصير ستتأثر السوق بما ستعلنه الشركة اليوم الاثنين بشأن الصفقة. وحول توقعات البعض باحتمالات حدوث ارتفاعات جنونية بالبورصة خلال جلسة اليوم في حال تأكيد أنباء الصفقة، أوضح «عوض» أنه في كثير من الأحيان لا يحكم العقل التعاملات في البورصات وهو ما يجب مراعاته وتحذير صغار المستثمرين والأفراد من الانسياق وراء المضاربين. وألمح «عوض» إلي وجود شبهة حول تسريب نبأ الصفقة قائلاً: إن إدارة البورصة أرسلت أكثر من مرة إلي أوراسكوم استفساراً علي وجود شائعات حول مفاوضات لها بشأن وحدتها في الجزائر، لكن الشركة علقت مراراً بأنها لا ترد علي الشائعات، وهو ما يعني عدم اكتراث الشركة بالسوق ولا بقواعد الإفصاح. في حين قال «عمر عبدالفتاح» الخبير الاقتصادي إن الصفقة ستنعكس إيجابياً علي أداء البورصة المصرية في كل الأحوال، لكن يجب عدم الاندفاع وراء المضاربات، معتبراً أن الارتفاعات القياسية التي سجلها سهم أوراسكوم تليكوم في الأسابيع الماضية والتي تجاوزت 60% كانت نتاج مضاربات حادة بين أطراف قوية في السوق كان لديها أنباء بشأن الصفقة. وقال إن أوراسكوم مكبلة بديون تتجاوز 35 مليار جنيه من واقع أرقام ميزانياتها، مما يعني أن تلك الديون قد تأكل عوائد الصفقة، لافتاً إلي أنه ليس من المنطقي أن يضحي مساهمو أوراسكوم الرئيسيون بوحدات تدر عليهم عوائد مالية ضخمة لسداد مديونياتهم في الفترة الحالية، كما أن دائني أوراسكوم سيطلبون حتماً مقابلاً نقدياً للصفقة كجزء من مستحقاتهم. وتساءل: لماذا تم تسريب نبأ الصفقة في الفترة الحالية بعد إضافة 5 مليارات سهم ناتجة عن زيادة رأسمال الشركة؟