عبد المجيد: الجماعة تحاول تأمين قياداتها بالبلطجة السياسية.. والغرباوى:محاولة للضغط على القوات المسلحة بعد نفيها التفاوض معهم
سيناريو الفوضى والعنف هو السيناريو الذى تتعامل به جماعة الإخوان المسلمين حاليا بعدما فشلت فى محاولة تعطيل عجلة خارطة المستقبل، وإعادة رئيسهم إلى الحكم مرة أخرى، وهو ما دفعهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، من خلال قطع الطرق والاشتباك مع قوات الجيش والشرطة والمواطنين، كورقة ضغط لمحاولة خروجهم بأى مكاسب سياسية من المشهد السياسى. السياسيون أكدوا فشل الجماعة فى تنفيذ هذا السيناريو.
الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب قال إن الجماعة لجأت إلى سيناريو الفوضى والعنف بعدما فشلت فى عرقله عملية الإصلاح وفشلت فى عملية استدراج الجيش لدائرة العنف، وفشلت فى استمالة الغرب وإظهار أن ما يحدث فى مصر انقلاب عسكرى على الشرعية، وفشلت فى استثمار حالة الفوضى والعنف التى دعمتها فى الفترة الأخيرة بنسبة 100% وحتى فكرة اللجوء لأساليب العنف لمحاولة الوصول إلى صفقة لتوفير خروج آمن لقياداتهم ستفشل.
وقال «الفترة المقبلة سيحدث انكماش تدريجى لحالة العنف فى الشارع بعدما يدرك الإخوان أنهم لن يستطيعوا الاستمرار فى الشارع على أكثر من ذلك، وأنه كلما طالت الفترة نبذهم الشعب وكثرت خسائرهم.
الدكتور يسرى العزباوى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن الإخوان لجؤوا إلى التصعيد ومحاولة نشر حالة الفوضى بعدما لم يعرهم الجيش اهتماما خلال الفترة الماضية، وبعد محاولتهم الفاشلة فى اقتحام الحرس الجمهورى واشتباكهم مع الجيش وإظهار أنفسهم على أنهم معتدَى عليهم لكسب تعاطف دولى وشعبى، وهو ما لم يحدث، بل على العكس فقدوا تعاطف الشعب معهم. مضيفا أنهم يحاولون من وراء نشر حالة الفوضى الخروج بأكبر قدر من المكاسب وعدم ملاحقة قياداتهم المتورطة فى التحريض على أحداث عنف فلجؤوا إلى مسلسل الفوضى غير الخلاقة.
العزباوى أشار إلى أنه بعد أن سربت قيادات الإخوان حديثا عن مفاوضات بينهم وبين القوات المسلحة ونفت القوات المسلحة ذلك، لجأ الإخوان إلى التصعيد ونشر حالة من الفوضى للضغط على الجيش للتفاوض معهم وحل الأزمة. مضيفا أن الإخوان المسلمين يدركون جيدا أن العجلة لن تعود إلى الوراء، ومرسى لن يعود إلى الحكم مرة أخرى، ولذلك فهم يبحثون عن مكاسب سياسية لهم.
ولفت الخبير الاستراتيجى إلى أن محاولة التصعيد مع القوات المسلحة لن تؤتى بنتيجة إيجابية على الإطلاق، ولن يتم لىّ ذراع القوات المسلحة. مضيفا أنه مع السير نحو إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وتعديل الدستور سينصرف الإخوان إلى الانتخابات، خصوصا أنهم يدركون جيدا أنهم ما زال لديهم رصيد «حتى ولو ضئيل» فى الشارع وعليهم استثماره وعدم الخروج من المشهد السياسى خوالى الوفاض.
الدكتور وحيد عبد المجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال «تراجع الإخوان عن موقفهم سيأخذ بعض الوقت خصوصا أن قيادات الإخوان المسلمين مدركون جيدا أن ظهورهم إلى الحائط، ويعتقدون أنه يمكنهم أن يحصلوا على مكاسب سياسية والحفاظ على دور لهم فى المرحلة المقبلة، وخروج آمن لقياداتهم بالبلطجة السياسية التى يحاولون فرضها على الشارع المصرى حاليا». مضيفا «ولكن أساليبهم تثبت كل يوم أنهم لم يعد لهم أى ظهير شعبى فى الشارع ولم يعد لهم سوى التنظيم الذى سيتفكك إذا لم يراجع العقلاء من قيادات الجماعة أنفسهم، وإذا لم يع شباب الجماعة أن قياداتهم يزجون بهم فى معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل».