خبراء: من الصعب تعقب اي تهريب لصواريخ سكود الى حزب الله يمكن تفكيك الصواريخ والمنصات المتحركة لتجنب رصدها وصول الصواريخ الى حزب الله تمكنه من استهداف اي مكان في اسرائيل اسرائيل خائفة من ان تكون صواريخ سكود مزودة برؤوس كيميائية هيلاري كلينتون قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنها لا تزال تدعم تحسين العلاقات مع سوريا رغم القلق من إمكانية قيام دمشق بنقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان. واضافت كلينتون للصحفيين على هامش مباحثات حلف شمال الأطلسي "ناتو" في تالين عاصمة استونيا: "نعتقد أنه من المهم الاستمرار في عملية إعادة سفير إلى سوريا". وتسعى الإدارة الأمريكية نحو الانخراط في حوار رفيع المستوى مع خصوم تقليديين مثل سوريا من أجل تحسين العلاقات. ورشحت إدارة أوباما ممثلا لها في سوريا، سيكون أول سفير أمريكي لدى دمشق منذ 2005 إذا صدق مجلس الشيوخ على ترشيحه. وجاءت تصريحات كلينتون على خلفية تقارير عن ادعاءات من جانب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مطلع الشهر الجاري بأن سوريا شحنت صورايخ "سكود" إلى حزب الله اللبناني. وتستطيع صورايخ "سكود" ضرب أهداف في عمق إسرائيل، حليفة أمريكا. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة تريد علاقات أفضل مع سوريا وتأمل أن تبدأ سوريا في القيام بدور "بناء" أكبر في المنطقة. في الوقت نفسه أكد خبراء ان تعقب ورصد صواريخ سكود التي تتهم اسرائيل سوريا بنقلها الى حزب الله في لبنان ليس بالامر السهل. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية طالبا عدم الكشف عن هويته ان: تهريب صواريخ سكود وقاذفاتها المتحركة الى لبنان دون علم اجهزة الاستخبارات الامريكية او الاسرائيلية هو امر "ممكن ولكنه صعب". واضاف خبراء انه يمكن تفكيك الصواريخ والمنصات المتحركة لتجنب رصدها. وقال انتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن "كل ما عليكم فعله هو فصل الذيل عن الصاروخ، وهو امر يمكن القيام به بسهولة، وبعدها نقله الى عربة اخرى". واضاف كوردزمان ان وصول هذه الصواريخ الى حزب الله "لا تغير المعادلة جذريا (مع اسرائيل) ولكنها تعني ان بامكان حزب الله استهداف اي مكان في اسرائيل". واشار الخبراء الى ان الولايات المحتدة خلصت الى صعوبة تعقب صواريخ سكود خلال حرب الخليج الاولى 1990-1991 عندما حاولت طائرات الحلفاء في الجو وعملاء اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية في البر لكشف اماكن المنصات المتحركة لصواريخ سكود والتي عمد الجيش العراقي في حينه الى اخفائها في مجاري الانهار وقنوات المياه فكانت تطلق الصواريخ وتعود بسرعة لتختفي في مخابئها. وقال بروس رايدل الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الامريكية "سي آي ايه" والخبير في معهد بروكينجز "لقد نفذنا الاف المهمات الجوية في محاولاتنا لتدمير صواريخ سكود التي كان يملكها صدام حسين ويطلقها على اسرائيل والسعودية، وبعد الحرب اكتشفنا اننا اخفقنا في كل تلك المهمات". ولكن مذاك تطورت اجهزة الرصد والاستشعار كثيرا فضلا عن ان مساحة لبنان اصغر بكثير من مساحة العراق ما يجعل مهمة المراقبة والرصد اسهل. اضافة الى هذا، بحسب رايدل، فان اسرائيل تمتلك "استخبارات جيدة جدا هناك (في لبنان)" كما يؤكد رايدل، مضيفا "بالتالي فانهم قد يبلون بلاء افضل على الارجح". وما ان تصل هذه الصواريخ والمنصات المفككة الى لبنان حتى يمكن لحزب الله ان يجمعها ويخفيها الى حين يقرر استخدامها. وصورايخ سكود التي صممها وانتجها اولا الاتحاد السوفياتي يبلغ طولها 11 مترا ومداها الاقصى 300 كلم. ويرى محللون ان من شان حيازة حزب الله لهذه الصواريخ ان يعزز مكانته رغم ان تفوق اسرائيل العسكري لا يزال قائما. ولكن الخبراء يؤكدون ان الخوف الاكبر لدى اسرائيل هو ان تكون هذه الصواريخ مزودة برؤوس كيميائية، علما ان ما من طرف حتى الساعة تحدث عن هذه الامكانية. ولكن بغض النظر عما اذا كانت هذه الصواريخ قد سلمت الى حزب الله ام لا، فان ادارة اوباما مقتنعة بان سوريا تزيد من دعمها العسكري لحزب الله، كما يؤكد مسؤولون امريكيون.