يتصور بعض المصريين أنه يمكن الخلاص من حكم جماعة الإخوان الفاشية بجراحة سريعة، تحافظ على الجميع، وربما كان هذا أمل معظم المواطنين، لكنه ما أثبتته الوقائع على الأرض الآن، وما كان يجب أن يعلمه الجميع أن للحرية ثمن.. ومن أراد الحرية عليه أن يدفع الثمن. مصر خلال العام الماضى كانت مسرحا، ومحلا مختارا، ومأوى أمن للجماعات الإرهابية من مختلف الجنسيات، حتى أن الشريط الحدودى الغربي مع ليبيا، وشرق سيناء مع غزة كان قد امتلأ بعناصر القاعدة والجماعات الإرهابية التى احتشدت من كل مكان تحت سمع ومرأى وترحيب وربما اتفاق مع الإخوان ومندوبهم فى القصر الجمهورى محمد مرسي.
المصريون ثاروا على حكم جماعة الإخوان، من أجل الحرية والكرامة، وضد أخونة مصر، لكن ما لم يدركه الناس، أو ربما ادركوه فى عقلهم الباطن ان جماعة إرهابية تدعى الإخوان المسلمين كانت تخطط لتحويل هذا البلد إلى ما يشبه أفغانستان، حيث تحكم باسم الدين وتقتل وتعتقل باسم الدين.
المستقبل مع الإخوان كان مظلما جدا.. ربما أكثر مما يفوق خيال اكثر الناس تشاؤما، لذلك فإن ثورة المصريين فى 30 يونيو حمت مصر من موجات من القتل والاعتقالات والتشريد، لم تكن ستثنى أحدا.
اليوم تقاتل الجماعة معركتها الأخيرة فى الشارع، تدافع عن سلطة ذهبت، وعن مشروع انتهى، وعن جماعة سقطت فى الشارع، وهى اليوم تكتب شهادة وفاتها.. لكن هذا لن يتحقق بدون ثمن، لن تشرق شمس الحرية بشكل مجانى، للخلاص من الإرهاب والاحتلال الإخوانى ثمن.. علينا أن ندفعه.. وكل ما نأمله أن نقلل من الثمن المدفوع وسوف يحدث إن شاء الله.
منذ الأمس تروج الجماعة أننا مقبلون على سيناريو الجزائر، حين ألغيت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التى فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وأدت إلى حرب إرهابية استمرت أكثر من عشر سنوات.
لكن مصر ليست الجزائر.. والإرهابيون من بنى جلدتنا أعدادهم قليلة جدا.. فالشعب المصري متسامح وسلمى.. وستنتهى المعركة الحالية بين الحق والضلال اليوم او غدا على الأكثر.. وستعود مصر إلى مصريتها ووطنيتها وسماحتها وحريتها.
اثبتوا فإن الحرية على الأبواب وشمسها ستظلنا قريبا جدا.. أسرع مما يتصور الإرهابيون والفاشيون والقتلة باسم الدين.