قام السيد بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان مؤخراً بزيارة إلي مالطا حيث التقي هناك مجموعة من الذين تعرضوا للتحرش والاغتصاب الجنسي من قبل قساوسة ورجال دين كاثوليك. وقد نقلت الأنباء أن البابا قد استمع من السادة الذين تم استغلالهم جنسياً في الصغر علي يد رجاله عن حكايات تمزق نياط القلب مما حدا به إلي البكاء من هول ما سمعه. والحكاية من البداية أن الصحف الألمانية قد كشفت عن فضيحة كبري تتعلق بقيام مجموعة كبيرة من الكهنة باستغلال الأطفال جنسياً طوال فترة السبعينيات والثمانينيات، وذكرت مجلة دير شبيجل أن نحو 120 شخصاً من ضحايا شذوذ الكهنة الجنسي قد كشفوا عن أنفسهم لدي المحققة «أورسولا راو» وغالبيتهم من التلامذة السابقين الذين استُغلوا من قبل الرهبان والكهنة. وقالت «راو» إن ما يتكشف الآن اتخذ حجماً لم يكن أحد يتصوره. هذا وقد ربطت التقارير الواردة من ألمانيا بين فضائح التحرش الجنسي وبين الأسقف جوزيف راتزنجر الذي كان أسقفاً لإبراشية ميونخ عام 1980 عندما وافق أن يستضيف في كنيسته كاهناً متهماً بالاعتداء علي الأطفال وذلك من أجل إخضاعه للعلاج!. ومن الجدير بالتنويه أن الأسقف جوزيف راتزنجر الذي تستر علي الكاهن المتحرش هو نفسه بنديكت السادس عشر الذي تم تنصيبه بابا للفاتيكان بعد وفاة يوحنا بولس الثاني عام 2005، وبصرف النظر عن قرار التستر علي الكاهن، فالمدهش أن يتم تعيينه كمساعد مرشد في الإبراشية رغم المعرفة التامة بجريمته في حق الأطفال والتي تم معاقبته عليها فيما بعد بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ!. ولم تكن هذه هي الفضيحة الوحيدة التي تطارد البابا، لكن زاد الطين بلة الكشف عن خطاب كان قد وقعه عام 1985 قبل أن يرأس الكنيسة يوصي فيه بتوخي الحذر في تجريد قس كاثوليكي روماني من منصبه بعد أن اعترف بالتحرش الجنسي بالأطفال، وطلب التماس العذر له لصغر سنه!. ومن المعروف أن هذا القس واسمه ستيفن كيسل قد حكم عليه بالسجن ستة أعوام بعد ذلك في جريمة جنسية جديدة ارتكبها بحق طفلة صغيرة!. ومن يطالع الصحف الأوروبية الصادرة طوال الشهر الماضي يهوله حجم السباب والسخرية والتهكم التي تعرض لها بينديكت، فضلاً عن الكم الكبير من الرسومات الكاريكاتورية التي رسمته بشنب يشبه هتلر، وبعضها صوره يجلس مع رجاله يدبرون الخطط للانقضاض علي الأطفال، وكلها طالبته بالتنحي وترك كرسي البابوية. وفي الحقيقة لا أدري إذا كانت دموع البابا في مالطا واعتذاره لمن تم اغتيال براءتهم في حد ذاته يكفي، أم يتعين عليه أن يتقدم باستقالته ويقضي ما تبقي له من عمر يصلي ويطلب من الله أن يسامحه علي ما فعله رجاله بالأطفال خاصة أن الفضيحة قديمة وقد جري التستر عليها زمناً طويلاً حتي كشفتها الصحافة مؤخراً. و في الحقيقة إن المرء يحتار وهو يتأمل هذا السلوك من رجال دين كان ينبغي أن يتفرغوا لنشر الفضيلة فإذا بهم يفترسون الأطفال، وهو سلوك نربأ أن يرتكبه أفراد من فرقة حسب الله السادس عشر وليس بنديكت السادس عشر!.