الإقبال على مواد سهلة التخزين لا تحتاج للثلاجات خشية انقطاع التيار الكهربائى .. وزحام شديد وامتداد طوابير الخبز " تجار" : الإقبال على الحبوب والخضروات والزيوت .. و" محدودى الدخل" : ازمتنا تكمن فى رغيف العيش
" وكيل التموين" متعجباً : الطلب زاد على السلغ الغذائية بنسبة 100 % وكأننا مقبلين على مجاعة
" خليفة" لدينا احتياطى استراتيجى لمواجهة الحروب والكوارث .. والمجمعات الإستهلاكية ستعمل بكامل طاقتها بدون أجازات
عمت حالة من القلق والفزع لدى المواطنين فى الإسكندرية قبل ساعات من بدء تظاهرات 30 يونيو، المقررة غداً الأحد، بمختلف ميادين مصر، ، الداعية لإسقاط النظام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، خشية حدوث أزمة تموينية بسبب تلك التظاهرات فلجأ المواطنين لتخزين المواد الغذائية، فضلاً عن قيام عدد كبير من المواطنين بسحب أموال من البنوك خوفاً من تكرار ما حدث في ثورة 25 يناير.
وأبدى المواطنين تخوفهم من اختفاء السلع الغذائية حال تأزم الموقف فى البلاد وتأثر حركة النقل او تعطلها خاصة بعد أن اعلنت القوى السياسية قطع الطرق، فضلاً عن المعارك والإشتباكات المتوقع حدوثها حال قيام اطراف معادية خرق المسيرات السلمية وجر المتظاهرين السلميين إلى اشتباكات مستمرة لإفساد تظاهراتهم، فضلاً عن الخوف من سياسة إحتكار السلع من جانب التجار.
واتبع المواطنين ثقافة تخزين السلع الغذائية بشكل جعل المسؤولين يأكدون على ارتفاع نسبة سحب المعروض من السلع فى الأسواق وصلت إلى 100% ، مقللين فى الوقت ذاته من توقعهم لحدوث ازمات طارئة ، لافتين إلى وجود مخزون استراتيجى يكفى المحافظة بشكل خاص والبلاد بشكل عام ليس فقط حال الازمات السياسية وانما حال وقوع حروب أو كورارث.
تجولت " الدستور الأصلي" فى شوارع الإسكندرية حيث التقت فاطمة العمرواى – ربة منزل – وقالت : قمت بشراء الكثير من السلع على رأسها دقيق وأرز ومكرونة خشية حدوث اى أزمة تظرأ بسبب تظاهرات 30 يونيو، لافتة إلى أنها على علم بتوقف سيارات نقل وتعطل محطات البنزين وبالتالى قد تنفذ السلع الغذائية الأمر الذي سيجعلنا ندخل فى ازمة شديدة واذا كنا ككبار نستطيع التحمل لكن أبنائنا لم يعتادوا العيش فى تلك الأجواء من قبل.
وقالت أمنة محمد " موظفة" جميع الأسر الإسكندرية أقبلت على شراء السلع الغذائية ، مشيرة إلى أن المواطنين لديهم تخوفات مشروعة من تظارهرات 30 يونيو ، خاصة اذا تكرر مشهد الانهيار الأمني الذى حدث خلال 25 يناير ، مشيرة الى أن انهيار الأمن سيصيب كافة المؤسسات بالشلل ،ما قد يعرض الأمن الغذائي لأضرار جسيمة ،مما دفع البعض الى اتخاذ تدابير واحتياطات مثل الاقبال على تخزين السلع الغذائية الأساسية كالأرز والدقيق والزيت والسكر خوفاً من انتشار ظاهرة السوق السوداء وبيع بأسعار تزيد اضعاف عن الثمن الأساسي.
وأضافت: لا ننسى أن شهر رمضان لم يعد يفصلنا عنه سوى 10 أيام وأى أزمة ستؤثر على المواطنين، معتبرة أن انحراف الثورة عن المسار الصيحيح أعاد الثورة الى الشارع ،لكن محدود الدخل هو من يدفع الثمن فى كافة الاحوال.
ثقافة التخزين وصلت إلى حد البنزين اذ توافد المواطنين على محطات البنزين حاملين الجراكن لتخزين كميات كبيرة من البنزين ، إذ أشار حسن المندوه " سائق " إلى أنه عمل على اتخاذ احتياطاته تحسباً لوقوع أزمات حتى لا تتعطل مصالحنا.
وقال مهاب فتحى – صاخب سيارة ملاكى – بالطبع قمت باتخاذ كافة التدابير وعلى الرغم من أزمة نقص الوقود لكنى تحملت مشقة الطوابير وقمت بالوقوف بجراكن لملئها وقمت بتخزبنها.
بنوك الإسكندرية شهدت اقبالاً كبيراً عليها لقيام المودعين بسحب أموالهم، اذ أكد حسن محمد – محاسب بالبنك الأهلى – أن هناك حالة غريبة طرأت على المواطنين خلال الأسبوع المنقضى وسجلت معدلات كبيرة من سحب الأموال خشية تظاهرات 30 يونيو وقدوم شهر رمضان.
من جانبه قال سعيد حسن - رئيس مجلس ادارة شركة الاسمكندرية للمجمعات الاستهلاكية – أن الشركة استعدت جيداً لمواجهة أية زيادات فى معدلات الشراء والتكالب على السلع مشيراً الى هناك كميات كبيرة جرى تخزينها لاستقبال اية ازمات سياسية، أو حدوث معوقات بسبب تظاهرات 30 يونيو.
ودعا "حسن " الموطنين الى الاطمئنان ،مشيراً إلى أن الشركة استفادت من الأحداث التى شهدتها ثورة 25 يناير وتلافت الأخطاء التى وقعت فيها ، مؤكداً على جاهزية الشركة لمواجهة أية ظروف طارئة.
قال المهندس محمد خليفة ، وكيل وزارة التموين بالإسكندرية ، أن نسبة استهلاك المواطنين للسلع والمواد الغذائية ارتفعت بنسبة 100 % ، خلال شهر يونيو الجاري ، معتبرا أن المواطنين كثفوا من سحب وتخزين تلك السلع خوفا من تطور الأحداث عقب 30 يونيه .
وأضاف فى تصريح خاص ل " الدستور الأصلي" أنه على الموطنين أن لا يفزعوا من احتمالية نقص المواد الغذائية خلال الأيام القادمة والتى تتزامن مع اقتراب شهر رمضان ، مؤكدا أن وزارة التموين لديها دعما كافية للاحتياطي الاسترتيجي من المواد الغذائية لمدة طويلة ، حتى فى حالة الأزمات والكوارث .
وأشار إلى أن كافة الجهات التابعة لوزارة التموين ، من منافذ لبيع السلع الغذائية لديها تعليمات بوقف الأجازات والعمل خلال الأيام القادمة بكامة طاقتهم ، بما يشمل يوم 30 يونيه القادمة ، مبينا أن وزارة التموين لم توقف عملها أثناء اندلاع ثورة 25 يناير ، وحتى أثناء فرض حظر التجول وقتها .
وناشد المواطنين بتحسين سلوكيات الشراء والتخزين للسلع الغذائية ، مطالبا كل فرد أن يأخذ ما يحتاجه فقط دون كميات زائدة ، حتى لا يكون المواطن نفسه هو سبب أزمة نقص المواد الغذائية .