من صاحب الحقيبة الجاهزة؟ سؤال الصباح الذي لاحقني أمس...بعد نشر حكاية تجهيز الحقائب للهروب مع أول طائرة في حالة حدوث أي تغيير. أي تغيير...فعلا حتي لو جاء رئيس من داخل النظام. هل المهم هو معرفة اسم صاحب الحكاية...؟ الحكاية تكشف جانبا خفيا من مشاعر المجموعات المحيطة بقصر الرئاسة والحزب...خوف وقلق يفوق تعبر عنها ارتفاع تحويلات البنوك وشراء الشقق في الخارج وطلب التأشيرات إلي الخارج. القلق يفسر نزعات العنف الوحشي في مواجهة المتظاهرين..إلي حد تحريك نواب في مجلس الشعب..لا وجود لهم ولم يسمع لهم كلاما في قضايا تخص البلد ...نواب للاستخدام في مثل هذه اللحظات الحرجة. نواب تحت الطلب..وقف كتيبة منهم أمس واتهموا وزير الداخلية بالحنان في مواجهة المظاهرات...وطالبوه بضرب المتظاهرين بالرصاص. الرصاص؟ إلي هذا الحد..وصل تفكير الأجهزة التي تحرك هؤلاء النواب..؟ هل هذا آخر ما افرزه العقل المذعور من التغيير؟ نائب اسمه نشأت القصاص يعبر عن الحزب كما لم يعبر احد قبله....اعترض علي «الحنية الزايدة» لوزير الداخلية..وطالبه باستخدام الرصاص...قال هذا في مجلس من المفروض أن يدافع عن الشعب وحريته ...النائب يدافع عن النظام الذي لولاه لما وصل إلي مكانه ضمن الجوقة التي يعتمد عليها الحزب الوطني في فرض سلطانه علي البلاد. رجب هلال حميدة لم يكن غريبا هو الآخر في جوقة «الضرب بالرصاص»..هو رجل يحب النظام وبسببه حدثت الانتقالات الحيوية في حياته ليصل إلي موقعه المعروف في الحياة السياسية الآن. و جوقة فيها «القصاص..وحميدة»...دليل علي تهافت الحزب ونظامه....لان هذا إعلان نهائي بإلغاء العقل ونزع كل الأغلفة الأنيقة التي كان النظام يقدم فيها نفسه ديمقراطيا وليبراليا وراعيا للتعدد وحقوق الإنسان. أنها علامات الرعب..والعجز..والقوة الغاشمة بدون عقل يديرها....علامات عن فقدان القدرة علي الانتقال الأمن للسلطة. هل يملك النظام قدرة علي الانتقال «الآمن» للسلطة وليس الخروج الأمن لرموز النظام؟ هذه هي الأسئلة الأهم في تلك اللحظة العصيبة التي يخرج فيها نواب..أفرزتهم انتخابات مزورة..ليطالبوا بضرب الشعب بالرصاص لأنه يرفض النظام..أو يطالب بالتغيير. ولان النظام لا يملك أدوات تغيير من الداخل فانه يريد هدم المعبد «عليه وعلي من يطالبون بالتغيير» نواب «الضرب بالرصاص» هم دليل علي أن المؤسسة التشريعية تسير ضد نفسها..وتستخدم ليس فقط لتمرير قوانين سيئة السمعة..ولكن لتبرير المجازر ضد شعب مختطف ولايريد مختطفيه حتي أن يسمعوا أهاته.