لقد صبأت يا ابن حنظلة هذا هو المنهج الذى يتبعه بعض الدعاة وبعض التيارات الاسلامية تُكفر من تريد وتُؤسلم من تريد وكان من حقها ان تحدد درجة ايمان او اسلام كل فرد فلو كنت مع النظام فانت مسلم واسلامك صحيح وان كنت ضد النظام ومعارض له وتريد الخروج عليه لانه لا يتبع منهج الاسلام فى تحقيق التقدم والعدالة والمساواة لأمته فانت كافر ولقد صبأت ، ان امثال هؤلاء من يدعون كفر الاخرين رغم اسلامهم قد باءوا بها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما " هل يدعونا الاسلام للركود والسكوت على ضعف الحاكم وعدم مساواته وانحيازه لجماعة دون اخرى على حساب باقى ابناء الشعب ؟ هل هذا هو الاسلام الذى تدعيه تلك الجماعات ( التكفير عمال على بطال ،الدعوة للعنف ، السكوت على انهيار الدولة وتولية الحاكم الضعيف لأمور الدولة ) حاشا لله ان يكون هذا هو الاسلام .
ايام قلائل على 30 يونيو حيث المعركة الحاسمة التى ستكون بين ابناء الوطن الواحد المعارضين للنظام (تمرد ) والمؤيدين للنظام (تجرد ) والسيناريو المتوقع لتلك المعركة والطبيعى هو استخدام كلا الجانبين العنف فى التظاهر الا من رحم ربى والذى سينتج عنه حالة من الفوضى التى لا يُحمد عقباها هل هذا ما يرضاه النظام ان يُمزق ابناء الوطن الواحد بعضهم البعض لسبب اما بقاء الرئيس او رحيل الرئيس فالذين يطالبون بسقوط الرئيس يرون بان المشاكل تكاثرت فى عهده (الصاع صاعين ) من كهرباء ومشكلتنا مع اثيوبيا واختطاف الجنود ومن يطالب ببقاء الرئيس يرى انه لن يستطيع تنفيذ مشروع النهضة فى تلك الفترة القصيرة بعد ما يقرب من سنة من الحكم ويطالب باعطاؤه فرصة .
ان حل هذه المشكلة لن يكون الا من خلال تدخل الرئيس محمد مرسى وان ينجح للتوصل لحل يجمع الطرفين حوله دون ان ينحاز للتيارات الاسلامية دون غيرها وكأن ابناء باقى الشعب والمعارضين من قبيلة قريش ، فيجب ان يسرع مرسى بايجاد حلا سياسيا لحل تلك المشكلة قبل 30 يونيو اما ان يخاطب الشعب ويعتذر له عما بدر منه من اخطاء وكلنا نخطأ ويضع جدول زمنى لتنفيذ خطط النهضة وذلك سيقلل من حدة الموقف وإما ان يظل على موقفه ويقتل الطرفان بعضهم وتزداد الفجوة اكثر وأكثر بين الرئيس والشعب المصرى والكراهية بين ابناء الشعب الواحد وتعيد الكرة نفسها مثلما حدث فى عهد النظام السابق فضل الصمت عن الكلام وفضل القتال على الحل السلمى والسياسى فكان مصيره السجن فما بالنا بمن ذاق مرارة السجن والظلم والعنف لماذا يرضى هذا للشعب ؟ ،ولكن فى تلك الحالة وان لم يتدخل مرسى لحل هذا الصدام القادم فيجب على العقلاء من الجانبين التوفيق بين ابناء الشعب فكلنا ابناء قضية واحدة الا وهى مصلحة الوطن فاذا نجحنا فى توحيد وتقريب وجهات نظر المعارضين والمؤيدين فان ذلك من شانه ان يقلل من الاحتدام بين المعارضين والمؤيدين .
ان الرئيس مرسى وان كان قد فشل فى ادارة مصر فى تلك الفترة فلن يتم الاصلاح منه عن طريق مظاهرات العنف ولكن يتم من من خلال التفاوض السياسى والضغط الشعبى السلمى على الرئيس الذى من الممكن ان يحوله الى الطريق الصحيح لانه فى حالة سقوط مرسى عقب تداعيات 30 يونيو فان الرئيس القادم لن يصمد اكثر من سابقه هذا ان سمحت الجماعات الاسلامية بانتخاب رئيس خرج مؤيديه على مرسى الرئيس الذى يمثل التيارات الاسلامية .