مهما طال العمر بالمدير الفني للأهلي حسام البدري، فلن تمحي من ذاكرته اللحظة التي أحرز فيها «الزئبقي» محمد بركات - نجم الفريق الأحمر - هدف التعادل الثالث في مباراة القمة التي أقيمت أمس الأول. فتلك اللحظة حملت البشري للبدري للنجاة مما كان سيحدث له إذا انتهت المباراة بفوز الزمالك. لكن جاء هدف بركات ليعيد الحياة للبدري الذي عاش أصعب 90 دقيقة في تاريخه التدريبي بشكل عام، وفي مشواره مع الأهلي بشكل خاص من توليه مهمة المدير الفني في 22 يونيو 2009. كان البدري يخطط لمباراة القمة منذ فترة طويلة، لأنه يعلم تماما مدي أهميتها، إذ كانت المؤشرات تؤكد أهميتها في الصراع علي بطولة الدوري، ثم جاءت خسارة الزمالك أمام حرس الحدود الأسبوع الماضي لتخفف من توتر المباراة بعد افتقاد الزمالك فرصة المنافسة علي الدوري. واهتم البدري بتجهيز فريقه لمباراة أمس الأول بهدف تحقيق الفوز الذي كان يحتاجه الأهلي لحسم الدوري رسميا، فضلاً علي أنه كان يسعي لضرب عصفورين بحجر بتحقيق الفوز والاحتفاظ بالدوري للمرة السادسة علي التوالي. فقد كان البدري مثل الطالب المتفوق الذي يسعي للحصول علي مرتبة الشرف بعد ضمان النجاح في كل المواد التي سبق له الامتحان فيها. «الدستور» راقبت تحركات البدري في القمة 105، التي شهدت لحظات عصيبة عاشها طوال ال90 دقيقة عمر المباراة، لأنه كان يحمل علي عاتقه سعادة ما يقرب من ثلثي الشعب المصري. فللمرة الأولي هذا الموسم، ظل البدري واقفا علي قدميه منذ الدقيقة الأولي للمباراة لإلقاء التعليمات للاعبين، وانفرد بزمام الأمور، إذ لم يقم أي فرد آخر في الجهاز الفني بتوجيه اللاعبين، وكان التوتر واضحا علي وجهه تماما لاسيما بعد الهدف المبكر جدا الذي أحرزه أحمد جعفر للزمالك. وانفعل البدري مع كل تمريرة خاطئة للاعبيه، خصوصا من أحمد حسن وحسام عاشور وعبد الله فاروق. وكان قلقه يزداد كلما استلم شيكابالا - لاعب الزمالك - الكرة بسهولة وتحرك بها دون تدخل من لاعبي الأهلي. وزاد توتر البدري عندما تقدم حسين ياسر - لاعب الزمالك الحالي والأهلي السابق - بالهدف الثاني للأبيض. وجاء هدف متعب الثاني قبيل انتهاء الشوط الأول ليجعل البدري يدخل غرفة خلع الملابس سعيدا. بينما في الشوط الثاني أعاد البدري علاء ميهوب - المدرب العام - إلي مكانه بإلقاء التعليمات، بينما ظل المدير الفني جالسا علي الكرسي طوال أحداث هذا الشوط باستثناء لحظة النشوة بإحراز بركات هدف التعادل.