دعوة للتظاهر بالجراكن غدًا أمام مبنى محافظة مطروح.. وعضو بالدعوة السلفية يتهم الحكومة والمحافظ بالتسبب فى أزمة المياه بعد تفاقم أزمات الوقود وانقطاع الكهرباء المتكرر، دخلت أزمة مياه الشرب لتضاف إلى الأعباء التى يعانى منها المواطن المصرى فى مرسى مطروح اجتاحت موجة من الغضب الشعبى مواطنى المحافظة، التى تكاد تموت من العطش، لعدم توافر مياه الشرب وتناقص الكميات الواردة للمدينة، حيث انطلقت دعوات للتظاهر أمام مكتب المحافظ للبحث عن حل لهذه الأزمة الطاحنة خصوصا مع بداية موسم الصيف.
الشيخ حكيم عبد المجيد من كبار أعضاء الدعوة السلفية بمطروح، أوضح عقب صلاة الجمعة أمس بمسجد الفتح، أن المياه التى يتم ضخها من محطة تنقية ومعالجة المياه بجنوب العلمين تبلغ 169 ألف متر مكعب، لا يصل منها إلى مطروح سوى القليل الذى لا يفى بحاجة المدينة ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
وأشار حكيم إلى أن المسؤول الأول عن توفير المياه للمواطنين هى الدولة والمحافظ، واتهم قيادات شرطة المياه بالتقصير فى مهامهم وفشلهم فى إدارة الشركة وعدم توفير المياه للمواطنين، لافتا إلى أن منفذ توزيع المياه يستفيد منه النقل الخاص والمواطن الذى يستطيع دفع ثمن نقلة المياه، أما المواطنون الفقراء فهم يموتون عطشا.
وتجددت الدعوة للتظاهر والتجمهر بالجراكن أمام مكتب محافظ مطروح طلبا لمياه الشرب، ودعا عديدا من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» إلى وقفة احتجاجية بعد صلاة الظهر غدا (الأحد).
فى السويس ما زالت قريتا «يوسف السباعى» و«محمد عبده» تعيشان أزمة مياه شرب حادة، بسبب عدم توافر المياه إلا لساعات قليلة فى اليوم، مما لا يكفى لاستخدام الأهالى.
الأهالى أكدوا ل«الدستور الأصلي» أن المحافظ سمير بدر عجلان زار قرية «الرائد» الخميس واستمع إلى شكوى الأهالى، التى تضمنت أن مياه الشرب فى القرية مقطوعة بشكل مستمر ولا تصل إلى المنازل سوى ثلاث ساعات فقط، فقرر المهندس حسن كامل إنشاء طلمبتين لقرية «الرائد» حتى يتم الانتهاء من محطة رفع مياه سوف تقام بجوار نفق الشهيد أحمد حمدى لتغذية قرى شباب الخريجين.
أهالى قريتى محمد عبدة ويوسف السباعى أكدوا أنه لا توجد بهما شبكة مياه داخلية، وهناك نظام مشربيات قامت بإنشائها المحافظة ويقوم كل فرد من الأهالى بتوصيل خرطوم من تلك المشربية للاستخدام دون أى شكل أو مضمون هندسى، مشيرين إلى أن المياه تصل المنازل على مدار ساعتين ليلا أو نهارا وعلى كل فرد ومنزل فى القرية الانتظار حتى يتم تخزين جزء من المياه التى يستخدمونها.
أما الإسكندرية فتعانى من انقطاع مستمر للمياه فى عديد من المناطق، بصورة تصل إلى ما يقرب من 20 ساعة يوميا، بينما أكد سكان الأدوار العليا صعوبة وصول المياه إليهم.
أما فى محافظة كفر الشيخ فيبدو أن ثورة العطش التى حدثت منذ عدة سنوات وأدت إلى قطع الطريق الدولى ستعود من جديد فى ظل الانقطاع اليومى لمياه الشرب، فى كثير من القرى والعِزب على مستوى مراكز المحافظة العشرة.
المسؤولون عللوا أسباب المشكلة بانقطاع مياه الرى فى الترع الكبرى الواقع عليها محطات مياه الشرب، خصوصا فى قريتى منشأة عباس وسد خميس فى مركز سيدى سالم، مما يؤدى إلى عدم وجود مياه أمام المحطات ويؤدى ذلك إلى توقف المحطات لساعات حتى يتم توفير المياه أمامها لتعاود من جديد محطات مياه الشرب عملها.
المواطنون بدأوا فى سياسة «يا ناس يا اللى تحت افتحوا المياه للى فوق» بعد انخفاض المياه فى المواتير وزيادة الطلب عليها فى الصيف للاستحمام والأعمال المنزلية.
القرى من أكثر الأماكن معاناة فى الحصول على مياه الشرب، والتى لا تصعد إلى الأدوار العليا أو حتى الأرضى إلا من خلال مواتير لرفع المياه، وتكمن الأزمة فى أن انقطاع الكهرباء يؤدى إلى توقف المواتير عن العمل.
فى بنى سويف يتخوف الأهالى خصوصا مع اشتداد حرارة الصيف من تلوث مياه الشرب وتكاثر البكتيريا القاتلة بخزاناتها كما حدث فى قرية صنصفط بالمنوفية العام الماضى، كما يزداد قلقهم من احتمالات انقطاع مياه الشرب بسبب نقص الوقود الذى يغذى ماكينات الديزل التى تولد الكهرباء لتلك المحطات فى ظل الانقطاع المستمر للكهرباء عن المحافظة.
من جانبه أكد اللواء مهندس يسرى هنرى عازر رئيس مجلس الإدارة أن المشكلة الكبرى هى انقطاع الكهرباء عن محطات المياه. وفى ما يخص تخوُّف الأهالى من تلوث المياه أكد عازر أن «عمليات تحليل العينات تزداد فى الصيف، والتى يتم أخذها من الشبكات والمحطات، وفى حال وجود أى نسبة تلوث نوقف على الفور الضخ ونبحث الأسباب ويقوم المتخصصون بحلها على الفور، موضحا أن هناك جهتين تراقبان جودة المياه معنا وهما الصحة والجهاز التنظيمى».
عازر أكد أنه يتلقى بلاغات الانقطاع وتعكر المياه وغيرها من المشكلات المتعلقة بالمياه بنفسه، قائلا: إن المحافظة بأكملها لا يوجد بها مناطق محرومة من المياه، ولكن توجد مناطق تعانى من ضعف المياه، خصوصا فى وقت الذروة، مرجعا ذلك إلى تعديات الأهالى فى الفترة الأخيرة على شبكات المياه فى غياب جزئى للأمن، وكذلك الزيادة الهائلة فى أعداد السكان».
وينتظر رئيس الشركة أن ينتهى العمل بمحطة مياه أبو سليم لتكتمل منظومة مياه الشرب فى بنى سويف، والتى تسهم كمرحلة أولى بزيادة 50 ألف متر مكعب من المياه، وتخدم جميع القرى والتوابع بمركز ومدينة بنى سويف، وبتكلفة 240 مليون جنيه والتى تم الانتهاء فيها من الأعمال الإنشائية والمدنية.