أعربت جين هارمان عضو الكونجرس السابقة رئيسة مركز(ودرو ويلسون) الأمريكي وأحد أبرز الشخصيات السياسية الأمريكية ذات الصلة بالسياسات الدفاعية والاستخبارية الأمريكية عن اعتقادها بأن الرئيس محمد مرسي والجيش المصري سيجدان وسيلة لفرض السيطرة وطرد عناصر المنظمات المتطرفة من سيناء ، لأن ذلك في مصلحة الجميع بما فيها إسرائيل لأن القاعدة تمثل تهديدا للجميع في المنطقة. وشددت على أن سيناء لا يجب أن تصبح ملاذا آمنا لهؤلاء قائلة "إنها لا تعتقد بأن ذلك حدث..فالجيش المصري قادر على القيام بواجبه..وسنرى الاستراتيجية التي ستتبعها الرئاسة". جاء ذلك خلال لقاء عقدته السياسية الأمريكية البارزة جين هارمان مع عدد من الصحفيين بمقر السفارة الأمريكية الليلة قبل الماضية..وكانت هيرمان ترد بذلك على سؤال حول الأوضاع في سيناء في أعقاب اختطاف جنود مصريين منذ أيام. وقالت إن أحد الشخصيات الذين التقتهم خلال زيارتها الحالية لمصر قال إنها أصبحت (وزيرستان أخرى) ، مؤكدة أن هذه "فكرة مخيفة".
وأضافت أن الولاياتالمتحدة "تريد المساعدة إذا طلبت مصر" لأنه من مصلحة الجميع أن يتم هزيمة القاعدة سواء في مالي أو سوريا أو ليبيا أو مصر .. فلابد ليس فقط من هزيمة القاعدة بل وكل المنظمات المتطرفة الشبيهة بها التي تسعى للتدمير. وأكدت أن بلادها ستقوم بجهود من أجل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأنه أمر مهم للمنطقة.
وتكتسب رؤية هارمان لواقع ومستقبل الأوضاع في مصر أهمية خاصة كونها شغلت عضوية كافة اللجان المعنية بالدفاع والمخابرات والأمن الوطني في الكونجرس لعدة دورات قبل استقالتها من الكونجرس عام 2011 ، بالإضافة لعضويتها في مكتب السياسة الدفاعية وعضو المكتب الاستشارى للمخابرات المركزية الأمريكية وعضو مكتب السياسة الخارجية للادارة الامريكية..وسبق لها أن جاءت إلى مصر ضمن وفد أمريكي لمتابعة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في جولتيها.
وحول مستقبل الأحزاب الإسلامية في المنطقة..قالت هارمان إن الأحزاب السياسية الإسلامية تعتبر "تقدما جيدا" على الرغم من اختلافهم فالبعض منهم معتدلون وآخرون متشددون ولكنهم جميعا يدخلون العملية السياسية..وهو أمر اعتبرته صحيا. وأضافت "من الأفضل أن يلعبوا وفقا للقواعد ، بدلا من أن يحاولوا حرق القواعد والنظام وهو أمر يعتمد على ما تريده الشعوب في المنطقة في ظل قيم عالمية منتشرة ، مثل إعلاء سلطة القانون وحرية الإنسان والرأي".
وحول حركة (تمرد) ونشاطها فى مصر وجمع المزيد من التوقيعات تصل إلى ثلاثة ملايين .. قالت السيناتور جين هارمان "لا أعتقد أن هذا وحده يكفى ، ويمكن أن تكون قاعدة لتنظيم استراتيجية سياسية للانتخابات البرلمانية القادمة للفوز بها ، وإذا وصلوا لذلك فسيكون أمرا فعالا".
وأعربت هارمان عن الأمل في أن البرلمان الجديد سيصبح ممثلا بشكل عريض لكل الأطياف في مصر ، ولكنه خيار يعود للمصريين. وحول المخاوف من عدم السيطرة على الأمور بمصر في ظل فقدان الشعب الثقة في الأحزاب السياسية وأن يصبح سيناريو المستقبل سلطة الجيش ومعارضة من جانب السلفية الجهادية ، قالت "لا أعتقد أن ذلك سيحدث..ولا توجد أدلة أن مصر تتجه لهذا الاختيار..ولابد من هزيمة الإرهاب والاعتراف بحرية الإعلام والمرأة ..وإعلاء القانون وقبول الأطراف الأخرى .. وضرورة أن تكون الانتخابات حرة وأن يترك القرار للشعب المصرى لانتخاب حكومة إسلامية أو علمانية وهو اختيار الشعب".
وردا على سؤال حول ما إذا كان من الأفضل للولايات المتحدة نصيحة الليبراليين بالتحالف مع الإخوان المسلمين الواقعين تحت ضغط من السلفية الجهادية من جانب والتيارات الليبرالية المعارضة من جانب آخر مما قد يضع المستقبل بين الجيش والسلفية الجهادية..أعربت السياسية الأمريكية البارزة عن اعتقادها بأن موقف الولاياتالمتحدة هو مساندة الحكومة المنتخبة في مصر ولكن واشنطن أيضاً توجه النقد لهذه الحكومة وتنصحها بفتح الباب أمام الأصوات الأخرى وبناء الديمقراطية وإذا حدث ذلك فسيكون الجميع قد فازوا.
وأضافت أن الشعب هو الذي يحدد أية حكومة .. يريد إسلامية أم علمانية .. ولابد أن نحترم الصوت الآخر وحقوق المرأة وحقوق الإنسان وحرية الرأي والإعلام. وقالت إنها طالبت الحكومة بأن تحدد موقفها بوضوح من تلك المباديء..معربة عن الأمل في أن تنتخب حكومة تعكس مصالح كل المصريين وليس بعضهم فالديمقراطية عملية تأخذ وقتا وليست مجرد انتخابات واحدة فقط.
وأشارت إلى أن تركيا لديها حكومة وصفتها بالعلمانية بمشاركة إسلامية..وربما يختار المصريون حكومة مشابهة .. معربة عن الأمل في أن يتعلم الجميع لأن الخيار الآخر أصعب. وحول الانتقادات لقانون الانتخابات الجديد فى مصر .. قالت هارمان "لقد سمعت من ممثلي الحكومة أنه سيتم إجراء تعديلات لتكون مرضية كما سيكون هناك مراقبون دوليون كثيرون".
وأعربت عن أملها في أن تكون هناك انتخابات حرة...ولكن لو امتنع الكثيرون ولم يقوموا بحملات انتخابية جيدة فسيخسرون. وقد استهلت هارمان لقاءها بتوضيح أن هذه هي رابع زيارة لها إلى مصر خلال الثمانية أشهر الماضية..وقالت إنها زارت مصر 25 مرة كعضوة كونجرس حيث تم انتخابها تسع دورات وكانت عضوا في لجنة الأمن بالكونجرس.
وأعربت السيناتور جين هارمان عن انبهارها بمصر وشعبها .. مؤكدة اهتمامها بنجاح تجربة الثورة المصرية ، وقالت إن مركز ويلسون يقدم منحا عديدة للطلاب من الشرق الأوسط من بينها مصر كما زارها مؤخراً أعضاء من البرلمان المصري السابق منهم محمد عصمت السادات وسلفيين كما يقوم اللواء محمد العصار بزيارة للمركز فى العاشر من شهر يونيو القادم.
وأشارت إلى أنها التقت خلال زيارتها الحالية لمصر مع كل من محمد البرادعى وعمرو موسى ومنى ذو الفقار والسفير محمد البدري مساعد وزير الخارجية حيث يتم إعداد زيارة للدبلوماسيين المصريين الشباب إلى مركز ويلسون .. كما التقت مع الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية وهو رابع لقاء لها معه حسب قولها. وأكدت أهمية أن تنجح التجربة المصرية ، لأن مصر أكبر دولة عربية ولكن هناك العديد من الفرص الضائعة خلال العامين والنصف الماضيين..مشيرة إلى أنها زارت مصر في الانتخابات الرئاسية خلال الجولة الأولى والثانية..ووصفتها بأنها كانت انتخابات حرة.
وقالت إنها تحث من تلتقى بهم من حكومة الرئيس محمد مرسي على إشراك الأطراف الأخرى معها والتأكيد على قيم الديمقراطية .. مضيفة أنه بالنسبة لأحزاب المعارضة فإنه أمر جيد أن يتم التظاهر السلبي والتعبير عن الرأي وجمع توقيعات ولكن الأمر الأهم هو الدخول في العملية السياسية حتى لا تضيع المزيد من الفرص.
وتابعت "أنها حثت من التقت بهم من المعارضة المصرية على العمل بشكل أكبر للاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة والرئاسية بعد ذلك ومحاولة بناء تحالف لجمع أصوات أكبر ليكونوا أكثر فاعلية وتأثيرا على حكومة الرئيس مرسي". وأوضحت أن زيادة قوة المعارضة سيساعد حكومة الرئيس مرسي على الالتفات لهم ، كما أن انخراطهم في العملية السياسية سيعزز موقفهم وقد ينجحوا في الحصول على الأغلبية وتشكيل وزارة وتمرير القوانين التي تعزز من قيم الديمقراطية".
وقالت "إنه إذا ما اكتفت المعارضة المصرية بالاعتراض فقط فلن تكون أمامهم فرصة أو دور في العملية السياسية".
من ناحية أخرى..قالت السيناتور جين هارمان إن هناك قلقا في الولاياتالمتحدة إزاء الاقتصاد المصري ، ونأمل أن يتم التوصل للاتفاق حول القرض مع صندوق النقد الدولى.
وأشارت إلى أن البعض داخل الكونجرس الأمريكي يتساءل .. لماذا نعطي مساعدات اقتصادية لمصر وهي لا تعرف كيف تدير اقتصادها بشكل جيد؟". وقالت إنها ترى أن المساعدات لا تقدم للحكم ولكن للشعوب .. والشعبان المصري والأمريكي أصدقاء ..ونحن لا نريد إرسال رسالة خاطئة أننا لا نؤيد المصريين.
وأكدت أنه سيكون أمرا مشجعا إذا اتخذت الحكومة المصرية خطوات أكثر لتحسين الاقتصاد ، فمن المهم اتخاذ خطوات في اتجاه الحصول على قرض صندوق النقد واستخدام الأموال بشكل حكيم لأحداث تقدم اقتصادي . وقالت "إننا نعرف أن هناك قروضا ومساعدات من قطر وليبيا ولكنها كما قالت الحكومة قصيرة المدى ..ونأمل أن تفكر مصر في مساعدات من دول أخرى خاصة صندوق النقد لأنه سيأخذ الاقتصاد المصري في اتجاه أفضل".
وردا على سؤال عما إذا كان قرض الصندوق سيرغم مصر على اتخاذ خطوات صعبة ستزيد من معاناة الفقراء وإزالة الدعم ..قالت هارمان إنها تأمل أن تتم الخطوات الاقتصادية بشكل آمن وبدون إيذاء الفقراء وأن يستفيدوا من القرض. وحول قرب انتهاء الأمل فى التوصل لحل سياسي للوضع في سوريا .. قالت السياسية الأمريكية إنها تعتقد أن مؤتمر جنيف 2 سيدفع بالحل السياسي ولهذا فقد التقى كيرى ولافروف مؤخراً ونأمل أن ينجح الحل السياسي.
وأعربت عن اعتقادها بأن ما حدث في اليمن هو أفضل نموذج للأزمة السورية حيث استقال الرئيس اليمنى وتم حمايته ووصلت المعارضة وكل الطوائف للحكم ..وبالطبع فإنه لايزال هناك تحدى اقتصادي أمام اليمن ولكنها أكثر استقرارا وتم وقف القتال وهى نموذج للخيار السياسى الأفضل..وأعربت عن الأمل أن يحدث ذلك .
وأكدت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعارض التدخل العسكري والكونجرس يرفض منح المعارضة السورية أسلحة .. ونعتقد أنه من المهم دعم المعارضة خاصة أن عدد اللاجئين أصبح مصدر ضغط على الدول مجاورة فالأردن بها مليون ونصف يمثلون 25% من عدد السكان وسيصلون إلى 40%فى الصيف القادم وكذلك يوجد الآلاف في تركيا ومصر .. معربة عن الأمل أن يصل مؤتمر جنيف إلى سيناريو اليمن.
وحول حرية التعبير فى مصر .. قالت هارمان إنه أمر أساسي والدكتور الحداد قال إنهم يؤمنون بذلك وعليهم أن يقولوا ذلك بشكل واضح والديمقراطية تأخذ وقتا. وأوضحت أن الولاياتالمتحدة أخذت 13 عاما لتشكيل حكومة بعد الحرب الأهلية في 1776 .. مؤكدة أن التوقعات بالوصول لديمقراطية فى مصر خلال عامين ونصف أمر غير واقعى .
وحول حقوق المرأة بعد الثورة فى مصر .. قالت هارمان إنها تشعر بالقلق لأن عدد النساء أقل فى البرلمان السابق وهناك مشكلة عنف وتحرش فى مصر مثل دول اخرى ولابد من التعامل معها ، ولدينا فى مركز ويلسون برامج لتدريب المرأة لتحتل المرأة 50؟ من المناصب في عام 2050 ولدينا برامج تدريبية للنساء من تونس والمغرب ، ونأمل ذلك فى مصر أيضاً ويجب ترشيح مزيد من النساء بالانتخابات.وفيما يتعلق بكوتة للمرأة .. قالت هارمان "يمكن أن تتم لكي يتعود الناخبون على وجود المرأة ولكن لفترة محددة" ، مضيفة أن المرأة المصرية لعبت دورا مساويا للرجل في الثورة وهناك فرصة الآن لتصحيح الوضع.
وعما إذا كانت نادمة على موافقتها أثناء عضويتها في الكونجرس على قرار غزو العراق .. أشارت إلى أن المخابرات الامريكية كانت مخطئة في تحليلاتها "وأنا كنت مخطئة ولهذا فقد أحدثنا تغيرات في نظم المخابرات حتى لا تتكرر الأخطاء التي تمت".