فضيلة الشيخ يعارض التمييز السويسري ضد المسلمين ويدعو للتمييز في مصر ضد شركاء الوطن المسيحيين لماذا تزامنت دعوة القرضاوي بمنع احتفالات عيد الميلاد مع دعوة حاخامات إسرائيل؟ يا إلهي.. لا أريد أن أصدق وإن كانت السطور التي أمامي تدعوني أن أصدق وأحاول تكذيبها.. كيف يتوافق فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع كبير حاخامات إسرائيل في الدعوة إلي عدم الاحتفالات بميلاد السيد المسيح برموز هذه الاحتفالات مثل شجرة الميلاد وعطايا وهدايا «بابا نويل» تفجر الفرحة بين الأطفال. فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي طالب بعدم الاحتفال ودعا إلي رفض رموز العيد مثل الشجرة وبابا نويل ورأي فيها عملاً من أعمال التبشير المسيحي.. أما الحاخامية الرئيسية في إسرائيل فهي ترفض الاحتفالات لأن اليهودية ترفض الميلاد لأنها ترفض العذراء والمسيح معاً. أعرف منطق حاخام إسرائيل الديني والعقائدي حيث لا يعترفون بالسيدة العذراء ولا بالمسيح ومن هذا المنطق تأتي معارضتهم في دولتهم بالتنبيه علي الفنادق والمطاعم بعدم الاحتفال ورفض شجرة الميلاد ولا الرمز المعروف بالزي الأبيض والأحمر «بابا نويل» أو «سانتا كلوز» في إسبانيا وبعض دول أمريكا اللاتينية حيث يقدم كلاهما الهدايا للأطفال لإطلاق البهجة والفرحة في عيون الصغار وتسويد العلاقات الإنسانية وتعميقها عند الكبار.. أعرف ذلك عن الحاخام الرئيسي وكل حاخام إسرائيلي. لكن ماذا عن الشيخ القرضاوي حامل القرآن الكريم الذي كرم السيدة العذراء التي لم تحمل من مشيئة رجل، «معجزة ما سبقت وما تكررت».. المسيح المولود الذي بشرت به الملائكة السيدة العذراء ويوم ميلاده هللت ملائكة السماء وأطلت نجمة المشرق هادية إلي موقع الميلاد.. ورنين صوت الملائكة يطل علي البشرية ويصدح: «المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة»، لقد كرم «القرآن الكريم» العذراء مريم وخصها بسورة من سوره لتمجيدها وتمجيد وليدها المسيح معجزة الميلاد الإلهية.. بشرها الملاك وبشرت الملائكة بالمولود كما ذكر القرآن الكريم.. فلماذا ترفض احتفالنا بالميلاد المجيد، بل لماذا تتوافق دعوتك سيدي الشيخ وتتزامن مع دعوة كبير حاخامات إسرائيل بعدم الاحتفال بالميلاد ورفض رموز الاحتفال مثل شجرة الميلاد وبابا نويل. كيف تتوافق دعوة فضيلة الشيخ ضد الرموز الدينية للميلاد وهو يشجب في ذات الوقت الاستفتاء السويسري ضد رفض بناء المآذن علي المساجد. والتي اعتبرها السويسريون رموزاً دينية تخالف العقيدة المسيحية.. ونحن المسيحيين رفضنا الاستفتاء السويسري، رفضته الكنيسة المصرية الوطنية بقيادة البابا شنودة الثالث، بل رفض بابا الفاتيكان نتيجة هذا الاستفتاء.. بل رفضه أمين عام الأممالمتحدة وهو ليس مسلماً وليس مسيحياً. كيف إذن يا صاحب الفضيلة يعيش في داخلك هذا «التناقض» ويحكم تفكيرك هذا «التمييز» بين حرية العقيدة حتي عند مخالفيك؟.. بل كيف تتوافق مع دعوة كبير حاخامات إسرائيل في الدعوة إلي رفض الاحتفال ورموز هذا الاحتفال في شجرة الميلاد وبابا نويل وفرحة الهدايا في عيون الأطفال؟! يا صاحب الفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إذا كنت ترفض القرار السويسري ضد بناء المآذن، فالأمر نؤيدك فيه ولكن أمر المسلمين هناك أنهم جالية جاءت تبحث عن عمل لتعيش واستوطنت واكتسبت حقوقاً في بناء المساجد التي تعد بالعشرات هناك.. وهذا حقهم هناك وحقهم علينا أن ندافع عن حريتهم في ممارسة عقائدهم وإن اختلفت العقائد. أما الأمر بالنسبة لنا في مصر يا صاحب الفضيلة فلسنا جالية هبطت علي الأرض المصرية ولا قبيلة استوطنت واكتسبت حقوقاً.. إننا مصريون متجذرون في أرض الوطن بطول التاريخ وعمق ومساحة الزمن، كم تحملنا دفاعاً عن عقيدتنا وكم عانينا من حكام أغراب ليس فيهم نقطة دم مصرية واحدة علي نحو ما يروي التاريخ عن الفاطميين والعثمانيين والمماليك.. ورغم كل هذه المعاناة بقينا علي عقيدتنا وبقيت فينا عقيدتنا وما تخلفنا يوماً عن الاحتفال بالعذراء الطهور وميلاد المسيح معجزة السماء.. سنضيء شجرة الميلاد وسيسطع نورها يطارد ظلام «التعصب» وظلمة «التمييز». يا صاحب الفضيلة.. عشنا نحن المصريين في مودة ووئام.. عشنا نحتفل بشهر رمضان المعظم معاً نشتري المكسرات والفوانيس للأولاد والأحفاد.. ونشتري الحلوي في «مولد النبي».. وكان قريبي يملك مطحناً وكانت «صفارة المطحن» تنطلق في موعد الإفطار، وكان الأذان يرتفع عند انطلاق صفارة المطحن الذي كان يملكه الرجل «أمين حنا».. وكنا نتبادل الكحك في الأعياد الأربعة بكل الحب والبهجة.. فماذا دهي مصرنا الحبيبة بمثل دعاوي الفرقة والتمييز؟.. يا صاحب الفضيلة.. هل تعرف رد فعل دعواك هذه المتوافقة مع الدعوة الصهيونية.. إنك تقدم صورة «الإسلام الرافض للآخرين» وليس «الإسلام الداعي للتعايش والسلام».. وأنت هنا تسيء إلي الإسلام الذي تنتسب إليه.. تنبه وارفض أن تتوافق مع الصهاينة ضد شركاء الوطن مواطنيك في مصر.. ارفض أن تكون سبباً في الإساءة إلي الإسلام الذي أنت تدين به.. هدانا وإياك إلي «معجزة الصواب».. لقد أصبح الصواب «معجزة» في عصرنا هذا الغريب. يا صاحب الفضيلة.. أخاطبك بكل الحب والتوقير فكلانا مصري أولاً.. هل يرضيك ما يحدث في أرض الوطن وبلاد العالم الإسلامي.. هل يرضيك أن يقتل المصري مصرياً اختلفا في العقيدة؟.. هل يرضيك أن يقتل المسلمون مسلمين علي نحو ما يحدث في الدول الإسلامية؟.. هل يرضيك أن يعرف العالم صورة الإسلام علي هذا النحو. سيدي الشيخ.. بدل إثارة الفرقة والفتنة بين أبناء الوطن، أطلب إليك أن ترسل النداء تلو النداء وتسخر ما لديك من إمكانات روحية ومادية لوقف نزيف الدم العربي والإسلامي.. فالدين دعوة وهداية وليس قتلاً وقتالاً.. حتي حفاظاً علي سمعة الإسلام.. هل تستجيب..؟!