صحيح أن أقلامنا جفت ونحن نكتب لإخواننا المسئولين بضرورة وسرعة وأهمية تعمير هذا الجزء الغالي من الوطن في سيناء ومضبوط أيضا أن صوتنا بح من كثرة ما نادينا أولي الأمر بتوطين المصريين في سيناء ومنح كل خريج قطعة من أرض الفيروز مع تسهيلات في عملية الزراعة والإقامة والمعيشة.. وصحيح أيضا أن إخواننا المسئولين عملوا ودن من طين وأخري من عجين، وأنا هنا لا أتهم أحدا بالتقصير ولا أوجه إلي أي مخلوق تهمة الإهمال لأنني بصريح العبارة لا أدري شيئا عن اتفاقية عودة سيناء بين الجانب المصري والجانب الإسرائيلي.. ربما تكون هناك قيود علي التعمير تماما مثلما هناك قيود علي أشياء أخري ولكن هذا كله لا يمنعني من أن اتهم الذين سهلوا إقامة الإسرائيليين في سيناء ومكثوهم من تملك وحدات وتملك أراض.. أقول: أتهمهم لا بالتقصير ولا الإهمال ولا التزوير ولكن بالخيانة العظمي.. ذلك لأن شعب مصر عبر سنوات طويلة امتدت من العام 1948 وحتي العام 1973 دفع الثمن غاليا وباهظا من أجل استعادة حبات الرمال وتحول هذا الجزء العزيز من أرض مصر إلي رمز للفداء والوطنية والعطاء، وبالطبع هناك دماء سالت علي هذه الأرض حتي ارتوت وشهداء دفنوا في هذه الأرض حتي شبعت وهناك من زهرة شباب مصر من فقد ذراعاً أو ساقاً أو عيناً أو نصف وجه من أجل عملية التحرير، وإذا كان شعب مصر بأكمله وعلي امتداد عشرات السنين قد بذل الغالي والرخيص من أجل استعادة هذه الأرض من أنجس خلق الله إنسانا وهم الصهاينة الإسرائيليون، فإن هذا الشعب يسأل اليوم عن هذه الحفنة التي خرجت عن الإجماع المصري ومن الإرادة المصرية وقامت بتسهيل استيلاء الإسرائيليين وتملكهم لنفس الأرض التي دافعنا عنها لعشرات السنين وقدمنا من أجلها عدة مئات الآلاف من الشهداء والمصابين وضاع مستقبل أجيال في سبيل تحريرها وتخريب اقتصاد الدولة علشان خاطر عيونها وبعد ذلك ومن أجل حفنة جنيهات يأتي بعض السادة الموظفين وصغار المسئولين وباسم الرشوة و«شيلني وأشيلك» فإذا بهم يضربون الأمة في مقتل ويهدرون كل التضحيات ويسفهون نضال هذا الشعب.. بالتأكيد العقاب لابد أن يكون من صنف العقاب، وأنا شخصيا أطالب بإعدام كل من شارك وعلم وقبض المعلوم من أي جنس مواطن إسرائيلي حقير علي أن يكون الإعدام هذه المرة علنياً وفي قلب سيناء وعلي المسرح نفسه الذي شهد التضحيات الغالية لأن ما حدث أيها السادة هو سلسلة خطيرة من حلقات مرعبة لا ينبغي أن تتركها تمر مرور الكرام ويكفي أن هناك أكثر من ثلاثين ألف شاب مصري عبروا الحدود - لا أعرف كيف - وذهبوا إلي الجانب الإسرائيلي وعملوا هناك وأقاموا وتزوجوا وأنجبوا وعاشوا في إسرائيل.. وبالطبع هذه الأجيال التي نشأت من علاقة هؤلاء الشباب ببنات من إسرائيل لن يكون ولاؤهم لمصر ولن تهتز فيهم شعرة واحدة إذا استمعوا لأغنية العزيزة الغالية شادية.. «يا حبيبتي يا مصر.. يا مصر!!». ربما يكون العكس صحيحا.. ذلك لأن الأم هي جليسة أطفالها وهي المعلمة الأولي لهم وهي الأقرب إليهم في كل مراحل النمو ولا أتصور أن أما إسرائيلية سوف تربي أولادها علي حب أعداء وطنها.. ولا ينبغي أن ننسي أن أولاد العم في إسرائيل لا يزالون يعتبرون مصر هي العدو الأكبر والعدو الأخطر والعدو الأهم.. لذلك فمن المهم أن نستعد من الآن لهذه القنبلة الموقوتة في إسرائيل وعلينا أن نضم القضيتين معا.. قضية تسهيل الإسرائيليين علي الأراضي وممتلكات في سيناء، وقضية زواج شباب مصري من بنات إسرائيليات.. فنصدر أحكاما بالإعدام لا من الإعدام هو جزاء كل من يخون الوطن مع أعداء الوطن وقد سهل هؤلاء للعدو مكانا بين الصفوف وهو بالتأكيد مكان سوف يغنيهم عن تجنيد عملاء لهم لمعرفة أسرار الجبهة الداخلية.. ذلك لأنهم نفذوا بالفعل إلي الداخل وأصبحوا مثلهم مثل المصريين ملاكا للأرض وللعقارات.. ولن يرضي هذا الشعب بأقل من أن يتشعلق السادة الخونة علي أعواد المشانق.. وبالتأكيد ليس هناك أي حل مقبول في مسألة الشباب المتزوج من إسرائيليات سوي إسقاط الجنسية عن ال 30 ألف شاب مصري.. والحمد لله مصر ولادة وأعظم إنتاجها علي الاطلاق هو إنتاجها من البشر وسقوط الجنسية عن مثل هذا العدد لا يضيرنا في شيء ولكن الضرر سوف يلحق بنا إذا ظل هؤلاء علي جنسيتهم وحاولوا أن يكسبوا أولاد الإسرائيليات حق الجنسية المصرية، هنا ستقع الطامة الكبري والكارثة العظمي.. ويا إخوانا.. الله يعمر بيوتكم يا تلحقونا.. يا ما تلحقوناش!! وكلمة أخيرة أتمني أن تجد صدي لدي سعادة المحافظ المسئول عن الممتلكات التي آلت للإسرائيليين بطريق التزوير.. عليك يا مولانا أن تأخذ بنفس الطريقة الإسرائيلية وأن تحذو حذوهم فهم في القدسالشرقية مثلا يهدمون البيوت علي أهلها لمجرد أن البيوت تم بناؤها دون ترخيص أو بأوراق مزورة والآن عليك بأخذ الحجة نفسها ويا حبذا لو صنعت مثلما يصنع أهل إسرائيل في هدم المنازل الفلسطينية علي رءوس أصحابها فتقوم سعادتك ويؤيدك القانون والناس سواء هؤلاء الذين في صف الحكومة أو في صف المعارضة وتأخذ بلدوزر المحافظة وتتوجه إلي الأملاك المزورة وتقوم بهدمها علي مرأي ومسمع من القنوات الفضائية.. وبالمناسبة أنت هنا تطبق القانون ولا تتجني علي أحد ولكنك في الوقت نفسه تحمي مصر ومستقبل أهل مصر وشبابها وتكرس في الوجدان المصري أن التضحيات التي قدمناها علي مر عشرات السنين والدماء التي سالت والشهداء الذين ذهبوا إلي رحاب الله.. كل هؤلاء لم يذهبوا سدي. وقد أسمعت.. لو ناديت حيا!