اعتبرت صحيفة « جلوبال بوست» الأمريكية أن الرياح السياسية في مصر بدأت في التحول، وأن الزخم حول الجمعية الوطنية من أجل التغيير بقيادة المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية د. محمد البرادعي مستمر بتزايد، وهو المرشح المحتمل والذي بالرغم من عدم ترشحه رسميا بعد، إلا أنه يبدو كمرشح فعلي للانتخابات الرئاسية يوما بعد يوم. وأشارت الصحيفة إلي أن الجمعية الوطنية من أجل التغيير تأمل في أن يتنافس البرادعي في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2011 أمام الرئيس حسني مبارك وأنه يبدو أن البرادعي بدأ في الاستجابة إلي دعوات الجمعية، وأضافت الصحيفة الأمريكية أن البرادعي استطاع أن يحشد لدي زيارته لمدينة المنصورة الأسبوع الماضي حوالي 1000 شخص من مؤيديه لاستقباله في الشوارع، وأن ذلك دليل علي زيادة شعبية البرادعي علي النطاق المحلي. وتشككت الصحيفة من عدم بدء دخول النظام الحاكم في مواجهة مباشرة مع البرادعي في ظل تزايد شعبيته الحالية في مصر، وأن النظام لم يأخذ أي إجراء مضاد ضد الجمعية الوطنية حتي الآن، واصفة مصر بأنها من الدول التي لا تسمح أنظمتها بتحرك حركات المعارضة بحرية مطلقة، حتي إن التجمعات السياسية والمظاهرات تتطلب تصريح من الحكومة المصرية، ونادرا ما تتم الموافقة عليها، وأشارت الصحيفة إلي أن النظام المصري الحاكم قام باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من ضمنهم قيادات بارزة قبل بضعة أشهر من الانتخابات البرلمانية المقبلة. واعتبرت الصحيفة أن البرادعي وما لديه من مكانة دولية هي التي جعلته حتي وهو لا يزال مرشحاً محتملاً ولديه أكثر من 200 ألف مناصر علي مجموعات الفيس البوك، قادرا علي المشي بحرية والتجول في مدن مصر بهذا الشكل، حتي وإن نظم تجمعات سياسية دون أن يتم احتكاك بينه وبين الأمن المصري. ولكنها توقعت أن الهدوء الذي يظهره النظام لن يستمر كثيراً، خاصة مع اعتقال ناشر كتاب مؤيد للبرادعي بعنوان «البرادعي وحلم الثورة الخضراء»، ثم الإفراج عنه بعد أقل من يومين، وهو ما اعتبرته الصحيفة أن النظام يرسل رسالة قوية للبرادعي وحركته ومفادها أن النظام يتابع تحركات الجمعية الوطنية وأنه ليس راضياً عما يحدث.