وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس محاولة تعديل القوانين المقيدة للحريات فى مصر بالسير فى إشارت مرور القاهرة المزدحمة، حيث الحركة بطيئة للغاية، معتبرة أن التغيير مفهوم لا يرتبط غالبا بمصر التى يحكمها الرئيس مبارك منذ عام 1981. الصحيفة أضافت أنه، وللمرة الأولى منذ قرابة الثلاثة عقود، تثور شكوك حول ما إذا كان مبارك «81 عاما»، الذى يعانى من مشاكل صحية، سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، أم سيدعم نجله الأصغر جمال، أمين السياسات فى الحزب الوطنى الحاكم، بالرغم من الأصوات المطالبة بوضع حد لاحتكار الحزب الوطنى للسلطة. واعتبرت أن أكثر ما يثير الدهشة هو أن الليبراليين والشيوعيين والحقوقيين وجماعة الإخوان المسلمين بدأوا جميعا يلتفون حول «رمز غير عادى وهو محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل للرئاسية، سعيا لولوج مرحلة مصر ما بعد مبارك». الصحيفة نقلت عن البرادعى قوله: «لا أريد أن أرى كل الشعب المصرى يستمد الحماية من وجودى، بل يجب عليهم القتال من أجل حريتهم سواء كنت معهم أم لا. هناك إفراط فى التوقعات بشأن ما يمكننى فعله». ورأت أنه من غير المحتمل أن يزيد البرادعى من التحدى أمام مبارك وجمال أو أى مرشح للحزب الحاكم، لرفضه الانضمام للأحزاب القائمة، ولترديده أن ترشحه للرئاسة مرهون بمصادقة البرلمان على قائمة إصلاحات دستورية. وردا على سؤال ل«الشروق» حول ما أحدثه البرادعى من زخم سياسى منذ عودته لمصر فى فبراير الماضى، قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان وعضو أمانة السياسات بالحزب الحاكم، إن «الزخم موجود قبل البرادعى، ورأيناه فى الاعتصامات والإضرابات المطلبية التى بلغت أوجها فى عامى 2008 و2009». وأضاف عودة: «ومن ثم فإن البرادعى جاء إلى مناخ به الكثير من الحراك السياسى بالفعل.. البرادعى مجرد مواطن يشارك فى القضايا السياسية، وقد أعلن فقط نيته للترشح للرئاسة، والسياسة لا تقوم على النوايا». بدوره، قال الدكتور على الدين هلال الناطق باسم الحزب الحاكم ل«واشنطن بوست» إن «هناك عملية تغيير تحدث حاليا، لكن إذا كنت تتوقع تغييرا مثيرا وغير متوقع تماما فهذا احتمال غير وارد»، مشددا على أنه «فى مصر يأتى التغيير بطيئا، فهذه الأرض ليست بلد المغامرات، ومهما تكون الخلافة فستتم كما يقول الكتاب». واعتبرت الصحيفة أن مكانة البرادعى الدولية وشعبيته الداخلية جعلت حزب مبارك فى وضع أكثر صعوبة منه فى انتخابات الرئاسة عام 2005 عندما سعى لتشويه منافس مبارك فى هذه الانتخابات أيمن نور، الذى تم سجنه بعد أن أدانه القضاء بتزوير توكيلات تأسيس حزب الغد. فيما شدد الدكتور محمد كمال، أمين التدريب والتثقيف بالحزب الحاكم، على أنه من حق أى شخص توجيه انتقادات للبرادعى، مضيفا أن «بعض أتباعه ينظرون إليه كقديس، لكنه ليس قديسا». ورأت الصحيفة أن «التحدى الأكبر» أمام البرادعى الآن هو شرح كيفية تأثير تحقيق الديمقراطية على حياة البسطاء فى حى أرض اللواء. ورغم وقوع هذا الحى إداريا ضمن منطقة المهندسين الراقية، فإن من يعبر خط السكة الحديد من شارع السودان إليه يجد نفسه فى أحد الأحياء الشعبية الفقيرة.