حالة العنف التى تشهدها البلاد منذ فترة، خصوصا ما حدث أول من أمس (الجمعة) فى جمعة «رد الكرامة» فى محيط المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، تلك الحالة من العنف المستمر منذ قيام ثورة يناير حتى الآن، بداية من موقعة الجمل إلى قصر الاتحادية إلى المقطم، إضافة إلى العنف المستمر فى الشارع وسط غياب وانفلات أمنى، مما دعا البعض إلى تطبيق القانون بيديه كما حدث فى بعض المحافظات، كل هذا العنف يدق جرس إنذار، ويجعلنا نتساءل: هل مصر مقبلة على أعتاب حرب أهلية أم أن هناك حلولا أخرى؟ الدكتور محمد خليل، أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة عين شمس، قال إن حالة العنف التى انتشرت فى المجتمع سببها إغفال صوت العقل وعدم وجود حوار حقيقى، مضيفا أن المسؤول عن ذلك هم من فى السلطة لأنهم المسؤولون عن تحقيق مطالب الجماهير.
خليل أضاف أن تجاهل مطالب الشارع جعلته ينتقل إلى مرحلة العنف بمبدأ من لا يسمع بالذوق سيسمع بالقوة، فتولَّدت حالة من العنف والعنف المضاد مما أشعل الأمور وجعلها مرشحة بقوة للتطور إلى ما هو أكثر من ذلك، أو كما يسميها البعض اقتتالا وحربا أهلية، موضحا أن الجماهير تعانى من حالة إحباط، والإحباط يولِّد العدوان والعنف، فالجميع محبَط لأن الثورة لم تحقق أهدافها، وهناك وعود قُدّمت ولم يتحقق منها شىء، ودخلنا فى دوامة عنف لا ننتهى منها إلا بعد الإنصات إلى مطالب الجماهير، فحتى الآن ما زالت هناك لغات أخرى مواكِبة لبعض أساليب العنف، فيجب أن نحكمها قبل أن ننجرّ إلى الحرب الأهلية.
أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة عين شمس، أضاف أن خسارة هذا العنف ستكون فادحة للمجتمع كله ولن ينجو أحد من هذا الوضع، فلا يمكن لفئة أن تنجو بنفسها، فنفْى الآخر وعدم رؤيته تحتوى على خطر محدق بالجميع، مضيفا أنه على السلطة ومن هم فى موقع المسؤولية إدراك الأمور قبل فوات الأوان.
الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسى بجماعة القاهرة، قال إن العنف الذى يشهده الشارع هو نتيجة طبيعية لدخول جسم غريب على المجتمع فقام بمقاومته، مضيفا أن ما نعيشه الآن هو ظواهر لحمى المقاومة، وأن السبب فى هذا العنف هو فصيل الإخوان المسلمين الموجود فى السلطة خصوصا أن مشكلتهم أنهم غير قادرين على فهم أن استمرارهم فى السلطة يتوقف على توافقهم مع باقى القوى السياسية.
الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، قال إن الإخوان هم المسؤولون عن أحداث العنف التى يعيشها الشارع حاليا، فهم من بدؤوا بالعنف، ولولا ما حدث يوم السبت الماضى، ما كنا رأينا ما حدث فى جمعة «رد الكرامة»، مضيفا أن مجموعة شباب كان يرسمون فى الشارع، فلماذا يتم الاعتداء عليهم؟ فالشباب لم يقتحموا مقرهم ولم يبدؤوا بالاعتداء عليهم، موضحا أن الوصول لحالة وفاق بين القوى السياسية وسيادة القانون وإعلاء مبدأ الحوار الحقيقى هو الحل للخروج من هذه الأزمة. الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، قال للأسف ما يحدث الآن هو ما كنا نحذّر منه فما بين الثورة والفوضى شعرة، ولكن هذا العنف مبرَّر لأن الشباب وجد الثورة قد خُطفت منه إلى من هو أسوأ من الحزب الوطنى، فوجدنا ميليشيات إخوانية تتجسد لحماية مقر الجماعة، وإذا استمر الوضع على ذلك فلن ينتهى هذا العنف، مضيفا أن هذا العنف سيخرج من شاشات التليفزيون إلى عنف مجتمعى فى سلوك المصريين، ونرى ذلك فى مسألة التشدد فى الرأى التى ظهرت مؤخرا، فنحن فى حالة صراع سياسى أخذت منحنى عنيفا ونخاف أن يصبح أكثر دموية وندخل فى حرب أهلية، موضحا أنه عندما تستحوذ جماعة الإخوان على كل مؤسسات الدولة بما فيها الجيش والشرطة، سندخل فعلا فى حرب أهلية.