أدان عدد من القوى السياسية أحداث العنف التى شهدها محيط مكتب الإرشاد خلال فعاليات جمعة «رد الكرامة»، مؤكدين أن المشهد يحتم على النظام الحاكم سرعة التحرك لمعالجة الأمور وينذر باندلاع حرب أهلية بين المصريين. وقال الدكتور مصطفى النجار، الناشط السياسى وعضو مجلس الشعب السابق، إن المشاهد التى صاحبت جمعة «رد الكرامة» والتى احتوت على سحل وتعذيب وتعرية واستخدام أسلحة مختلفة من قِبل المتظاهرين خرجت عن الثورية، ومن يدعى غير ذلك مدلس وفاشل سياسياً وشعبياً وسيناله هذا العنف الذى سيحرق الجميع». وتابع: «من يبرر العنف والإجرام والبلطجة لأنها ضد خصمه منحط أخلاقياً ولا يختلف فى الانحطاط عن خصمه الذى مارس العنف ضده قبل ذلك»، مؤكداً أن صناعة الكراهية وممارسة التحريض وازدواجية المواقف لمن يتحدثون عن المبادئ حين تكون على هواهم سقوط وانحطاط، على حد تعبيره. واعتبر «النجار» أن المشاهد التى حدثت فى محيط قصر الاتحادية ومكتب الإرشاد تهدد القدرة على السيطرة على الأوضاع، مؤكداً أن السلطة تتحمل جزءاً كبيراً من المسئولية لغياب الرؤية وانتهاج العند أسلوباً فى التعامل مع المعارضة، مضيفاً: «السلطة التى تتعامل بهذا المنطق وتنبذ المعتدلين سيخرج لها متطرفون كافرون بالسياسة والسلمية وستذوق ويلهم». وأضاف: «قيادات الإخوان الذين اهتموا بحماية المبانى والنباتات وحشدوا أبرياء من المحافظات لتسيل دماؤهم شركاء فى الجريمة ولا يستحقون أن يكونوا قادة ويجب محاسبتهم، والسياسيون الصامتون عما يحدث خوفاً من المزايدة عليهم أو نكاية فى خصمهم لا بد أن يعلموا بأنهم ساقطون». من جانبها، حمَّلت مارجريت عازر، السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار والقيادية بجبهة الإنقاذ، مسئولية الأحداث لجماعة الإخوان المسلمين، قائلة: «الإخوان غير قادرين على استيعاب أنهم أصبحوا حاكمين للبلاد وعليهم التعامل مع مطالب المتظاهرين بالحوار وليس بالعنف». وتوقعت «مارجريت» استمرار مسلسل الاشتباكات بين المواطنين خلال الفترة القادمة قائلة: «أعتقد أن أحداث المقطم ستتكرر لأن النظام يتعامل مع المتظاهرين باعتبارهم بلطجية ويجب مواجهتهم بالعنف، فضلاً عن غياب الرؤية السياسية للنظام وإحساس المواطنين بأن الوقفات والمظاهرات السلمية لا تؤدى لتحقيق نتائج». واعتبرت أن الوضع الحالى ينذر باشتعال حرب أهلية بين المواطنين نظراً لأن كل فصيل يلجأ حالياً للعنف لتحقيق أفكاره، مضيفة: «أصبحنا عصابات أهلية تتناحر على السلطة». وقال المهندس باسم كامل، عضو المكتب السياسى بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى والقيادى بجبهة الإنقاذ، إن جماعة الإخوان المسلمين مسئولة عن زرع الفتنة والعنف بين طوائف المجتمع، مؤكداً أن الإخوان هم من بدأوا بالعنف ضد المتظاهرين خلال أحداث «الاتحادية» وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية العليا وعليهم تحمل تبعات الأمور، قائلاً: «اللى حضّر العفريت يصرفه».