أكد عدد كبير من المبدعين والنقاد والفنانين أن الوسط الفني حاليا افتقد وجود نجمات زمن الفن الجميل اللاتي برعن في تجسيد دورالأم في السينما والتليفزيون بإتقان شديد واستطعن تقديم نماذج رائعة للأم المصرية التي تساهم في بناء المجتمع والنهوض به،لافتين إلى أن الجيل الحالي ليس بنفس البراعة التي تميزت بها تلك المجموعة من الفنانات أمثال عزيزة حلمي وأمينة رزق وفردوس محمد ونعيمة وصفي،إلي جانب الفنانة القديرة كريمة مختار.
واعتبر الفنانون والنقاد أن الفنانة كريمة مختار واحدة من أبرع الفنانات اللآتي تألقن في أداء هذا الدور وتتصدر حاليا المرتبة الأولى بلا منازع في أداء هذا الدور،مشيرين إلي أنها نجحت في تجسيد دور الأم التي تواجه الظروف الصعبة،والحريصة على المحافظة على عادات وتقاليد مجتمعها في عدد من الأعمال البارزة في السينما والتليفزيون أبرزها فيلم «الحفيد» ومسلسل «البخيل وأنا» إلي جانب دور «ماما نونة» في مسلسل «يتربى في عزو» والذي أبكت من خلاله جمهور الدراما.
وأكد السيناريست الكبير مصطفى محرم،أن نجاح أي فنانة في تجسيد دور الأم يتوقف على مدى إقتناعها بأهمية الدور وقيمته لإقناع جمهورالمشاهدين بها وبأنها فعلا أم حقيقية،مشيرا إلي أن اللاتي جسدن هذا الدور عن غير اقتناع به،لم يقنعن الجمهور بهن واتسم آداءهن بأنه كان مهمشا.
وقال محرم إنه حرص في عدد كبير من أعماله على تناول دور الأم في أكثر من شكل في مسلسلات «عائلة الحاج متولي»،حيث قدم دور الأم البديلة التي تربي طفلا ليس ابنها لحرمانها من نعمة الانجاب،إلي جانب مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»،لافتا إلي أنه قدم أيضا دور الأم الجشعة التي لايهمها سوى نفسها في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» والأم المنحلة في مسلسل «سمارة»،بالإضافة إلي الأم التي تربي ابن ضرتها في فيلم حارة دور الأم فى السينما وأكد السيناريست مصطفى محرم أن كلا من الفنانات عزيزة حلمي وفردوس محمد وكريمة مختار ستظل علامات بارزة في تاريخ تجسيد دور الأم في السينما والتليفزيون.
ولفت المخرج أشرف سالم إلي تجربة شخصية تعرض لها قبل أيام خلال التحضير لمسلسله الجديد «أنا والسفاح وهواك»،حيث كان يبحث عن شخصية تجسد دور الأم، ورشح اسم نجمة كبيرة،غير أنها رفضت أداء هذا الدور رغم أن أحداث المسلسل تدور في إطار كوميدي،بل وطلبت تعديل النص لتجسد دور الأخت، وهو ما رفضه.
وأشار إلى أن الفنانة منى زكي من أبرز الممثلات اللاتي برعن في أداء دور الأم وخاصة في فيلم «سهر الليالي» و«أولاد العم». ولفت المخرج أشرف سالم إلي أن دور الأم لم يتم تقديمه في السينما الحديثة بشكل مناسب نظرا لافتقاد الوسط الفني الممثلات اللآتي يبرعن في أداء هذا الدور أمثال فردوس محمد وعزيزة حلمي وأمينة رزق،وانشغال صناع السينما والدراما بالموضوعات الشبابية أكثر من الموضوعات الاجتماعية التي تبرز قيمة الأم وأهمية دورها.
وقال أن مسلسل «يتربى في عزو» يعد العمل الدرامي الوحيد على مدار العشر سنوات الماضية الذي استطاع أن يبرز قيمة ومنزلة الأم وأن يحظى باستحسان الجمهور ويحقق نجاحا كبيرا.
وطالب المخرج أشرف سالم بضرورة إعادة النظر في كتابة الموضوعات المتعلقة بالأم،وخاصة بعد انتشار الجريمة داخل الأسر في هذه الأيام وفي ظل التفكك الأسري الذي يعانيه المجتمع وانشغال أفراد الأسرة الواحدة بهمومهم وأعمالهم وأنشطتهم نتيجة إيقاع العصر السريع.
وأوضحت الفنانة انتصار أن أداء دور الأم يعد اختبارا حقيقيا لموهبة أي فنانة،مشيرة إلي أن الجيل الحالي من الفنانات ليس على نفس المستوى من براعة جيل عزيزة حلمي وفردوس محمد ونعيمة وصفي وأمينة رزق،مشيرة إلي أنه لم يتبقى من هذا الجيل سوى الفنانة القديرة كريمة مختار. وأشارت إلي أن الفنانة فاتن حمامة برعت في تجسيد دور الأم ونجلاء فتحي أيضا وخاصة في فيلم «الجراج»،لافتة إلي أن كل من كريمة مختار،رجاء الجداوي ورجاء حسين وإنعام سالوسة وسميرة عبدالعزيز يعتبرن أفضل الفنانات الموجودات حاليا في تجسيد دور الأم.
وترى أن تجسيد دور الأم لا يشترط عمرا محددا وإنما التحدي والرغبة في إثبات الذات،لافتة إلي أنه في الوقت الذي كان يتم فيه عرض مسلسلها «يتربى في عزو» الذي جسدت خلال أحداثه دور الأم أذيع لها مسلسل رجل وست ستات ولفتت إلي حصولها على عدد من الجوائز من خلال تجسيدها لدور الأم،حيث حصلت على جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم عن دورها في فيلم واحد-صفر،إلي جانب جائزة أخرى عن أداء نفس الدور في مهرجان أوسكار للسينما المصرية،بالإضافة إلي جائزة أحسن ممثلة عن دورها في مسلسل يتربى في عزو.