ثلاث ليال ظلام شهدتها منطقه المقطم وما ينيرها هو الغاز المسيل للدموع فى وجه شباب سلمى كان سلاحه فراشة الألوان والفكرة وهو ما جعل من الاحداث تزداد حدة بين ميليشات الإخوان المسلميين شباب المقطم وانضم اليهم فى النهايه الامن المركزى الذى يقوم بدوره فى حمايه مقر جماعة الإخوان المسلميين. قالت داليا سامى، عضوه فى حركة شايفنكم، واحدى الفتيات اللاتى تواجدن فى محيط الاشتباكات عن ما حدث لها يوم الاحد، امام مكتب الارشاد: «قررنا النزول لعمل وقفة إحتجاجية كرد فعل لما حدث السبت الماضي من الإعتداء علي متظاهرين سلميين، يعبرون عن رأيهم بطريقة سلمية تجاه ما يحدث في البلد، وصلنا المقطم الساعة 6:30 مساءاً، ووجدنا ضرب غاز بطريقة بشعة، وبعدها خرطوش رغم إن المتظاهرين يهتفون بطريقة سلمية، ولا يوجد تعدي، رغم الغضب الداخلي مما حدث، وتقابلنا مع مجموعه من شباب اصدقائنا اخبرونا ان المكان ممتلئ بافراد امن مركزي ملثم، وفى محاولة احد منهم جذب القناع اكتشفوا انه ملتحي». وأضافت سامى، عندما وجدنا الاوضاع زادت خطورة فكرنا ان نفعل شئ للمصابين الذين يسقطون بسبب الخرطوش والغاز، فحاولنا ان نجد مكانا امناً، الا اننا اكتشفنا ان كافة المحلات اغلقت ابوابها وشارع 9 بالكامل كان مظلم، الا اننا عثرنا على محال يبيع احذية قال لنا صاحبه: «تعالوا ادخلوا هنا واعملوا اللي إنتوا عاوزينه»، وبعدها بدأ الشباب فى القدوم بالمصابين ليقوم بإسعافهم الدكاترة الذين كانوا معنا. أشارت سامى، ان المكان امتلئ فجأه بأصوات استغاثات عالية وكر فر بطريقه مزريه، وعند محاولتنا لمعرفه الامر وجدنا ان المدرعات كانت تخرج من كافه الشوارع الجانبية وراء المتظاهرين، وهو ماجعلهم يهربون، وحينما كان يتمكن الامن المركزى من القبض على احد المتظاهرين من الشباب يقوم بضربة بالبيادات، حتى لا يستطيع ان يتحرك، فكانو «يفرموه» ثم يقومون بإلقاءه بالمدرعة. وتتابع سامى: «فى وقت خروج المدرعات قمنا بإطفاء النور على المحال ونحن بداخله حتى لا يتم القبض علينا ولنستطيع استكمال علاج المصابين، واعادة الوعى لإثنان منهم كان مخشي عليهم، وعندما لم تجد قوات الامن احدا امامها من الشباب جاءت على المحال المعد مستشفي ميدانى وقاموا بضرب باب المحال فى محاولة لكسره فى شكل إرهابي، ونحن فى الدخل نقول لهم «سلمية سليمة» حفاظا على حياة المصابين ليس خوفا منهم ولا خوف علي انفسنا، ثم قاموا بمحاصرة المحال حوالى نصف الساعه الا انهم انصرفوا بعد ذلك، وهو ماجعلنا نحاول ان نغادر المكان لإسعاف المصابين، وعندما رأونا حاولوا الركض وراءنا حتى اخرجونا من الشارع تماماً، ولم نستطيع العودة الى الداخل مره اخرى، حيث كانت تلك اللحظة كإلاحتلال فعلاً، بدون مبالغة». ويظهر الفيديو الذى تم تسجيله بواسطه داليا سامى، كيفيه قبض الامن وميليشات الاخوان على المتظاهرين عن طريق الضرب المبرح حتى فقد أحد المتظاهرين وعية واخشي عليه، وهو ما جعله صيده سهله للأمن فى السيطره والقبض عليه وصعوده الى مدرعه كانت تقف بجوارهم. وفي سياق متصل، قالت المحامية راجيا عمران، انهم ورد الى علمهم بأن نيابه المقطم قامت بالتحقيق مع 15 شابا ممن قبض عليهم فى احداث مكتب الارشاد الساعه 3 فجرا، دون حضور اى من المحامين، موضحه ان النيابه قامت بالنزول لهؤلاء الشباب فقط للتحقيق معهم ليلا وانتهوا باكر صباح أمس. واضافت عمران: «حينما اعترضنا على اجراء التحقيقات ليلا كان الرد ان النيابه تعمل 24 ساعه وما فعلته طبيعيا». وأضافت عمران ل «التحرير»: «ان النيابه ارادت ان تنتهى من التحقيقات ليلا حتى لا يتضمن التحقيق طلبات من المحامين أو أحداث ضجة، ولمنع التضامن مع هؤلاء الشباب، ومازالت النيابه تستكمل التحقيقات وسيعرض عليها اليوم حوالى 20 شابا قبض عليهم مؤخرا فى الأحداث».