كارثة صحية تشهدها محافظة المنيا حالياً بعد أن تحول مستشفي طب الأسنان بجامعة المنيا لنشر مرض الالتهاب الكبدي الوبائي «فيروس c» بين أهالي المحافظة المترددين علي هذا المكان أو المستشفي الذي تحول من مستشفي تعليمي ومتخصص «مستشفي طب أسنان بجامعة المنيا» لعلاج المرضي من آلام الأسنان لبؤرة الأمراض الوبائية نتيجة تعطل أجهزة التعقيم ولجوء الأطباء والطلاب المتدربين إلي التعقيم الكيميائي الذي يتسبب في العديد من الأمراض الوبائية، بالإضافة إلي عدم وجود الخامات الطبية اللازمة لقيام هيئة التمريض بأعمال النظافة بدلاً من مهمتهم الرئيسية وهي تعقيم الأدوات الجراحية وتقديم عدد من المعيدين والنواب استقالاتهم بسبب كثرة المشكلات وتدني حالة المستشفي وعدم وجود صيانة للمنشآت والأثاث. يؤكد طلاب كلية طب الأسنان بجامعة المنيا أن المستشفي الذي تم إنشاؤه كمكان تعليمي وتأهيلي لهم أصبح من أدني المستشفيات سواء التعليمية أو حتي العامة، فالمستشفي يوجد به جهازان لتعقيم الأدوات الأول تعطل منذ عام و8 أشهر وبالتحديد في عام 2008 والثاني تعطل منذ شهر أغسطس أي منذ 7 أشهر، ورغم أن الجهاز الأول يحتاج إصلاحه إلي مبلغ 30 ألف جنيه، حيث إن العطل عبارة عن سوفت وير، بينما الجهاز الثاني يحتاج إلي 5 آلاف جنيه فقط لتركيب 3 هيرترز، فإن إدارة الكلية والمستشفي لم يقوما حتي الآن بإصلاحهما، مما يضطر معه الأطباء والمتدربون إلي استخدام التعقيم الكيميائي وهو تعقيم ضعيف للغاية ويتسبب في إصابة المرضي المترددين علي المستشفي للعلاج الذين يصل عددهم لأكثر من 300 مريض يومياً إلي الإصابة بالأمراض الوبائية وعلي رأسها فيروس «C». ويضيف طلاب كلية طب أسنان أنه يتم حالياً تعقيم 10 أكياس من الأدوات الجراحية بدلاً من 250 كيساً كان يتم تعقيمها عام 2008، ورغم لجوئنا للدكتور علي عبدالحليم عميد الكلية لحل هذه المشكلة الخطيرة، فإن الحال استمر علي ما هو عليه، حيث كان دائماً ما يعدنا بحل هذه المشكلة في خلال 15 يوماً، وبرغم ارتفاع أعداد طلاب الدفعات بالكلية، ففي الفرقة الثانية 210 طلاب وطالبات، والفرقة الثالثة 180 طالبا وطالبة و110 طلاب وطالبات في الفرقة الرابعة، بل والأدهي أن المستشفي لا يوجد به الخامات اللازمة للعمليات الجراحية من قطن طبي ومواد حشو وماسكات وجوانتات خاصة للأطباء، كما لا يتوافر مصل فيروس «B» الذي لا بدأن يحصل عليه العاملون بالمستشفي باعتبارهم معرضين للإصابة بالأوبئة. ويوضح طلاب طب أسنان المنيا أن هناك مشكلة أخري من سلسلة المشكلات التي يعانيها المستشفي تتمثل في عدم تعيين نواب ومعيدين منذ عام 2008، بالرغم من أن عميد الكلية السابق الدكتور هاني حسين - أمين - تقدم بطلب لإدارة الجامعة لتوفير 100 درجة مالية لتعيين معيدين، فإن الجامعة لم تعطه سوي 39 درجة فقط، بالرغم من أن المستشفي حديث ويتم تأسيس وتكوين هيكله الطبي، ورغم أن هذا العدد لا يكفي، فإنه نتيجة لتراكم المشكلات تقدم 6 معيدين باستقالاتهم هربا من الأزمات المتلاحقة وهم الدكتور محمد جمال - قسم تركيبات ثابتة «نائب» - الدكتور جان فيكتور علاج تحفظي «نائب» وسحر موسي علاج العصب «نائب» ومحمود سلومي تركيبات متحركة «مدرس» وخالد أبوالعزم تقويم «مدرس» ومحمد عبدالعزيز تركيبات ثابتة «مدرس مساعد» ليصل عدد المعيدين إلي 36 معيداً فقط، ويكفي أن قسم العلاج التحفظي لا يوجد به سوي معيدين فقط. الغريب أن هيئة التمريض بالمستشفي ومعظمهم من المؤقتين يتم إجبارهم علي القيام بأعمال النظافة من كنس ومسح للأرضية، رغم أن وظيفتهم الرئيسية والوحيدة هي تعقيم الأدوات الجراحية وتسليمها للأطباء ومعظمهم يحصل علي مكافآت شهرية ضئيلة للغاية لا تكفي وسائل المواصلات من منازلهم للمستشفي، لكنهم يعيشون علي أمل التثبت في وظائفهم.