«عبد المنعم سعيد» التقدمي «يعيد الماضي بسياساته وأشخاصه» هذا هو ما يردده الآن صحفيو جريدة الأهرام، بعد القرار الذي اتخذه رئيس مجلس إدارة الأهرام بإعادة إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة الصحيفة السابق إلي صدارة المشهد داخل المؤسسة العريقة ومنحه جميع مستحقاته التي كان قد أصدر مجلس إدارة الأهرام السابق قرارًا بتجميدها بل إن سعيد قرر أن ينظم زيارة - هو ومجلس الإدارة - إلي منزل إبراهيم نافع لتبليغه بقرارات مجلس الإدارة الجديد. أسباب غير معروفة دعت سعيد لاتخاذ هذا القرار الذي أثار استياء الصحفيين داخل الأهرام واعتبروه يضع المؤسسة مرة أخري في خانة الأزمة المالية التي كانت تمر بها في السابق. علي كل كانت أزمة إبراهيم نافع في الأهرام تتلخص فيما كتبه الخبير الاقتصادي وعضو مجلس إدارة الأهرام السابق أحمد النجار فقد قال: «أخطأت الحكومة حين داست علي القانون وأبقت رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير السابق للأهرام لمدة 26عاما علي رأس المؤسسة بالمخالفة للقانون، الذي كان يفرض إحالته للمعاش منذ يناير 1994 وبهذه المخالفة أعطت الحكومة مثلا سيئا شجع ذلك الشخص وغيره علي مخالفة القانون، وأخطأت الحكومة أيضًا عندما تركت له الحبل علي الغارب في الأمور المالية وفي التنكيل بمعارضيه، مكتفية بأن يكرس الصحيفة لترويج وتبرير ما تفعله الحكومة. «وحسب النجار» لم يقدم رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير السابق كشفًا تفصيليًا بما حصل عليه من مؤسسة الأهرام من رواتب وعمولات وبدلات ومصروفات وحوافز وأرباح في الفترة التي قضاها علي رأس المؤسسة بالخروج علي القانون من عام 1994 حتي عام 2005». الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فحسب عضو مجلس إدارة الأهرام السابق «فإن تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات أشار إلي أن نافع حصل علي نحو 2.73 مليون جنيه، و166.2 ألف دولار، أي ما مجموعه 3.56 مليون جنيه تقريبا في عام 2004، بما يعني أن الحد الأدني للراتب وما في حكمه الذي كان يحصل عليه يصبح 296 ألف جنيه شهريا». كل هذا يشير إلي غموض القرار الذي اتخذه عبد المنعم سعيد بعد أن رأي مجلس الإدارة السابق عدم قانونية ما كان يحصل عليه إبراهيم نافع من أموال المؤسسة العريقة. من جانبه قال ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام إن القرار الذي اتخذه مجلس الإدارة الحالي كان مطروحا علي المجلس السابق إلا أنه رفضه ثم عاد المجلس الحالي وطرحه مرة أخري ووافق عليه، مضيفًا: التساؤل المطروح والمنطقي لماذا موضوع الأستاذ إبراهيم نافع مطروحا طوال الوقت علي مجلس إدارة الأهرام قائلا:ً «إذا كان السبب الجهود التي بذلها نافع طوال توليه موقعه علي رأس مؤسسة الأهرام فإن هذا الأمر ينطبق علي الأستاذ محمد حسنين هيكل والأستاذ مرسي عطا الله وكلاهما ما زالا أحياء فلماذا يتوقف الأمر علي نافع وحده؟ وقال رشوان إن الصحفيين في الأهرام يتساءلون نفس السؤال عن كون موضوع نافع مطروحا طوال الوقت في الأهرام لافتًا إلي أن هناك أجيالاً أخري في الأهرام تنظر للأمر بريبة بعد أن تولي نافع رئاسة تحرير الأهرام في الفترة من 79 وحتي 2005. يذكر أن نافع كان أول رئيس تحرير للأهرام يتخذ قرارا بمنع الصحفيين من دخول الأهرام مثل موسي جندي ومحمود كامل ومحمد الحناوي وسمير السروجي وكارم يحيي وآخرين.