وهذه قمة عربية أخري تنعقد بلا فائدة وبلا معني لتلحق بزميلاتها السابقات الماضيات الغابرات الفاشلات والخائبات! لقد تحولت مؤتمرات القمة العربية إلي فولكلور شعبي أو مهرجانات يقوم فيها ممثلون بدرجة رؤساء وملوك دول بأدوار في استعراض تليفزيوني لشغل الوقت وجلب الإعلانات، لا نتائج لأي قمة لأنها لا يمكن أن تنتج شيئاً، هي تستهلك فقط من خزائن ثروات وأعصاب الأمة العربية! الزعماء العرب لا أستثني منهم أحداً حكام مستبدون وديكتاتوريون إما جاءوا بانقلابات عسكرية إلي مقاعد السلطة والحكم، وإما عن طريق انتخابات مزورة ومزيفة مغتصبة لإرادة الأمة، أو عبر وراثة البلاد من آبائهم كأنها ضيعة ضائعة أو عزبة غافلة، فكيف لهؤلاء الحكام أن يقدموا شيئاً لأمتهم ولشعوبهم وهم الجالسون القاعدون الكابسون الراقدون الباركون علي أوطانهم يمنعون عنها التقدم والتطور ويمتصون منها أي أمل أو حلم في التغيير! الطبيعي جداً أن تكون مؤتمرات القمة العربية ثرثرة لا يحتفل بها إلا إعلام الدولة المستضيفة ثم يركز إعلام كل دولة علي حكمة كلمة وخطاب زعيمها في المؤتمر وكيف كان الأهم والأعظم وصاحب الصدي والأثر، مجموعة فقاقيع إعلامية لفقع سياسي ينتهي بتهليل كل دولة لحاكمها ثم العودة للنوم في بير سلم الحضارة! لكن علي الناحية الأخري في كل مؤتمر أو اجتماع للدول الثماني الصناعية أو لدول الاتحاد الأوروبي يعمل الرؤساء الغربيون ألف حساب لكلامهم وقراراتهم؛ لأنهم سيعودون إلي بلادهم حيث تحاسبهم الشعوب وتراقبهم وتمنع عنهم الثقة أو تسقطهم في الانتخابات التشريعية أو الرئاسية، ومن ثم فإن كل زعيم غربي يضع الشعب والرأي العام في مقدمة اهتمامه ويحاول أن يحظي برضاه وتأييده ودعمه ويخشي من الصحافة التي ستنقده لو أخطأ في اجتماع دولي ويقلق من الأحزاب التي ستهاجمه لو اتخذ قراراً دون الرجوع إليها وسيفزع من البرلمان لو وقَّع شيئاً بدون أن يصدق عليه نواب شعبه، بينما في مصر أو ليبيا أو تونس أو السعودية أو الإمارات أو اليمن أو سوريا أو غيرها من الدول العربية وهي كثيرة ولكن كغثاء السيل، فلا يوجد حاكم واحد يعمل حساباً لشعبه، مين شعبه دا راخر؟!، ولا يقدر يعمل الشعب معاه حاجة ولا يلمس طرفاً من بنطلون أو عباءة فخامته، فالمواطن العربي هو مجرد مصفق مهلل رعية لا رأي له وتابع لا صوت ولا دخل له بتحديد مصيره ومصير بلده، في قممنا العربية يفعل كل رئيس وملك ما بدا له ولا يشغل باله فيمتو ثانية بالذي يمكن أن يقوله الشعب ويتحدث عنه الإعلام ويعلق عليه المواطن أو يخرج به البرلمان، فالمواطن مقهور مجلود والبرلمان مزور مصفق والإعلام مهلل مطبل! خلاص يهمه أي حد في إيه بقي! نتحرق كلنا وليفعل الرئيس ما شاء وقتما شاء أينما شاء فيما يشاء. ولهذا فلا فائدة من القمم العربية لكن أهي تسالي..قزقز يا عم!