قبل ساعات من إعلان النتائج النهائية للانتخابات العراقية، ووسط حذر أمني شديد، دعت قيادات شيعية دينية عراقية رئيس الوزراء نوري المالكي إلي «الهدوء» و«ضبط النفس» لتقبل نتائج الانتخابات، فيما شنت شخصيات أخري هجوماً عنيفاً علي المالكي بسبب تصريحاته التي ربط فيها خسارته في الانتخابات بعودة العنف إلي العراق. وندّد مقتدي الصدر - زعيم التيار الصدري - ب «دولة الإرهاب» وذلك رداً علي سؤال حول تصريحات المالكي عن «انزلاق» العراق باتجاه العنف. وقال الصدر في رسالة له أمس «هذه التصريحات تدخل تحت نطاق الإرهاب السياسي بل إرهاب الدولة ودولة الإرهاب، ولا يمكن الانجرار خلف النزوات والأهواء السلطوية والتضحية بدماء العراقيين من أجل وصول فلان إلي مركزه القديم»، في إشارة إلي المالكي. ويطالب المالكي المفوضية بإعادة فرز محطات الاقتراع يدوياً للحيلولة دون «انزلاق الوضع الأمني وعودة العنف»، في حين نددت قائمة العراقية ب «الانقلاب علي الديمقراطية والتهديد الواضح للمفوضية». لكن فرج الحيدري - رئيس المفوضية - رفض إعادة الفرز قائلاً «أعطينا جميع الكيانات نتائج الفرز والعد بعد التدقيق فيها، وإذا كان هناك خلل ما فليواجهونا». وأضاف «يؤسفني أن بعض المسئولين يطلبون إعادة الفرز للعراق، ما معناه إعادة الانتخابات. فإذا لم يستطع الشخص أن يؤمن بالتكنولوجيا الحديثة للحسابات فكيف له أن يؤمن بالعد اليدوي وبالورقة والقلم بيد موظف؟». من جهته، دعا رئيس المجلس الأعلي الإسلامي عمار الحكيم إلي «ترويض النفس» للقبول بنتائج الانتخابات، منتقداً في الوقت ذاته الحديث عن الديمقراطية إذا كانت «تصب في صالحنا والسكوت» عنها إذا كانت لصالح الآخرين». وقال الحكيم «علينا أن نروض أنفسنا للقبول بالنتائج التي تتسم بالشفافية سواء كانت لصالحنا أم كانت لصالح شركائنا في العملية السياسية». وأضاف «من غير المعقول أن نتحدث عن الديمقراطية إذا كانت تصب في مصلحتنا ونسكت إذا كانت تصب في مصلحة شركائنا من أبناء هذا الوطن». وخاض المجلس الأعلي الانتخابات ضمن «الائتلاف الوطني العراقي» الذي يضم الأحزاب الشيعية، باستثناء الدعوة، وحل ثالثاً بحسب أرقام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وقد أظهرت أرقام المفوضية قبل يومين تقدم قائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي علي «ائتلاف دولة القانون» التابعة للمالكي. وبينما يحبس العراقيون أنفاسهم لمعرفة الفائز في ظل التنافس المحموم، تستمر المشاورات والاجتماعات دون توقف سعياً لتحالف بين دولة القانون والائتلاف الوطني للتحكم بتشكيل الحكومة المقبلة. فيما سيطرت حالة من الحذر الأمني الشديد قبل إعلان النتائج، حيث يتمركز جنود ورجال شرطة علي الطرق قرب مداخل المنطقة الخضراء وتقاطعات الطرق الرئيسية والجسور، كما تحلق مروحيات فوق الصالحية المجاورة.