السروجى : تهنئة الرئيس مزايدة مرفوضة .. والرئيس ليس فى حاجة لمثل هذة التهنئة .. ويؤكد واضع الامتحان خالف تعليمات الوزارة وسيحال للتحقيق لم يكن غريبا على وزارة التربية والتعليم التى يسيطر على اغلب قياداتها ووكلاء وزارتها فى بعض المحافظات الانتماء لجماعة الاخوان المسلمين ، ان يظهر ذلك الانتماء بوضوح داخل اوراق الاسئلة الامتحانية ، ليوضحون نجاح جماعة الاخوان المسلمين فى تمرير الدستور الجديد ،رغم معارضة الغالبية من القوى المدنية والسياسية على صياغة الدستور الجديد للبلاد ،والذى تسبب فى العديد من التظاهرات المعارضة لهذا الاستفتاء وتمرير الدستور الجديد الذى يخدم على مصالح جماعة الاخوان المسلمين ويضمن تحقيق اهدافها واستيلاءها على السلطة فى مصر .
ذلك النجاح الذى حققه الاخوان فى تمرير الدستور الجديد ، انتقل الى اوراق الامتحانات بمراحل النقل ، رغم تحذير وزارة التربية والتعليم المتكررة لواضعى الاسئلة بعدم تسييس الامتحانات سواء فى مراحل النقل او الشهادات العامة ، حيث شهد امتحان اللغة العربية للصف الاول الاعدادى ،والذى حصلت " الدستور الثلي " على نسخة منه ، سؤالين مؤيدان لجماعة الاخوان المسلمين فى تمرير الدستور الجديد ، حيث طالب واضع الامتحان من الطلاب فى سؤال التعبير " كتابة برقية للرئيس محمد مرسى يهنئه فيها على وضع الدستور الجديد للبلاد " ، كما جاء السؤال الرابع فى " النحو " القطعة على النحو التالى " مصر تمر الان بظروف صعبة ،فبالرغم من وضع الدستور ،إلا انه مازال هناك من يحاول هدم البلاد ، وأكثر الناس حرصا على تقدم البلاد هو من يهدأ ليبنى الامجاد ".
الدكتور رضا مسعد " رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم " قال ل" الدستور الأصلي " ان جميع المديريات التعليمية بالمحافظات لديها تعليمات وزارية مشددة بعدم اقحام الملفات السياسية او الدينية داخل الاسئلة الامتحانية ، مشيرا الى ان التعليمات الصادرة واضحة ومن يخالفها يحال فورا للشئون القانونية للتحقيق معه ، مؤكدا على ان واضع امتحان اللغة العربية بمحافظة البحيرة سيحال الى لجنة التحقيق بالمديرية لاتخاذ الاجراءات القانونية اذا ثبت مخالفته التعليمات الوزارية بشأن ادخال السياسة فى الامتحانات حتى لايسفر ذلك عن ظلم الطلاب فى الدرجات ، قائلا " لانريد ان نضع الطلاب فى دائرة الصراع السياسى حتى لا يظلموا ، موضحا ان امر التحقيق متوقف على اهانة او معاداة فصيل سياسى معين ولكن البرقية تخص رئيس الجمهورية وهو رئيس مصر الان ورئيس جميع الفصائل السياسية " .
" مسعد " اشار الى ان هناك حالات يسمح بها لواضع الامتحان ان يقحم السياسة داخل الورقة الامتحانية ، مثل تشجيع المواطنيين او الطلاب لحب مصر والانتماء اليها او تحفيز الطلاب على بناء مصر او تشجيع الطلاب او المواطنيين على قراءة الدستور من خلال موضوع التعبير او قطعة النحو فى الامتحان ، قائلا " السياسة ليس كلها شر ،لان حب البلاد امر مفروغ منه لاننا كلنا بنحب بلادنا .. واهلا وسهلا بهذا النمط من الاسئلة فى الامتحان لان التعليم له رسالة ، ولكن التحيز او اهانة فصيل سياسى معين دون غيره ، فهذا امر نرفضه تماما ويجب التحقيق مع واضع الامتحان " .
اكد محمد السروجى " المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم " ل" الدستور الأصلي " ان سؤال كتابة البرقية للرئيس مرسى نوع من المزايدة المرفوضة ، قائلا " نحن لانريد تهنئة الرئيس ولا الرئيس مرسى يحتاج لهذة التنهئة " ، معتبرا ذلك النوع من الاسئلة مخالف لمواصفات الورقة الامتحانية ، وبالتالى سيحال واضع الامتحان للجنة التحقيق بالمديرية .
" السروجى " اضاف ان الوزارة مازالت تؤكد ان معيار قياسنا للمواصفا العلمية والمنهجية تحدد نوعية الاسئلة وعدم بعدها عن المنهج ، وان اسئلة الرأى المطلوبة لابد ان تكون فى حدود المنهج الدراسى ، ومن الممكن الاتيان داخل الامتحان بسؤال عن رأى سياسى بعيدا عن الانحياز الحزبى ، مثل مطالبة الطلاب برأيهم عن الديمقراطية ، الانتخابات ،والتعددية الحزبية ، وانما لا اسأل الطلاب من افضل من مين ، لان هذا الامر متروك لبرامج التوك شو التى تضيع اوقات المواطنيين ..!
من جانبه الدكتور كمال مغيث " الخبير التربوى بالمركز القومى للبحوث " وصف اقحام الملفات السياسية داخل الاسئلة الامتحانية بالعبث التعليمى الذى يؤثر سلبا على الطلاب ، مشيرا الى صبغ الامتحانات بالسياسة ترجع الى عدم الايمان بصيانة قومية المؤسسات التعليمية والتى يجب ان تتنزه عن التلوين السياسى والايديولوجى ، قائلا "اننا لانرسل ابناءنا للمدارس لكى يكونوا اخوان او ليبراليين او ماركسيين وانما ليتعلمون ، ولذلك لابد ان تبعد المدرسة عن الخلافات السياسية حتى لايتحول دورها الطبيعى من تعلم الطلاب لساحة للصراع السياسى ".