مازالت تنعكس الحالة السياسية على صفحات امتحانات مراحل النقل ، حيث انتقلت الوقفات الاحتجاجية للمواطنيين من ارصفة الحكومة الى اوراق الامتحانات ، ليصطدم بها الطلاب فى الامتحانات ، فرغم بداية استحداث تحويل الصف الثانى الثانوى من مرحلة اولى للثانوية العامة لمرحلة نقل ، الا ان وضعت فى دائرة امتحانات النقل المسيسة. حيث جاء إمتحان اللغة العربية للصف الثاني الثانوي بمدرسة احمد عرابي الثانوية العسكرية بمحافظة الشرقية ، مخالفا لتعليمات وزير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم غنيم بشأن عدم اقحام الملفات السياسية والدينية فى الامتحانات ، الا ان واضع الامتحان طالب الطلاب فى السؤال الأول الأجباري للتعبير القيام بمناظرة حول الوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية بين مؤيد ومعارض ،اعرض هذة المناظرة بمالايزيد عن خمسة اسطر .
سؤال التعبير ايضا طالب فيه واضعه الامتحان الطلاب ايضا بكتابة موضوع حول الفيس بوك او شبكة التواصل الاجتماعى بانه وسيلة اتصال وتواصل بين الاصدقاء وفئات المجتمع عبر شبكة الانترنت او الشبكة العنكوبتية ، مطالبا كيفية تعظيم الافادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحذير من مخاطرها .
اما الموضوع الاخر الذى تضمنه سؤال التعبير فجاء على النحو التالى " امة بلا لغة أمة بلا كيان " ، حيث طالب واضع الامتحان من الطلاب كيفية الحفاظ على لغتنا العربية الجميلة ضد التحديات التى تواجهها .
سامى على عبد العزيز " وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الشرقية قال انه سيتم تشكيل لجنة من التعليم الثانوى بالمديرية لمراجعة اسئلة الامتحان واتخاذ القرار الفورى ضد واضع الامتحان ، مشيرا الى ان مطالبة واضع الامتحان لكتابة مناظرة حول الوقفات الاحتجاجية بين مؤيد ومعارض يعد نوع من اقحام الملفات السياسية داخل الامتحان ، موضحا انه سيتم احالة واضع الامتحان للشئون القانونية للتحقيق .
" عبد العزيز " اشار الى ان العقوبة قد تصل الى توقيع الجزاء عليه وحرمانه من وضع الامتحان ، مؤكدا على ان المديرية سبق لها وان عقدت اجتماعا مع موجهى المواد قبل بدء وضع الامتحانات ، وتم التنبيه عليهم بالالتزام بمواصفات الورقة الامتحانية مع مراعاة عدم اقحام الملفات السياسية والدينية فى اسئلة الامتحان وعدم تعرض اى واضع للامتحان للنواحى السياسية ايا كانت حتى لا نعرض الطلاب للظلم .
من جانبه الدكتور كمال مغيث " الخبير التربوى بالمركز القومى للبحوث " وصف اقحام الملفات السياسية داخل الاسئلة الامتحانية بالعبث التعليمى الذى يؤثر سلبا على الطلاب ، مشيرا الى صبغ الامتحانات بالسياسة ترجع الى عدم الايمان بصيانة قومية المؤسسات التعليمية والتى يجب ان تتنزه عن التلوين السياسى والايديولوجى ، قائلا "اننا لانرسل ابناءنا للمدارس لكى يكونوا اخوان او ليبراليين او ماركسيين وانما ليتعلمون ، ولذلك لابد ان تبعد المدرسة عن الخلافات السياسية حتى لايتحول دورها الطبيعى من تعلم الطلاب لساحة للصراع السياسى ".
فيما رأى الدكتور رضا مسعد "رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم " ان الوقفات الاحتجاجية للمواطنيين والمطالب الفئوية والفيس بوك اصبحوا جزء من حياة المواطن المصرى عقب ثورة 25 يناير ، وبالتالى فان تطرق واضع الامتحان لتلك الموضوعات دون ذكر فصيل سياسى معين او دون تسيس يعد شىء طبيعى لان الوقفات الاحتجاجية والفيس بوك يعدان من الموضوعات الحياتية للمواطن ومن حق الطالب ان يكتب فيه ، لتقبل كافة اراء الطلاب فى تصحيح الاجابة دون حجر على رأى احد .
" رئيس قطاع التعليم " اكد ان الوزارة منعت منذ العام قبل الماضى تضمين كافة الامتحانات سواء بالنقل أو الشهادات العامة أية أسئلة ذات طابع سياسى، ومن يثبت مخالفة تلك التعليمات من واضع الامتحانات سيوقع عليه القانون وعقوباته التى قد تصل للخصم من الراتب أو الحرمان من وضع الامتحانات مرة أخرى.