سيشنّ الإخوان والسلفيون حربا حقيقية من أجل تحويل الاتجاه الشعبى والجماهيرى خلال الأسابيع القادمة من معارضة مرسى والإخوان الفاشلين إلى الصراع الذى يشبه الصرع حول الإسلام والشريعة! التيار الإسلامى فى منتهى الفشل على كل الأصعدة ولا يملك كفاءة من أى نوع فى إدارة البلاد، ويعيش فى حالة من الكذب الفجّ والفاجر، ومن ثَمّ فبدلًا من أن يواجه غضب الجماهير سوف يحاول التغطية على فشله بتحويل مسار المواجهة إلى دائرة الدين، حيث يدّعى ويزعم الدفاع عن الدين والشرع أمام هجمات معارضى مرسى ويعمل على تقديمهم لا كمعارضين لمرسى بل كمعارضين للدين شخصيًّا.
هذا الكذب يمارسه ويتنفسه الإخوان والسلفيون كل يوم، ومرشَّح مع مناسبة 25 يناير وقبلها حكم «الدستورية» فى 15 يناير وبعدهما فى معركة الانتخابات للتصاعد والتصعيد جدًّا، بحيث تتحول المعركة إلى «أنقِذْ الإسلام شخصيا».
.. هل يَخِيل هذا الكلام على المصريين مرة أخرى؟
أشك..
سوف يؤثّر ولا شك، لكنه لن ينجح فى إنقاذ الإخوان والسلفيين من فشلهم.
بناء كنيسة أو تنصير مسلم أو تزويج بنت مسيحية لمسلم أو خطف بنات من هنا أو هناك أو اعتراض على تصريحات منسوبة إلى كاتب أو صحفى أو قضايا ضد برامج تليفزيونية، هذا كله ما سوف يحاول به الإخوان والسلفيون شد المجتمع ومخاطبة غرائز المسلمين وتهييج الصعايدة وفقراء الفيوم ومَرسَى مطروح وسوهاج مثلا ضده، حتى يحقق التشويش الذى يريده ويحدد الملعب الذى يمكنه فقط الفوز فيه، وهو ملعب إثارة الفتنة واستعداء المسلمين على المسيحيين.
ثم نجد السلفيين والغلابة الذين يصدِّقون أكاذيب الإخوان المسلمين وقد وضعوا كمامة على أفواههم وخرست ألسنتهم وانشلّت أقدامهم عن إعلان الغضب والتظاهر على ارتفاع الأسعار وتصاعد نسبة البطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية وضعف الأجور وضيق الحياة.
السؤال: لماذا؟
هل لأنهم فى منتهى السعادة الاقتصادية ويعيشون حياة رغدة هانئة ولا تنغِّص عليهم ضائقة مالية ولا أزمة مادية، أم لأنهم يعتقدون أن الطعام والشراب لا قيمة له أمام زَلْزَلة الساعة، ومن ثَمّ حىّ على الجهاد الإسلامى والاستشهاد؟!
يرى السلفى والإخوانى التردِّى الذى يعيش فيه البلد ومع ذلك فإن عماه المتعصب سوف يدفعه إلى إنكار حقيقة وواقع ما يعيشه، ثم رمى السبب لا على المسؤولين من جنس جماعته بل على معارضيهم الذين لا يملكون أى قرار فى البلد.
هل ينجح الإخوان فى جعل أنصارهم على هذا المستوى من الفصام؟
طبعا وجدًّا، أليس الإخوان مَن أوهم هؤلاء بأن سبّ الدين المسيحى جهاد فى سبيل الدين الإسلامى وأن البذاءة وسيلة لنشر دعوة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
مَن أنسى هؤلاء أن الظلم والاستبداد، وأن تزوير الانتخابات واغتصاب الدستور واحتكار الحكم، وأن إهدار المال العام وبيع وتبديد ثروة البلد وسوء الإدارة وتصعيد الجَهَلة ورفع الأسعار والموالاة للمستغلين وسحق الفقراء، هو العدوان الحقيقى على حُرمة الدين، وهو العدوان الذى يستحقّ المظاهرات والجهاد والاستشهاد؟!