السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكركم على هذا العمل الرائع الذي تقومون به في حل قضايا الناس، ومَن كان في عون حاجة أخيه كان الله في عونه، ولكن عندي مشكلة وهي أنني أصبحت أدخل على الشات وأتكلّم مع غرباء في مشكلتي، باحس إني عاوزة أتكلم مع حد مايكنش عارفني. في مشكلة مع خطيبي ألا أنه عنيد جدا، ومش بيحب حد يمشّي كلامه عليه، وإذا حدث سوء تفاهم يمتنع عن الكلام، ويعمل إنه زعلان ويتركني إلى أن أبدأ أنا بالمبادرة بالكلام، ودي في حد ذاتها مشكلة بالنسبة ليّ؛ لأني من النوع الخجول اللي بيتكسف، ولكن الآن حدث سوء تفاهم، وأنا باقول إن ده امتحان من الله علشان أفكّر وأشوف أنا هاعمل إيه معاه، يعني فترة تفكير علشان آخد قراري إن كنت هاقدر أكمّل معاه ولا لأ. فهل أواصل المشوار معاه ولا لأ؟ مع العلم إن فيه أمور بتزعجني فيه إنه ساعات بيقول كلام ماينفعش إنه يتقال أو كلام خادش بالنسبة ليّ؛ فبحس إنه مش زيي خالص، لا في كلامي ولا طريقة تفكيري حتى في هزاره بيقول كلام وحش أوي مابحبش أسمعه منه، بس مابحبش أحرجه يعني بعديها، ولكن بيني وبين نفسي باقول أنا لازم آخد قرار، وأقول له إن الكلام ده ماينفعش يتقال، وأنا مش عاوزة أولادي يسمعوا الكلام ده. دلّوني ماذا أفعل؟ وشكرا وآسفة على الإطالة. elhazina1
عزيزتي.. إنه لمن دواعي سرورنا وامتناننا لك على رأيك الجميل في موقعنا الذي نتمنى دائما أن يحقّق أهداف كل قرائه، وكل مَن يدخل على موقعنا، وأن يجد كل شخص ضالته التي يبحث عنها. أما فيما يتعلق بمشكلتك؛ فأنا أرى يا عزيزتي أن الزواج هو أهم بناء يقوم به الإنسان في حياته، ولذا سمي في الدين إتمام الزواج بإتمام البناء؛ لأن الأسرة هي عماد المجتمع ومقياس تقدمه وتأخره، ولذا فإن تكوين أسرة ليس بالأمر السهل أو الهين، وهو يحتاج للكثير من التروي والتفكير الجيد والمتأني في الإنسان الذي سيشاركك حياتك المستقبلية، وسيكون أبا لأطفالك في المستقبل إن شاء الله، ولكن ليكن التفكير بعيدا عن أي ضغوط، وليكن التفكير موضوعيا فلا ينبغي أن أفكر في الشخص وأنا غاضبة منه. لذا يا عزيزتي.. أنصحك بأن تعطي لنفسك بعض الوقت حتى تهدئي من تبعات المشكلة التي حدثت بينك وبين خطيبك، قبل البدء في التفكير في مصير زواجكما، حتى يكون قرارك يتسم بالحيادية، وبأنه قرار نابع من واقع، وليس من ضغوط معينة لكيلا تندمي على أي قرار تتخذينه وأن في لحظة غضب، أو انفعال. وأنصحك بالتفكير في عيوب الإنسان الذي سوف تتزوجينه قبل مميزاته، وتصارحين نفسك بمدى مقدرتك بالتعامل مع تلك العيوب وتقبلها، فإن وجدت أن عيوبه أقل من مميزاته بكثير، وأن مميزاته جميلة، وأن عيوبه سيمكنك احتواؤها والتعامل معها بشكل يمكنك من الاستمرار في الحياة وأن تكوني سعيدة مع هذا الشخص، عندها يمكنك أن تكملي المشوار، أما إن وجدت أن مميزاته أقل بكثير من عيوبه، وأن عيوبه كبيرة وهي أكبر من طاقتك على التعامل مع هذا الشخص، وأنك لن تستطيعي التعامل معها، وأنك ستكونين تعيسة إن استمررت مع هذا الشخص سيكون من الواجب عليك عندها أن تنهي ارتباطك بهذا الشخص تماما، وكما يقول المثل الشعبي "الخسارة القريبة أفضل بكثير من المكسب البعيد"، أبعد الله عنك الخسائر ومنك كل ما تتمنيه إن شاء الله. وأنصحك أيضا يا عزيزتي بصلاة الاستخارة؛ لأنها ستفيدك كثيرا في حيرتك، لأن المولى عز وجل سوف يرشدك إن شاء الله لما فيه صالحك في الحاضر والمستقبل فيما يتعلق بارتباطك بخطيبك، ولكني أيضا أريدك أن تعطي خطيبك فرصة أخيرة، وأن تتحدثي معه صراحة، وإن كنت تخجلين من التحدث إليه، ولا تستطيعين التعبير عن الأشياء التي تضايقك فيه وجها لوجه، يمكنك أن تكتبي له كل ما تريدين أن تقوليه في رسالة ورقية، وتعطيه إياها، وتطلبي منه أن يقرأها وأن يتناقش معك فيما في هذه الرسالة من نقاط تضايقك في شخصيته، وإن كنت أفضل الحوار وجها لوجه، لأنه ينبغي عليك سواء ارتبطت بهذا الشخص أو بغيره أن تكون بينك وبينه قناة اتصال، وأن تجعلي هناك مجالا دائما للتحاور، فالحوار يحل الكثير من المشكلات قبل تفاقمها، ويقرب المسافات بين الزوجين، ويزيد من ارتباطها، وقربهما من بعضهما البعض، ويزيد من المحبة والألفة والتقارب الفكري والنفسي والعاطفي. احرصي دائما على الحوار الهادئ البناء بينك وبين الإنسان الذي سيكون زوجا لك في المستقبل إن شاء الله، ويمكنك أن تحددي فترة زمنية له في الخطاب الذي ستعطيه له وتطلبي منه مراجعة نفسه فيما يوجد في شخصيته من أشياء تضايقك، وتسبب المشكلات بينكما، وبعد هذه الفترة يتم تقييم سلوكياته، ولا مانع من أن يخبرك هو الآخر بما يضايقه منك في شخصيتك، وتحاولي أنت أيضاً أن تحسني من نفسك، لكي يكون هناك نقطة تلاقي بينكما، فإن استطعتما فعل هذا، وحدث تقارب بينكما من جديد وتفاهم، وبدأت الحواجز في الانهيار عندها يمكنك الاستمرار، ولكن إن عادت ريما لعادتها القديمة، ولم يستطع أن يغير من نفسه فعندها سيكون الانفصال هو أفضل الحلول، وستكونين قد أعطيته كل الفرص الممكنة ليحسن من نفسه، وأعطيت لخطبتكما كل الفرص الممكنة أيضا لكي تستمر، ولكن في النهاية القدر هو من سيقول كلمته والنصيب من سيحكم. أتمنى أن أكون بكلمات بسيطة قد استطعت أن أقدّم بعضا من الحلول الممكنة التي من المتوقع أن تساعدك في مشكلتك إن شاء الله.