أولا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا مشكلتي إن أنا مخطوبة بقالي سنتين وأنا وخطيبي ولله الحمد كويسين جدا مع بعض، وهو بيحبني وكويس معايا جدا، وأنا من كتر ما هو بيحبني بقيت اتضايق من أي حد ممكن يزعّله أو يضايقه. المهم في بداية الخطوبة كانوا أهلي كويسين معاه، وبعد سنة و5 شهور بدأت المشاكل؛ في الأول بدأت إنه كان بيعرض على والدتي اقتراح في موضوع ما، وهي بدل ما ترفض بشياكة وينتهي الأمر لا ردّت بأسلوب غير لائق، وكان أول مرة يلاقيها تتحدث بهذه اللهجة. بعد كده بدأ لو جه عندنا البيت تستقبله وحش، ولو جاب أي حاجة مفيش أي كلمة شكر، وحتى لو كانت هذه الهدية ذهب، فطبعا بقى عمال يقول لي شفتي أمك شفتي عملت إيه ومع الأسف ماعنديش رد؛ لأنها هي الغلطانة ومع ذلك كنت باقول مبررات كتيرة. بدأت الحكاية تسوء أكتر وأكتر لدرجة إن والدتي بدأت تقول لخطيبي على عيوب فيّ أو بالادّعاء إن هذه العيوب في شخصيتي أمام خطيبي وأهله، وكان ممكن إننا نترك بعض بسبب هذا الكلام. وبعد كده كنا المفروض أنا وخطيبي نكتب الكتاب في العيد الصغير اللي فات، ولكن والدتي كنا في أي مشكلة تحصل بيني وبينها مشكلة عادية زي أي أم وبنتها كانت تهددني إنها مش هتمشي لي الموضوع، ففي مرة رحت لخطيبي وقعدت أبكي وكنت منهارة جدا من كلامها، وقلت له اللي حصل قال لي تلاقيها بتهددك مفيش أمّ هتقف أمام سعادة بنتها. وفعلا افتعلت مشاكل وعملت المستحيل علشان مايتمش كتب الكتاب، مع العلم إن خطيبي كان كويس جدا معاها، وهي بإيديها حوّلت الملاك لشيطان بس الحمد لله اللي عملته مأثرش في علاقتي أنا وهو. فأنا مشكلتي إن أنا مابقيتش أحب أمي زي زمان، وبقينا نتخاصم كتير، والعلاقة ما بينا بقت متوترة، وفي نفس الوقت هي السبب في إن حبي ليها بدا يقل مع إني كنت أكتر واحدة في إخواتي بحبها، وباجيب لها اللي نفسها فيه، وفي نفس الوقت خطيبي شايل منها جامد جدا، وماعتقدش إنه هييجي يوم ويحبها.. قولوا لي أعمل إيه؟
Koko.teko
عزيزتي.. في البداية أنت لم تذكري ما هي المشكلة التي تسببت في توتر العلاقة بين والدتك وخطيبك، إذ ربما لو ذكرتها لتأكدت أن والدتك على حق، وأنه ربما يكون خطيبك قد أساء إلى والدتك، أو تدخّل في شيء لا يعنيه، أو شيء يجعلها ترى أن إتمام الزواج بك من المحال، مما أثار والدتك حتى إنها تفوهت بأشياء لم يرضَ عنها خطيبك، وقد أغضبتك أنت الأخرى نتيجة لحبك الشديد لخطيبك، الذي لا تحبين أن يغضبه أحد. عزيزتي يوجد مقولة تنسب لسيدنا علي -رضي الله عنه وأرضاه- تقول إنه ذهب إليه أحد الناس ليشتكي من أن رجلا قد فقأ له عينه، فردّ عليه بأنه لا يستطيع أن يفتي في الموضوع، حتى يرى الشخص الآخر فربما يكون الشاكي قد فقأ له عينيه الاثنتين.. ولهذا أقول لك إنني كنت أود أن أعلم ماذا فعل خطيبك مع والدتك حتى يُغضبها كل هذا الغضب، خاصة أنك تقولين إنها كانت تعامله معاملة حسنة لمدة سنة وخمسة أشهر، فمن غير المنطقي أن تستيقظ فجأة وتقرر أن تكرهه.. بالتأكيد هناك أمر جلل اكتشفته والدتك جعلها تفعل ما فعلت.. وإن كنت لا أقرّها في فعلها، فكان عليها ببساطة إن تأتي لكِ لتخبركِ بما في نفسها، لا أن تتصرف بهذا الشكل الغريب.. لذا فأنصحك في البداية أن تذهبي إلى والدتك وتخبريها بأنها غالية عليك وأنك تريدين أن تفهميها وتأخذي بمشورتها، لماذا تغيّرت تجاه خطيبك؟ وهل هناك شيء ما رأته هي ولم تفهميه أنتِ؟؟ فإن أخبرتك وأدركت صدق قولها فسيتغير كل شيء، أما إن تقاعست وأحسستِ حقاً أنه لا يوجد شيء بالفعل وأن الموضوع بسيط لا يستحق ما تفعله والدتك، وخاصة أنها من جهة أخرى تفعل فعلة غير مبررة وهي كونها تتقوّل عليك بأقاويل لا يمكن لأم إن تقولها عن ابنتها، حتى لو كانت هذه الأشياء فيها فعلا، فعادة الأم تحاول إخفاء كل شيء يمكن أن يعيب ابنتها مهما كان.. ولذلك فربما وقتها -بعد أن تتأكدي من كل الاحتمالات الأخرى كما قلنا كي لا تظلميها- تكون تصرفات والدتك هذه نتيجة لغيرتها الشديدة عليك، ففي بعض الأحيان تكون الوالدة تغار على ابنتها غيرة مرضية، من أن تتزوج وتتركها، مما يجعلها تتصرف تصرفات غير مفهومة أو واقعية لمحاولة إفساد الزواج. وهو ممكن أن نطلق عليه "ومن الحب ما قتل" فحاولي أن تتفاهمي مع والدتك، وأخبريها بأنك لن تتركيها، وأن حبك لها لن يقلّ بزواجك، وحاولي تقريب وجهات النظر بينها وبين خطيبك، بأن تُفهميه حقيقة كون والدتك تحبك زيادة عن اللزوم ولا تتخيل فراقك، وأنه لو كان يحبك عليه إن يمرّر لها ما تفعله.. فإن لم تستطيعي فعليك بإدخال طرف أكبر من العائلة، الوالد مثلا إن كان موجودا، أو العم أو الخال، أو أي أحد من الأقارب الذين يتسمون بالحكمة، وفي نفس الوقت حاولي أن تلطفي الجو بين خطيبك ووالدتك؛ حتى يترك هذا الكره الشديد لها، وهذا بعد أن تكوني أنت قد حسّنت الأمور بينك وبينها، ولا تتركي لنفسك العنان لكره والدتك، فالأم ليست من الأشخاص السهل إغضابهم مهما حدث منهم، وتذكري دائما أنها والدتك ولا أعتقد أنها تريد إفساد حياتك عن قصد، إلا إذا كان هناك سبب مهم، أو مرض نفسي في ارتباطها الشديد بك هذا الارتباط المرَضي، فحاولي مساعدتها ومساعدة نفسك حتى ترضى هي عنك وعن خطيبك، وتطمئن نفسك أنت تجاهها.. وتذكري رغم كل شيء أن الله أمر الأبناء بأن يعاملوا أهلهم جيداً حتى لو كانوا كافرين، لذا لا تقعي في المحظور بإغضاب الله حتى لو لم تتوصلي لحل مع والدتك بعد كل ذلك، عامليها بما يرضي الله، وراعي فيها حق الأمومة، حتى بعد أن تتزوجي، وأخبري خطيبك أنه سواء قبل أو بعد الزواج لن تسيئا إليها؛ حتى يبارك الله لكما، وأسرعي في إتمام زواجك إن اكتشف أن كل ما تفعله والدتك لا مبرر له، حتى تبتعدي عن كل هذه المشاكل.. وبالتوفيق..