أنا بقيت خايفة أوي من خطيبي؛ أنا بحب خطيبي جدا، هو بيشتغل في بلد غير بلدي بس مش خارج مصر، وكان قبل ما يرتبط بيّ عايش حياته زي أي شاب؛ بيروح ديسكوهات وحاجات كده، بس بعد ما ارتبطنا مابقاش بيروح أي أماكن من دي، وقال لي إنه بطّلها خالص، وفعلا بدأ يلتزم وبقى أحسن من الأول كتير. قعدنا فترة واتعلّقنا ببعض جدا، وبقى بالنسبة ليّ كل حاجة في الدنيا، وبدأ يكره البلد اللي هو فيها فترة وكان نفسه يرجع، وأنا كنت باشجّعه؛ بس المشكلة إنه في بلد الغلط فيها أكتر من الصح، بس عشان مالقاش شغل كويس اضطر إنه يفضل، ولكنه فجأة كده بدأ تفكيره يتغيّر، وبقى بيحب البلد دي، وكل طموحه فيها، وبدأ مثلا بيقول لي: "فيها إيه لما أروح ديسكوهات.. أنا مش رايح أعمل حاجة غلط!!"، هو مابيروحش، بس عمّال يدافع عن المبدأ نفسه، وبدأت المشكلات بينا تكتر، وأنا ساعات كتير آجي على نفسي وأقول معلش هو يعتبر في غربة لوحده، وبلاش أخنّق عليه، أنا عارفة إنه بيحبني، بس بدأ يتغيّر ومش عارفة ليه!! وخايفة من الحياة معاه مستقبلا إنه يرجع للي كان فيه، وأنا عمري ما هاقبل بوضع زي كده.. خايفة أوي بجد، أنا بحبه وحاجات زي دي ممكن تهد الحياة بيني وبينه.. قولوا لي أعمل إيه؟! Nor.norina أشفقت عليكِ.. وأحسست بهذا القلق الذي تشعرين به تجاه خطيبك، والذي يطلّ من كل حرف من حروف رسالتك، وتوقّعت باقي تفاصيل الرسالة بمجرد أن قرأت أول سطورها، وأجدك قد بدأتِ في الدخول في دوامة الشكّ والحيرة، والتي لن تخرجي منها سليمة أبدا، لذلك دعينا نحاول أن نستخرج سويا أي لمحة أمل قد تساعدك على الشعور بالراحة والطمأنينة، وتعينك على الوصول لبرّ الأمان في علاقتك بخطيبك. فأنتِ تقولين في بداية رسالتكِ أنكِ تحبّين خطيبك جدا، ولكنك لم تذكري هل هو يُحبّك أيضا أم لا!! ولم تذكري كذلك هل جاءت خطوبتك به بعد قصة حب، أم جاءت بطريقة تقليدية (صالونات)؟؟ فكل تلك التفاصيل ستساعدنا في الوصول لحل بإذن الله، ولكن بشكل عام دعينا نستكمل باقي الرسالة. تقولين بعد ذلك إن خطيبك يعمل في مدينة أخرى غير التي تسكنين بها، ولهذه التفصيلة علاقة مباشرة لما حدث لخطيبك وتشتكين منه، فأنتِ لم تَذْكُري لي اسم هذه المدينة؛ ولكن على ما يبدو أنها ليست مدينة فاضلة، ولكنها مدينة من مدننا الجميلة التي يُباح فيها بعض ما تمنعه المدن الأخرى. وأحبّ أن ألفت انتباهك في هذه النقطة إلى أن بُعد خطيبك عنك مع وجوده في بيئة تساعده على الرجوع لما قد وعدك أنه لن يعود إليه ثانية؛ أثر مباشر لهذا التغيير الذي أصابه، هذا بالإضافة إلى أنكِ لا تعرفين من هم أصحابه هناك، وعلى ماذا يُحرضونه أو يشجّعونه للقيام به. ومع ذلك لا أحبّ أن أزيد من قلقك، ولكني أودّ أن أنبهك لما قد يكون قد غاب عنك، ولم تلتفتي له، وأعتقد أن أحد أسباب هذا التغيير الذي قد طرأ عليه هو اختلاطه ببعض الناس، والأفكار التي قد بدأ يجد منها ما يريحه، عكس الماضي، فهو في الماضي كان يجدك أنت مثلا وبعض الأشخاص الذين كان يجد أفكارهم ترفض ما يقوم به من أفعال؛ كالذهاب للديسكو أو مرافقة الفتيات، لذلك كان هو بالتبعية يرفضها، ولكنه بمجرد أن وجد أناسا وأشخاصا يقبلون هذه الفكرة ولا يجدون بها ما يعيب، تغيّرت آراؤه وشخصيته. وأجدكِ تقولين إن خطيبك لا يذهب للديسكو، ولكنه يقول فقط إنه ليس هناك عيب في الذهاب؛ لذلك أحبّ أن أحذّرك من أن الأقوال كثيرا ما يتبعها الأفعال، لذلك حل مشكلتك هو أن تتحدّثي مع خطيبك في هذا الشأن، وأن تقولي له إن ما يقوله لا يعجبك أو يرضيكِ، ولا يعتبر حتى من الإسلام؛ لأن تلك الأماكن لا تحتوي إلا على الفواحش، وأقنعيه أن يجد وظيفة في نفس المكان الذي أنتِ فيه، ولتسرعوا بزواجكما، ولا تُؤخّريه أكثر من ذلك؛ حتى لا يتفاقم الأمر. وفي النهاية أدعو الله لكِ بالتوفيق والنجاح فيما يُهمّك!!