وصف حمدين صباحي -مؤسس التيار الشعبي- الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بأنه كان بالغ اللطف، وتابع: "هو إنسانياً رجل مقبول، ويتعامل بطريقة ودية، لكن مشكلته في سياساته، لم يكن هناك أي شيء على المستوى الشخصي يمكن أن يُحسب عليه، ولم تكن هناك علاقة تسمح بأن أُشكل انطباعات، أكثر من حيز حسن النية في إنسان يتعامل بشكل جيد، لكن كل سياساته من وجهة نظري المعلنة، كانت خاطئة". وأضاف صباحي -في حوار مع جريدة الحياة اللندنية اليوم (الأربعاء)- أن العسكر أساؤوا إدارة المرحلة الانتقالية، وقال إن من صنعوا الثورة أدركوا خطأهم الفادح عندما عادوا إلى منازلهم بمجرد أن سقط مبارك ولم يطلبوا سلطة، وذلك لأن السلطة سُلمت السلطة لمَنْ لم يصنع الثورة، وأشار إلى أن الخطأ الرئيس للمجلس العسكري هو أنه أقدم على ممارسات تسبب في إسالة الدماء وأسقطت شهداء، فبدأ يصنع خصومة مع القوى الثورية، التي كانت تطلب القصاص لشهدائها الذين سقطوا في ظل نظام مبارك، فاكتشفَت أن مزيدا منهم يسقطون في ظل المجلس العسكري. وتابع: "نحن كثوار، كنا من السذاجة بحيث صنعنا لأنفسنا فخا، هو يسقط يسقط حكم العسكر، هذا كان شعارا بالغ البراءة والمنطقية، ومن أهم الأخطاء التكتيكية التي ارتكبها الثوار، فكلما كان ينتشر شعار يسقط يسقط حكم العسكر، كان الإخوان يقدّمون أنفسهم بديلاً شعبياً مؤازراً للمؤسسة العسكرية في مواجهة الثوار". وأوضح: "حين كنا في الشارع نهتف، كان الإخوان يجلسون مع المجلس العسكري ليتفقوا، حين كان الشباب يذهبون إلى شارع محمد محمود، كان الإخوان يدينون المتظاهرين لمصلحة المجلس، بالتالي كان على المجلس العسكري أن يختار بين من يشتمونه ويقولون يسقط، والإخوان الذين يدافعون عنه، فمن الطبيعي أن يقترب ممن يدافعون عنه". واستطرد صباحي أنه التقى محمد مرسي مع عبد المنعم بعد ظهور نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث كان السؤال الجوهري هو: عندما يأتي مرسي رئيساً في حال دعمهم له، هل سيدير مصر مستقلاً، أم سيدير مصر باعتباره واحداً من الإخوان؟، وأردف: "يفترض في هذه اللحظة الحرجة أن يكون لدى مرسي شغف الوصول إلى الرئاسة، حتى وإن كان ليس مستقلاً سيقول: لا، أنا مستقل تماماً ولن أخضع للإخوان، لكنه لم ينطقها، كانت إجاباته خارج النص، فكررنا التساؤل ولم ينطقها". واختتم: "مرسي عرَضَ منصب نائب الرئيس عليَّ وعلى عبد المنعم أبو الفتوح، على أن نؤيده"، لافتا النظر إلى أن أحمد شفيق عرض عليه أن يكون نائبا له بشكل غير مباشر عبر الدكتور منصور حسن، إلا أنه رفض هذا العرض.