وفاة بشير صديق شيخ القراء في المسجد النبوي عن عمر ناهز 90 عاما    تطور جديد في أسعار الذهب بعد موجة الصعود القياسي بسبب الإغلاق الأمريكي    على خطى حماس، تلميح غامض من الجهاد الإسلامي بشأن خطة ترامب في غزة    بهدفين لا أجمل ولا أروع، المغرب يضرب البرازيل ويتأهل لثمن نهائي مونديال الشباب (فيديو)    ترتيب مجموعة منتخب المغرب بعد الفوز على البرازيل في مونديال الشباب    بعد بلاغ الأم، القبض على المدرس المتهم بالتحرش بتلميذ داخل مدرسة بالهرم    غلق وتشميع مقاهي ومحال مخالفة في حملة إشغالات مكبرة بالطالبية    بعد استبعاد المصريين، تركي آل الشيخ عن موسم الرياض: مفتوح للجميع على حسب احتياجنا نحن    شركة مايكروسوفت تطلق "وضع الوكيل الذكي" في 365 كوبايلوت    ترامب: على الجمهوريين استغلال فرصة الإغلاق الحكومي للتخلص من "الفاسدين لتوفير المليارات"    المسرح المتنقل يواصل فعالياته بقرية نزلة أسطال بالمنيا    «قولاً واحدًا».. خالد الغندور يكشف رحيل فيريرا عن تدريب الزمالك في هذه الحالة    البيت الأبيض: مناقشات حساسة تجري الآن بشأن خطة غزة    85 شهيدًا فلسطينيًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال 24 ساعة    خطة ترامب لغزة.. قراءة تحليلية في وهم السلام وواقع الوصاية    بلاغ أم يقود لضبط مدرس متهم بالاعتداء على طفل فى الأهرام    متى يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025 رسميًا؟ استعد ل تغيير الساعة في مصر    سعر الذهب اليوم الخميس 2-10-2025 يصل لأعلى مستوى وعيار 21 الآن بالمصنعية    عبدالله مجدي الهواري: «بحب الفن ونفسي أبقى حاجة بعيد عن اسم أمي وأبويا»    مدير مستشفى معهد ناصر: نستقبل مليوني مريض سنويًا في مختلف التخصصات الطبية.    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    النائب العام يلتقي أعضاء إدارة التفتيش القضائي للنيابة العامة.. صور    إصابة 4 عمال في حادث تصادم نقل وميكروباص أمام كارتة ميناء شرق بورسعيد    قرار هام بشأن شخص عثر بحوزته على أقراص منشطات مجهولة المصدر بالجيزة    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    شهادة صحفي على مأساة أفغانستان الممتدة.. جون لي أندرسون يروي أربعة عقود في قلب عواصف كابول    وصول وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية إلى موسكو    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين والبنوك والمدارس بعد قرار رئيس الوزراء    مرض اليد والقدم والفم (HFMD): عدوى فيروسية سريعة الانتشار بين الأطفال    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    أكلة مصرية.. طريقة عمل محشي البصل خطوة بخطوة    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    مايولو: سعيد بالتسجيل أمام برشلونة.. نونو مينديش قام بعمل كبير    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    انقطاع مؤقت للاتصالات قرب المتحف المصري الكبير.. فجر الخميس    هيئة مستقلة للمحتوى الرقمي ورقابة بضمانات.. 4 خبراء يضعون روشتة للتعامل مع «البلوجرز» (خاص)    ارتفاع أسعار الذهب في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 2-10-2025    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    المطبخ المصري في الواجهة.. «السياحة» ترعى فعاليات أسبوع القاهرة للطعام    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    اعتراضات على طريقة إدارتك للأمور.. برج الجدي اليوم 2 أكتوبر    أول تعليق من رنا رئيس بعد أزمتها الصحية: «وجودكم فرق معايا أكتر مما تتخيلوا»    ماذا كشفت النيابة في واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري؟    تعرف على مواقيت الصلاه غدا الخميس 2 أكتوبر 2025فى محافظة المنيا    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين إسكندر: «الإخوان» أقوى من مرسى وهى التى تحكم الآن
نشر في الدستور الأصلي يوم 31 - 10 - 2012

أمين إسكندر القيادى الناصرى وعضو مجلس أمناء التيار الشعبى، نضاله من أجل الوطن وضد الأنظمة المستبدة يفوق أربعين عامًا، يرى أن انضمامه داخل تحالف مع الإخوان المسلمين فى انتخابات مجلس الشعب السابقة كان خطيئة ومأساة، فهو القبطى الذى طالما تشدقت جماعة الإخوان المسلمين بوجوده على قوائمها، وأنهم بذلك يمثلون تنوعا لكل طوائف المجتمع، ويدللون على أنهم أكثر من يتقبلون الآخر.

ولأمين إسكندر وجهة نظر ورؤية للمشهد السياسى فى مصر، وله رؤية عن إيجابيات الثورة وخطاياها. عن كل ذلك، التقيناه، فكان هذا الحوار.

■ فى البداية.. كيف ترى المشهد السياسى الحالى؟

- بعد حرب أكتوبر المجيدة كانت مصر تخطو فى مسار التحرير والاستقلال والتنمية، حتى تم الانقلاب على هذا الخط بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، خصوصا عندما أصدر أول قرار بالانفتاح الاقتصادى، عام 1974، حيث انقلب المشروع الوطنى، من مشروع تنموى نهضوى إلى مشروع تقوده أطراف طامحون ومغامرون، أطراف اقتربوا كثيرا من الفساد الإفساد. فتركزت الثروة فى يد الأقلية، وانتشر الفقر فى صفوف الأغلبية، وعلى الرغم من رحيل السادات بالاغتيال، فإن مشروعه الخاص ببناء علاقة استراتيجية مع أمريكا، وإنشاء القطاع الخاص والخصخصة اكتمل، وكذلك مشروع السلام مع إسرائيل وكامب ديفيد، وذلك عن طريق مبارك، الذى قام بمزيد من تركيز الثروة لدى الأقلية وإفقار مزيد من الشعب طوال الثلاثين عاما فترة حكمه، يضاف إليها البطش والاستبداد والمعتقلات. أما الإخوان المسلمون الآن فيستكملون مسيرة السادات ومبارك بنفس سياساتهما، وذلك بعد أن سطوا على الثورة، على الرغم من أنهم لم يكونوا فى مقدماتها.

■ تُرى لماذا قامت ثورة يناير؟

- فى 25 يناير كانت هناك مقدمات أستطيع تلخيصها فى غضب قضاة الاستقلال، وتظاهرات عمال المحلة، وأحداث نقابة الضرائب العقارية المستقلة، وحركة «كفاية».

■ لم تشر فى الأسباب التى ذكرتها إلى وجود جماعة الإخوان المسلمين قبل الثورة؟

- هم لم يشاركوا فى الثورة، بل حاولنا بكل الطرق أن نجذبهم إلى تظاهراتنا، ولكنهم لم يستجيبوا، ويكفى أن نقول إن مؤسسى حركة «كفاية» هم أبو العلا ماضى، وجورج إسحاق، ومحمد سعيد إدريس، وأحمد بهاء الدين شعبان، وسيد عبد الستار، والأخير كان إخوانيًّا ولكنه انفصل عن الجماعة نتيجة اكتشافه أن تجربة الإخوان لا تتسم بالشفافية والديمقراطية، وبذلك نتأكد أن من اشترك من الإخوان فى حركة «كفاية» كان منفصلا عن الجماعة.

التراكم والبؤس وصل عند الشعب لأقصى درجة أدى لانتفاضه شعبية واسعة المدى نزلت الميادين يوم 25 يناير، ويومها تم القبض علىّ، وكنت أول من دخل السجون، وذهبت إلى معسكر الأمن المركزى على طريق مصر-الإسماعيلية، واكتشفت هناك أننا أمام ثورة حقيقية، عندما وجدت ما يزيد على ألف معتقل بجوارى من الشباب، وكان منهم كمال خليل، وما يقرب من 40 شابا من حزب الكرامة.

■ وكيف ترى الثورة بعد أن اقتربنا من مرور عامين على حدوثها؟

- ثورة يناير كانت شعبية لم تصل إلى درجة الثورة البرتقالية، والجميع فوجئ بهذه الثورة بمن فيهم القوى التى شاركت والقوى «التى ركبت»، وأمريكا والاتحاد الاوربى والموساد، ولكن كانت هناك أجهزة مستعدة لركوب الثورة وذلك بالتعاون مع بعض القوى فى مصر، وكان أول قرار عقب قيام الثورة بانعقاد المجلس العسكرى وامتلاكه للسلطة هو إعفاءنا من فاتورة دم جديدة، ولكن المجلس لم يرغب فى تغيير السياسات وأراد فقط تغيير بعض الرموز، استمرارا لنهج مبارك فى التعامل مع الثورة، والإخوان المسلمون تعاملوا أيضا وفق منهج واحد هو مد الجسور مع من يتولى السلطة، واتضح ذلك فى لقاءات عمر سليمان وبعض رموز الإسلام السياسى فى أول أيام الثورة، الذى أوضح أن هناك تفاهمات تتم من تحت «الترابيزة».

■ وعلامَ كانت تتم الاتفاقات بين المجلس العسكرى وتيار الإسلام السياسى؟

- رفض محاكمة مبارك أو القبض عليه، ولكن ارتفاع سقف المطالب واتساع الأحداث اضطرهم إلى قبول ذلك، أيضا تم الاتفاق على أن تظل العلاقة مع إسرائيل كما هى والعلاقة مع أمريكا كما هى، والسياسة الاقتصادية كما هى ولا تغيير فى هذا الشأن، وكان من المتوقع فى المقابل دعم جماعة الإخوان المسلمين قرارات المجلس العسكرى كما فعلت فى أيام عبد الناصر 54، وأيام السادات، وفى أثناء حكم مبارك عندما اتفق معهم على إدخال 88 عضوا بمجلس الشعب.

■ هل تقصد بذلك أن الإخوان المسلمين هم من بادروا بالقفز على مكتسبات الشعب فى ثورة يناير؟

- بالتأكيد، لأنهم لا يملكون السياسة البديلة، فهم يسيرون بنفس سياسة النظام السابق ولكن بإضافة «لحية»، نظامهم رأسمالى والعلاقات الدولية كما هى وأمريكا صديقتنا وليس فى ذلك مشكلات، وفى المقابل أمريكا تريد الإخوان المسلمين، لأنها رأت أن النظم السياسية التى تم استهلاكها كانت بلا شعبية، وهى الآن تريد نظما سياسية ذات شعبية وفى الوقت نفسه تسير على نفس سياستها وتتعهد بتنفيذها وهذا ما تم مع الإخوان.

■ من وجهة نظرك ما العوامل التى أدت إلى سرقة الثورة؟

- بالترتيب، الإخوان المسلمون والمجلس العسكرى، والقوى الثورية التى ارتكبت بعض الأخطاء التى وصلت فى بعض الأحيان إلى درجة الخطايا، وذلك نتيجة وجود فوبيا لدى البعض من حكم العسكر، وهو ما أدى إلى ترديد شعارات «يسقط حكم العسكر» بقوة عقب رحيل مبارك بأشهر.

■ وكيف ترى انتخابات الرئاسة فى ما بعد الثورة؟

- انتخابات الرئاسة تم تزويرها، وكانت عبارة عن سيناريو تم إعداده مسبقًا حتى نصل إلى تلك النتيجة الحالية، والأدلة على ذلك خروج بعض المرشحين ممَن يمثلون النظام السابق أمثال عمر سليمان مقابل حازم صلاح أبو إسماعيل.

■ وما شأن أمريكا بتلك الأحداث الداخلية فى مصر؟

- أمريكا التى أعطت 50 مليون دولار لمصر فى انتخابات المرحلة الثانية حسب عضو الكونجرس الأمريكى وولف، ويؤكد تلك المعلومات تصريحات أحمد شفيق عن حصول الإخوان المسلمين على أموال من أمريكا بلغت 50 مليون دولار فى مرحلة إعادة الانتخابات، كما اتهم ميت رومنى المرشح المنافس للرئيس أوباما فى الانتخابات الأمريكية بأنه صرف مليارا ونصفا على مجىء الإخوان المسلمين للحكم فى مصر.

■ وما مصلحة أمريكا من حكم الإخوان؟

- أمريكا كل ما يشغلها فى منطقة الشرق الأوسط هو إسرائيل والبترول وأن لا يكون هناك سياسات معادية لها فى المنطقة، وباعتبار مصر ركنا أساسيا فى المنطقة ترغب أمريكا أن تكون مصر فى متناول يدها حتى لا يخرج عليها شخصية ثورية أو أن تصبح مصر إيرانا جديدة فى المنطقة.

■ وكيف ترى تحالفك السابق مع الإخوان المسلمين فى انتخابات البرلمان؟

- تحالفى مع الإخوان كان خطيئة ومأساة وقعنا فيها وارتكبناها، وكان يحكمنا فيها رغبة فى مشاركة واسعة من القوى الوطنية فى بناء مؤسسات الدولة، لأننا كنا ممن يدافعون عن وجود الإخوان فى الحياة السياسية، وكانت هناك وثيقة وقّع عليها 42 حزبا انضمّ إلى هذا التحالف وعندما نقض الإخوان تلك الوثيقة وقاموا بالسيطرة على القوائم أعلنّا انسحابنا حتى دون مشاورة المكتب السياسى.

■ وهل تشعر أنه تم استغلالك من قِبل الإخوان باعتبارك ناصريا وقبطيا للتسويق بأن الجماعة تتفاعل مع كل طوائف المجتمع؟

- اخترت هذا التحالف لأننى كنت أشعر أن سلطة فيها إخوان تعنى طائفية، ووجودى باعتبارى مسيحيا كان سيقلل من هذه الطائفية، ورفضنا أن يحكمنا ثأر الماضى لأننا أبناء جيل لم يشارك فى القبض على إخوانى، بل بالعكس كنا ندخل السجون معا، ولا نرى أن عبد الناصر كان مفتريا عليهم، بل هم من افتروا على عبد الناصر، ولكن كان هدفهم الأساسى «التكويش على السلطة»، وجاء نظام الإخوان الذى يكره الناصريين، واتضح هذا فى مقولة الرئيس «وما أدراك ما الستينيات».

■ وما توقعاتك لاندماج الأحزاب الناصرية فى حزب واحد؟

- وجهة نظرى أن نجاح هذا الاندماج يحتاج إلى وقت، بالإضافة إلى أجندة يعمل عليها الناصريون وتوحيد أدائهم فى الشارع، ورؤية عميقة للمرحلة لمعرفة مَن حلفاؤنا ومَن خصومنا، وصنع إطار وطنى مدنى لأن الصراع القائم الآن لمحاولة تديين الدولة وأسلمة النظام السياسى وأخونته وما بين دولة فيها دستور ومواطنة للجميع، وهذا يحتاج إلى اصطفاف يُبنَى على هذه القضية، قضية العدل الاجتماعى بالنسبة إلينا قضية جوهرية وتحديد حد أدنى للأجور وحد أقصى، سياسة تنموية تقوم على 3 محاور رئيسية: قطاع عام وقطاع خاص وقطاع تعاونى، وخطة حقيقية للتنمية، فالعدل الاجتماعى «مش زيت وسكر»، العدل الاجتماعى سياسات اقتصادية، ولكن الإخوان مستمرون فى إفقار الناس بنفس سياسات مبارك.

■ بمَ تفسر انقسام التيار اليسارى المستمر؟

- بعد تجربة حمدين صباحى وحصوله على ما يقرب من 5 ملايين صوت، بالإضافة إلى الملايين الذين ندموا أنهم لم يعطوا أصواتهم لصباحى، تستطيع أن تقول بوضح إن المسألة تتعلق بالتواصل مع طبقات المجتمع المختلفة، عمالا وفلاحين وغيرهم.

■ بمَ تفسر ذهاب جزء من أصوات حمدين صباحى لعبد المنعم أبو الفتوح على الرغم من اختلاف أيدولوجيتهم؟

- أنا لا أعتبر أن أبو الفتوح أخذ من أصوات حمدين، فأبو الفتوح مشروع إسلام سياسى مثل مرسى، وما يفعله أبو الفتوح الآن ليس فيه فرق مع ما يفعله مرسى، حيث إن أبو الفتوح سانده فى كثير من أفعاله، ولو كان الإخوان لديهم قدر من المرونة كانوا قد مكّنوا أبو الفتوح من موقع ما فى سلطة مرسى، حمدين لو لم يكن فى العملية الانتخابية تدليس لكان حمدين فائزا بالانتخابات.

■ كيف تم تدليس الانتخابات الرئاسية من وجهة نظرك؟

- استطلاعات الرأى التى كانت تصدر قبل الانتخابات والتى كانت تظهر حمدين فى مراتب متأخرة باستمرار، وشارك فى هذا التدليس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، والتى كان يتصدرها دائما عبد المنعم أبو الفتوح وأحمد شفيق، بل وصل الأمر إلى مطالبة بعض الأحزاب بأن يتنازل حمدين لأبو الفتوح لأنه لن يحصل على أصوات.

■ ومن أين حصل إذن أبو الفتوح على تلك الأصوات؟

- حصل على جزء منها من الليبراليين وجزء الإسلاميين.

■ وهل تتوقع تكرار المشهد فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟

- إطلاقا، فالأمر محسوم لحمدين مستقبلا، والناس وعت الدرس، والأقباط سيتحدون مع حمدين بعد أن اكتشفوا أنه الأفضل، ومنهم من أعطى لأبو الفتوح باعتباره إسلاميا معتدلا.

■ هل ترى إمكانية لاتحاد التيار الشعبى وحزب الدستور؟

- قضية المرحلة هى بناء دولة قائمة على فكرة صندوق الانتخاب، وبرنامج للتنمية، وفى قلب برنامج التنمية قضية محورية، ألا وهى العدل الاجتماعى، وأرى أنه ينبغى على ممثّلى القوى المدنية مثل حمدين والبرادعى وأبو الغار وعبد الغفار شكر أن يتحدوا على وثيقة أو برنامج، لكى يوحدوا قضيتهم حول العدل الاجتماعى والقرار المستقل وعدم تبعيتنا فى القرار لأى دولة، وقضية الدستور.

■ وكيف ترى أحداث «محمد محمود» و«ماسبيرو» و«مجلس الوزراء»؟

- أنا مع محاكمة المسؤول عن كل الأحداث من بعد الثورة والدماء التى سالت فى مصر بعد الثورة، يجب على كل من تَسبَّب فى إراقتها أن يدفع الثمن، تسليم الدولة بالمفتاح من المجلس العسكرى للإخوان المسلمين لا بد من محاكمتهم بسبب ذلك.

■ هل نحن على مشارف ثورة أخرى؟

- نحن فى قلب ثورة أخرى بالفعل، كنت أقوم بقياس غضب الناس من خروجهم فى الشارع، ومسيرة ماسبيرو التى تجاوزت 50 ألف مشارك، وتظاهرات يوم جمعة «كشف الحساب»، كل ذلك يؤكد أن مجمع الغضب ما زال قائما لأن الأمور لم تتغير وأن حقوق الشهداء لم تعُد وقتلة الثوار لم يحاكَموا.

■ هل تقصد أن هناك تواطؤا من الإخوان مع قتلة الثوار؟

- طبعا، وهذا جزء من الاتفاق الذى أتى بالإخوان إلى السلطة.

■ وهل تتوقع نتائج مختلفة من لجنة تقصى الحقائق المشكلة حاليا؟

- لن يكون فيها جديد، إلا بأن تأتى قيادات جديدة لهذه البلد وأن تنصف الثورة.

■ وكيف تنصف الثورة؟

- تجدد غضبها وتقف حارسة لمطالبها «عيش حرية كرامة إنسانية»، وأن يفهم أن المسائل أعمق من التغيير الشكلى الحالى وتغيير السياسات بالكامل لا الأشخاص.

■ هل ترى أن الأحزاب الناصرية باتت مستعدة لانتخابات مجلس الشعب القادمة؟

- بالفعل نحن مستعدون، وأنا أرى أن الاستعداد الحقيقى يتمثل فى خلق قائمة وطنية تمثل القوى المحافظة على الدولة المدنية.

■ دعوة الإخوان المسلمين للحوار مع حمدين صباحى والبرادعى وأبو الفتوح وموسى.. كيف تراها؟

- كلام مالوش ردّ، فالإخوان يستنشقون الكذب.

■ وكيف ترى الجمعية التأسيسية للدستور الحالى؟

- هى جمعية لا تمثل طوائف الشعب المصرى وطبقاته وقطاعاته.

■ وماذا تعليقك على الحكم بتحويل البت فى قضية «التأسيسية» إلى المحكمة الدستورية بدلا من المحكمة الإدارية العليا؟

- يمثل إعطاء فرصة لاستكمال مشروع الدستور الذى يجرى إعداده، وهذا يكشف أن هناك تسييسا للقضاء، والحكم دليل على ذلك، فلماذا لم يتم إصدار هذا الحكم من الجلسة الأولى؟ ولكن أريدَ من ذلك المماطلة واستهلاك الوقت لاستكمال الدستور.

■ هل تعتقد أن الخلاص فى ظل كل هذا الجدل يتمثل فى فكرة الدستور المؤقت التى تم طرحها مؤخرًا؟

- لا يجوز الحديث بعد كل تلك الفترة الانتقالية الماضية عن دستور مؤقت، سنظل فى صراع بين القوى التى تريد استكمال الثورة والقوى التى تريد الاستيلاء على السلطة وأخونتها، وفكرة الدستور المؤقت هى فكرة للهروب، والبديل هو إيجاد جمعية تأسيسية تمثل كل طوائف الشعب للخروج بدستور محترم.

■ وكيف ترى هجرة الأقباط من بعد الثورة؟

- أعتقد أنها ستتزايد، لأن حقوق الأقباط لا تزال مُهدَرة وحقوق شهدائهم لم ترد، وقتلتهم لم يُحاكَموا، أين منفذو انفجار عملية كنيسة القديسين؟ هل تم توجيه اتهام إلى أحد؟ وأحداث ماسبيرو، وأحداث العمرانية، وأحداث قرية صول بأطفيح؟ كل تلك الأحداث لم يجدّ فيها جديد سوى تطييب الخواطر كما كان يحدث فى السابق.

■ هل تتوقع زيارة الرئيس مرسى للكنيسة قريبًا؟

- اتوقع ذلك بعد تنصيب البابا الجديد، وهذه الزيارة لن تفرق مع الأقباط كثيرًا، ولكن ما قد يفرق معهم هو عندما توجد مواطنة حقيقية وانعدام للتمييز.

■ كيف ترى شكل علاقة الرئيس مرسى بالجماعة بعد توليه المنصب؟

- مرسى أحد أفراد الجماعة، والجماعة أقوى، لذلك هى التى تحكم مصر الآن، والدليل على ذلك تصريحات العريان وحسن البرنس المتضاربة مع الرئاسة، مما يدل على أن الجماعة تحكمنا وأن مرسى ليس رئيسا مستقلا.

■ وما تعليقك على جمعة «كشف الحساب» والأحداث التى دارت فيها؟

- جمعة الحساب بداية طريق تغيير نظام سلطة مصر التى جاءت أسرع مما كنا نتخيل لأن المشكلات لم تُحَلّ حتى الآن.

■ هل تعتقد أن 100 يوم فترة قليلة للحكم على أداء الرئيس مرسى؟

- ماحدش ضربه على إيده عشان يحط نفسه فى موقف الحساب من أول 100 يوم، وفقًا لنتائج صعب تحقيقها فى تلك الفترة، ولكنه فى الوقت نفسه لم يعطِ أى أمارات على تحقيق أى شىء من الوعود التى وعد بها، ويكفى الإشارة إلى أن أحد مركز حقوق الإنسان كشف عن وجود 19 حالة تعذيب داخل الأقسام والسجون.

■ ما تعليقك على زيارات الرئيس مرسى للخارج؟

- تلك الزيارات كانت داعمة لتقسيم المنطقة إلى مذهبية طائفية، حيث كانت أول زيارة له كانت إلى السعودية وقدم خلالها مصر على أنها دولة سُنّية معتدلة، فمنذ متى ونحن نقدم أنفسنا مذهبيا؟ وكذلك خطابه الطائفى فى إيران. الرئيس يعلم أن هناك محورا يُبنَى من قِبل أمريكا وزعيمته تركيا ليكون الأمر مقسما بين «سنى وشيعى»، والرئيس مرسى جزء من هذا المخطط الأمريكى لتقسيم المنطقة مذهبيا وطائفيًّا.

■ خطاب الرئيس مرسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى كيف تقرؤه؟

- الخطاب يؤكد أن الرئيس سوف يجلس مع الإسرائيليين قريبا سواء بضغط أمريكا أو بطلب أمريكى أو بلقاءات أمريكية إسرائيلية، والتحجج بأن البروتوكول يفرض أن يكون الخطاب بهذا الشكل، هذا كذب، وحتى لو كان كذلك فمن المفترض أن ترفضه أو أنك لم تقرأ الخطاب قبل إرساله.

■ وكيف ترى أسباب التظاهرات الأخيرة فى عهد الرئيس مرسى؟

- الناس شعرت أن ثورتهم سُرقت ودماء الشهداء ذهبت هدرا والحياة الاجتماعية لم تتغير بل زادت سوء، بل وصل «فجر الانقلاب» إلى أنه لم يحاكَم ضابط شرطة من قتلة المتظاهرين، وعادت الداخلية تشعروكأنها «سيدة على الشعب» مرة أخرى، وعاد التعذيب فى السجون، وكل هذا تم بناء على اتفاق تم ما بين القوات المسلحة والشرطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.