شدد راشد الغنوشي -رئيس حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس- على أنه "لا يجوز إسقاط الحكام بالتظاهر، وعلينا احترام حكم الصندوق". وقال الغنوشي -في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" نشرته اليوم (الأحد)- إنه التقى حمدين صباحي -مؤسس التيار الشعبي المصري- خلال زيارته لتونس وتحدث معه عن "رؤية لبداية حوار" والتقى أيضا الدكتور محمد بديع -مرشد الإخوان المسلمين- وعدداً من قيادات الجماعة، ونقل لهم "طلبات جبهة الإنقاذ الوطني"، كما حملها له صباحي. وأشار إلى أنه وجد ترحيبا من جماعة الإخوان بالجلوس وإجراء حوار جاد ومثمر مع جبهة الإنقاذ الوطني لما فيه خير البلاد، على حد وصفه. وأضاف: "ستحدث اتصالات بين الطرفين في الأيام المقبلة، حسبما فهمت من سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة"، مشيرا إلى أن "إسقاط الحكومات والحكام في الشارع أمر غير مقبول، وعكس مفهوم ومغزى الديمقراطية". ويزور الغنوشي مصر حاليا للمشاركة في المؤتمر القومي العربي الذي عقد على مدار يومين، باعتباره عضوا في المؤتمر، وعقد عدة لقاءات على هامش المؤتمر، مع كثير من السياسيين الذين حضروا المؤتمر. وتابع الغنوشي: "مصر قامت بثورة عظيمة أبهرت العالم.. وارتضى الجميع أن تكون صناديق الانتخابات هي الفيصل للحكم.. وجاء الدكتور محمد مرسي رئيسا عبر انتخابات نزيهة أشاد بها الجميع، والآن.. لا يجوز أن نقول إن الحاكم يجب إسقاطه بالتظاهر والعنف، لأننا ارتضينا حكم الصندوق، فلا بد أن نكون على قدر ذلك، ولا نرجع إلى الوراء بدعوى وجود ناس مش عاجبها الحاكم أو الحكومة". وقال: "الدعوة للثورة الثانية معناها الثورة على الشعب الذي اختار الرئيس، وهذا خطأ جسيم ولا بد ألا نتحدث عن رغبة الشعوب، فلها الحق في تقرير مصيرها، والشعب هو صاحب الشرعية والوصول إلى انتخابات أخرى". وعن الدعوات التي تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أوضح الغنوشي: "ما دام الشعب اختار فلا مجال للالتفاف عليه.. والمطلوب هو تثبيت الديمقراطية، بدلا من إرباكها". وحول تقييمه للرئيس محمد مرسي، قال: "رجل في مكانه المناسب لقيادة البلاد.. ويتمتع بالأمانة والإخلاص والنية الصادقة في عمل الخير لبلاده، ولا ننسى أن الحكم بعد الثورة صعب للغاية وقاس جدا فالأمور تكون منفلتة في كل شيء، ناهيك عن الاقتصاد الذي تضعفه أحداث الثورة وما يصاحبها من ضعف في السياحة والسرقات والبلطجة والاختلافات بين الشركاء وأشياء لا حصر لها". وأردف الغنوشي:"من حق المعارضة أن تنتقد الرئيس، لكن أرى أن يتم ذلك بالجلوس والتفاهم وليس بمحاولة إسقاط النظام الذي أتى من خلال إرادة شعبية بتظاهرات أغلبها مولوتوف ونيران". ورأى رئيس حركة النهضة التونسية أن بلاده، بعد عامين من الثورة، تسير في طريق النجاح، وتتجه إلى تحقيق الديمقراطية، قائلا: "انتهينا من النسخة الأولى للدستور الذي شارك فيه خبراء وأساتذة على قدر عال من الثقافة والمعرفة، ونتجه لإجراء انتخابات، وتجرى هيكلة المؤسسات والهيئات باتفاق". ونفى الغنوشي أنه يزور مصر للقيام بمهمة وساطة بين جماعة الإخوان المسلمين وجبهة الإنقاذ الوطني، مؤكدا أنه جاء بدعوة المؤتمر القومي العربي