السلام عليكم.. أولا أحب أشكركم على موقعكم الرائع جزاكم الله عنا خيرا.. أنا عندي 21 سنة ومشكلتي إني مش عايز أرتبط، ونفسي أفضل عازب لأطول وقت ممكن، وكل ما أفكر في أي واحدة للارتباط أو أشوف أي واحدة تناسب المواصفات اللي أنا حاططها للبنت اللي في بالي أغيّر رأيي في أقل من يوم.. وأحاول أكرّه نفسي في البنت دي بأي شكل علشان مافكّرش فيها تاني، دايما تفكيري في أي بنت للارتباط مابيستمرش أكتر من يوم أو يومين وألاقي نفسي مش طايقها، وأول ما أتخيل نفسي مرتبط أو خاطب ألاقي نفور من جوايا وأتضايق، ومابحبش أفكر إني متجوز أو مستقر. حتى أنا كنت بعت لكم قبل كده عن واحدة كنت بآخد رأيكم في الارتباط بيها، وغيّرت رأيي قبل ما تبعتوا لي الإجابة أصلا، وعلى فكرة أنا الحمد لله ظروفي المادية كويسة وممكن أتجوز أول ما أتخرج، وكل ما ماما تقول لي على واحدة لأنها نفسها تفرح بيّ أحاول أطلّع فيها عيوب بأي شكل، لدرجة إن ماما يئست مني ومابقتش تكلمني عن أي واحدة، وماما بتقول لي إن الموضوع ده هينتهي أول ما تستقر نفسيا وتكبر شوية، غير إني شايف إن الموضوع أكبر من كده.. أنا باتفرج على أفلام إباحية بشكل كبير، ساعات أبطلها بس مش باقدر أستمر وبارجع لها تاني، فحاسس إن صحتي اتأثرت بالأفلام دي، وماحبش إني أحس بالنقص قدام حد، ده غير إني بقيت أقرف من الستات والجنس بشكل عام.. وتاني حاجة أنا باتخنق أوي من البنات التنكة ومعظم البنات دلوقتي بقت تنكة، مش عارف على إيه، ده غير إني مابحبش البنات اللي بتلبس بنطلونات لأنهم بيتشبهوا بالرجال فباحس إنهم ولاد، حتى في الغالب مابابصلهمش بصة شهوة، باحس إن زيهم زي الرجالة برضه، ده غير البنات اللي بتشرب شيشة وسجاير، البنات دلوقتي استرجلت خالص غير ستات زمان اللي كان فيهم أنوثة وحياء بجد.. ده غير إن أنا إنسان مش اجتماعي، على الرغم إني كنت بحب أتكلم مع الناس بس كنت بافرض على نفسي أقلل من الكلام، لدرجة إني مابقتش أحب أتكلم مع الناس أصلا، فحاسس إني إنسان غريب أو وحيد، وهافضل كده لحد ما أموت ومش هيكون لي شريكة حياة تفهمني لأني صعب الفهم، حتى أهلي في البيت بيقولوا عليّ غريب.. وكل اللي بيعرفوني مابيفهمونيش بسهولة إلا لو قعدوا مدة كبيرة، غير إني شكّاك أوي فباشك في أي بنت حتى لو شكلها محترم جدا ولبسها محترم جدا، لأن فعلا صعب تلاقي بنت دلوقتي مالهاش تجارب، وباشك دايما في نوايا الناس وباحس إن البنات عايزة تستغلني وتوقعني علشان أتجوزها، مع إنها بتكون اتعرّفت على شباب قبلي والله أعلم إيه اللي حصل بينهم.. أنا باخاف أوي إن أي بنت تحاول توقعني علشان أتجوزها، علشان كده ماباتعرفش على بنات إلا قليل أوي ومابكلمهمش كتير، ماما دايما كانت بتحذرني إن ممكن بنت مش محترمة ترسم عليّ وتحاول توقعني، لأن حصلت عندنا في العيلة مع قريبين ليّ وقعوا في بنات سمعتهم وحشة، فحاسس إني اتعقدت من الموضوع ده بجد وبقيت أشك في أي حاجة.. غير إني كمان كنت باعاني من مشاكل نفسية وكنت باروح لدكتور نفساني، لكن دلوقتي الحمد لله بقيت أحسن، فطبعا ده هيعتبر نقطة سودة في حياتي ومش عارف أصارح البنت اللي أنا عايز أخطبها بالكلام ده ولا لأ، فطبعا بابا وماما أول ما اتخرجت قعدوا يلحوا عليّ علشان الجواز فبافكر أسافر أشتغل بره علشان أخلص من حوار الجواز ده وأعيش لوحدي.
Tigerchelsea
شرّع الله الزواج لأنه تعالى خلق الإنسان بمواصفات نفسية واجتماعية معينة, وهذا التشريع يضمن لهذه المواصفات الراحة والسعادة التي تتمثل في التوافق النفسي والاجتماعي للفرد. فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بمفرده لأن هناك غريزة يحتاج لشخص آخر كي يشبعها معه, ولكي يشبعا هذه الغريزة هناك قواعد وضعها الشرع وجرى عليها العرف وعمل بها المجتمع، وعندما تخترق هذه القواعد يحدث الخلل النفسي والاجتماعي للفرد.. فالشرع يقول إن مشاهدة الأفلام الإباحية حرام، بينما يقنعنا الشيطان بأنها حلال لأنه لا توجد من خلالها جريمة زنا أصلا! كلا؛ إنها أسوأ من جريمة الزنا، حيث يهلك المرء نفسه وجسده ويستنفد طاقته النفسية والجنسية والبدنية في هذه الممارسات الشاذة التي تشعره بالوحدة وتأنيب الضمير. إن الأفلام الإباحية تتيح للمرء ممارسة الجنس مع نفسه، فتخفت الشهوة الجنسية مؤقتا ويحدث إشباع جنسي منقوص نفسيا، لأن العلاقة الجنسية مع شخص آخر تشبع الغريزة الفسيولوجية وتشعر المرء بالحب والتقبّل من طرف آخر.. فالزوج يشعر بالسعادة ليس فقط لإشباع الغريزة، لكن لوجود طرف آخر يشعره بأنه ناجح ومحبوب وممتع، وهذا ما يُعرف في علم النفس بالحاجة إلى الحب والتقبّل، وهي من الحاجات المهمة والضرورية للاستقرار والتوافق النفسي والاجتماعي لأي فرد، وعندما يفتقدها يتعرض للقلق والتوتر وربما الاكتئاب. إن شعور المرء بأنه محبوب ومرغوب فيه من شريك حياته يمنحه الثقة ويعطيه الدفعة للتعامل مع الآخرين، مستندا إلى تلك العلاقة التي نجح فيها، فيقترب من الناس ويتعامل معهم بثقة ونجاح لأن له تجربة اجتماعية ناجحة كان هو طرفا فيها بل هو محركها، لقد أشبع غريزته في علاقة صحية وصحيحة مع كائن حي يثمّن هذه العلاقة ويقدّرها وليس مع صورة ميتة تفضي إلى علاقة مريضة مع كل البشر ذكورا وإناثا على السواء. حتى لو أخفق الزوج في العلاقة مع زوجته فهي علاقة سرية يمكن تصحيحها سرا، وبالتدريج يغيّر كل طرف من أسلوبه وعاداته وطريقته ليتوافق مع الشريك ويحدث الانسجام بين الزوجين، لأن كل طرف يقيّم الطرف الآخر فيعرف المرء سلبياته وإيجابياته في التعامل، ومن هنا يكون النمو والتطور في الشخصية ككل. بينما إشباع الغريزة مع صورة ميتة لا يضمن له فرصة لتقييم وتقويم سلوكه، أو حتى الحكم على نجاحه جنسيا، مما يشعره بالنقص وعدم الثقة في النفس التي أبسط مؤشراتها "التعامل الناجح مع الآخرين". ومسألة خوفك من أن بنتا ترسم عليك وتوقعك فيها ما هي إلا مبرر واهٍ، للهروب من التعامل مع الجنس الآخر لوقوعك في أسر الوحدة مع الصور الميتة.. يا عزيزي إن لديك عينين تريان وعقلا يفكر، وأنت شخص جامعي ولديك درجة من الذكاء والفطنة تساعدك على الاختيار الصحيح بطريقة علمية ومنطقية وواقعية صحيحة، لا توقعك في التعميم الزائد الذي تكبّل نفسك به فتحكم على كل البنات، من خلال مجموعة من الأفكار الوهمية والمريضة التي صدّرتها لك الأفلام الإباحية، فكل فئة لها سلبياتها وإيجابياتها وفيها الجيد والرديء، وارتداء الفتاة لبنطلون لا يعني أنها كلها خطأ.. والبنت التي تراها "تنكة" من وجهه نظرك قد تكون على خُلُق وترفض الاستمرار في الحديث مع الشباب لأن ذلك يؤثر على سمعتها، وليست كل البنات يشربن السجائر والشيشة، فهناك الكثير من الفتيات المحترمات واللاتي لا يظهرن في الصورة أمام عينيك المشغولتين بصورة المرأة في الأفلام الإباحية. إن جولة بسيطة في أروقة أي كلية تأتيك بمائة فتاة محترمة تصلح أن تكون شريكة لحياتك وليس بفتاة واحدة.. فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين". عليك أن تنتزع نفسك من مستنقع الشيطان الذي أوقعت نفسك فيه وتقترب أكثر من الله، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يستمتع الآن بحيرتك وتخبّطك في الحكم على خلق الله، وتعذيب نفسك ومَن حولك بهذه الأفكار الشاذة والخاطئة عن الفتيات، لتظل ألعوبة في يده يحركك إلى جهنم كيف يشاء، وجهنم ليست في الآخرة فقط بل ما تعانيه الآن هو جزء منها.. وإذا استمريت في هذه الأفكار الشاذة التي تقنعك بالوحدة والبُعد عن الناس، فإن هذا يؤهلك بجدارة للأمراض النفسية التي أولها الاكتئاب وآخرها الانتحار، لا قدّر الله. إن بقاءك وحيدا ليس هو الحل، بل هو بداية مؤكدة للمرض النفسي لأن الله فطرنا على الحياة في المجتمع وسط الناس، نتفاعل معهم ونستعين بهم ونتعلم منهم ونتشاكس معهم، متذوقين خبرة سارّة تُمتعنا أو خبرة مؤلمة نتعلم منها وتدفعنا إلى الأمام، وبذلك تنضج الشخصية وتقوى في أتون المجتمع، لا أن نتقوقع مع آلات ميتة وعالم افتراضي يصبغ أفكارنا بصبغته الوهمية تفشلنا عند الدخول في أول تجربة واقعية. أعلم أنك ستقول ما هذه القسوة التي تردّين عليّ بها، وما هذه الدروشة التي تجرينني إليها، وأقول لك إن كثيرا من الداء يعالجه الدواء المُر، وأقول لك إن الشخص المؤمن الحق لا يصاب مطلقا بالأمراض النفسية، لأنه يشعر دائما بالرضا على ما منحه الله له من نعم، كما أن قربك من الله ومعرفتك بأمور دينك تتيح لك كثيرا من المعلومات عن الحياة وكيفية التعامل مع الآخرين، سواء كانت والدتك التي يجب عليك أن ترضيها وتطمئنها عليك أو غيرها من الناس.. حتى طريقة اختيارك لزوجتك أمدّك بها الدين حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "تُنكَح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" ويقول أيضا: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".. ويقول ما معناه إن من يتعامل مع الناس ويتحمّل أذاهم أفضل عند الله ممن يعتزلهم، وهكذا في كل مواقف الحياة الاجتماعية يمنحك الدين حلولا واقعية لكل المشكلات. عليك أن تفك أغلال الشيطان التي كُبّلت بها وتفر إلى الله، وإن لم تستطع فأنصحك بزيارة الطبيب النفسي حتى يساعدك على الخروج من عالمك الضيّق هذا، وزيارة الطبيب النفسي ليست سُبّة أو عارا، لأن وقع الحياة المعاصرة وتعقيداتها تدفع الكثير من الناس لزيارة هذا الطبيب -الذي شوّه الإعلام صورة من يذهبون إليه في أذهاننا- حتى لا تتدهور صحتهم النفسية ويقعوا في المرض العقلي لا قدّر الله. ولا داعي لنشر أخبارنا الخاصة على كل الناس، فهناك أشياء ينبغي أن نحتفظ بها لأنفسنا فقط، وكل الناس معرّضون للإصابة بالأمراض النفسية والجسمية ولا ينشرون أمراضهم على الملأ. ثق بنفسك وبقدراتك يا صديقي، واعلم جيدا أن الله لا يخزل من يلوذ به، اخلع عنك عباءة الجنس والأفلام الإباحية والتفكير السلبي في خلق الله، وتدثّر بعباءة الإيمان والواقعية والقرب من الله، ففيها الحل لجميع مشكلاتك بإذن الله.