أولا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحب أهنيكم على النجاح الكبير اللي وصلتم له، على فكرة أنا متابع الموقع تقريبا من ساعة ما اتعمل.. أدخل في الموضوع بقى، أنا شاب عادي جدا زي كل الشباب نفسه يبني مستقبله. اتغرّبت ورحت دولة خليجية واشتغلت مع خالي لمدة 4 سنين، وكنت الحمد لله من أكفأ الناس عنده وهو كان معترف بكده.. اللي حصل إنه في الفترة الأخيرة كان ليّ عنده فلوس رواتب متأخرة، يعني فضلت تتراكم لغاية ما وصلت حوالي 50 ألف جنيه، بدأت أطالب بيهم بالأدب والاحترام والخجل كمان.. بعدها بدأت المعاملة تتغير وبقيت أنا غلطان في كل شيء، للعلم ماكانش فيه حاجة تثبت إن ليّ فلوس، ما علينا، بعدها نزلت مصر إجازة وأنا نازل أخدت تقريبا 20 ألف جنيه وكان باقي لي 30 ألف جنيه، على أساس إنهم هيوصلوا لي خلال فترة الإجازة.. وبمجرد ما نزلت لقيت تجاهل تام وخطبت وحتى ماقاليش مبروك، وكنت باتصل بيه مش بيرد عليّ، المهم لما رد عليّ قال لي إن فيه غلط في حسابي على الرغم من إني مقفل حسابي معاه قبل ما أنزل، فقلت له أوك لما آجي نقعد مع بعض ونتحاسب تاني.. المهم رجعت تاني ولقيت منه معاملة سيئة جدا، ولما طلبت منه نشوف موضوع الغلط في الحساب كان بيتهرب، مرة يقول لي مافيش غلط وإنت حسابك مظبوط ومرة يلمّح لي إني بمعنى أصح حرامي وواخد حقي وزيادة، لغاية ما رسينا على إني هآخد منه بضاعة وأسدد تمنها على دفعات، وفي نفس الوقت أسحب مستحقاتي برضه على دفعات، ووافقت ومشينا على الحال ده وماكانش فيه أي مشكلة. وبمجرد ما بدأت أقف على رجلي حصل حاجة غريبة جدا، للعلم البضاعة عبارة عن ملابس كان في عز الموسم اللي أنا كنت مستنيه وباحضّر له، فلقيته بيتصل بيّ وبيقول لي تعالى نقعد شوية مع بعض، رحت له قال لي إحنا مش هينفع نكمّل شغل مع بعض والبضاعة اللي معاك سلمها لي، سألته عن السبب قال لي مش هاقدر أقول لك، ومع ذلك رجعت البضاعة ومن غير ما أعرف أنا غلطت في إيه.. وطبعا كنت صرفت مصاريف علشان أجهز لموسم البيع والمصاريف دي راحت كلها في الأرض، والحمد لله على كل شيء، وبعد كده لما ألحيت عليه عشان أعرف السبب لكل اللي حصل ده قال لي إن فيه ناس قالت له إني قلت عليه كلام وحش، قلت له طيب واجهني بالناس دي قال لي لأ مش هاصغّر نفسي بمواجهات، وطبعا لسه ليّ عنده مبلغ بس صغير.. المشكلة إن المبلغ بعد ما كان يعمل حاجة دلوقتي بقى ولا حاجة، أنا والله العظيم حكيت اللي حصل بما يرضي الله، أنا دلوقتي عارف إن ظروفه وحشة، أطالب بالمبلغ ولا أسيبه؟ وكمان عايز مبرر للي حصل منه لأن فعلا دماغي هتتشل، وفي الأول والآخر ده خالي اللي ليه أفضال عليّ، وآسف بجد على الإطالة.
a.sehla
اسمح لي أولا أن أرفع لك القبعة احتراما لك ولأخلاقك العالية وسلوكك المهذب، وتعاملك النظيف مع هذه الأزمة الغريبة.. لا يمكن لأي شخص في العالم أن يلومك على أي مما فعلت، لأنك بالأساس لم تفعل ما يستحق اللوم باستثناء أمر واحد سوف أذكره في خضم حديثي عن الحلول المتاحة لحل هذه الأزمة، ولكنك في المقابل فعلت أشياء تستحق الثناء والاحترام وراعيت ما بينكما من صلة قرابة قدّسها الله عزّ وجل، وطالب بالحفاظ عليها متينة وقوية، وهكذا فعلت. وقد أجد حرجا في سرد العبارات التالية، ولكن شخصا آخر في نفس موضعك ولكن بأخلاق أخرى، كان من الممكن أن يلجأ إلى اختلاس هذا المبلغ أو على أقل تقدير كان ليرفض أن يرد البضاعة التي حصلت عليها، واضعا هذا التصرف تحت مظلة الحق الذي أضاعه خالك وأكله عليك مرتاح الضمير، ولكنك لم تفعل أيا من هذه الأشياء. ولنأتِ إلى النقطة الثانية والمتعلقة بالأسباب التي دفعت خالك إلى الإقدام على هذه التصرفات الغريبة، رغم أنك راعيت فيه وفي تجارته الله عز وجل، ومن جانب آخر أنه ليس لديه دافع نفسي للإقدام على هذه التصرفات كالكُره مثلا، وإلا لماذ عرض عليك من الأساس أن تعمل معه بالخارج؟! وفي اعتقادي أن هذه التصرفات منبعها بالأساس أمر من اثنين.. إما أنه تعرّض لضائقة مالية يصعب معها عليه أن يرد لك مستحقاتك المادية المتأخرة، وبالتالي لجأ إلى سداد ال20 ألف جنيه التي تحصلت عليها قبل سفرك، ثم تسليمك بضاعة فيما بعد، ولكن أعتقد أيضا أن الأمور تعقدت أكثر وأكثر، فتعثّر بشكل كامل وفشل في سداد باقي المستحقات، وهو ما اضطر إلى إنهاء التعامل معك بشكل كامل. الافتراض الثاني وهو الطمع، أي أنه استكثر أن يدفع هذه المبالغ لك نقدا، ورأى فيها أكثر مما تستحق -أو هكذا يرى هو- فلجأ إلى المماطلة والتأجيل ثم أنهى التعامل بينكما تماما، وإن صحّ هذا الافتراض فاسمح لي بأن ألقي جزءا من عباءة المسئولية عن هذا الوضع على وجهك، لأنك سكتّ عن هذه المستحقات المتأخرة طوال هذه المدة حتى بلغت هذا الرقم الضخم نسبيا، وأصبح سدادها شيئا عصيّ عليه. طب والحل إيه؟ حدث ما حدث، ولا نفع من البكاء على ما كان، وفي رأيي أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو بالتغاضي عن مطالبة خالك بباقي المستحقات التي نكرها عليك من الأساس، لأن من شأن ذلك أن يزيد من تمزيق أوصال القرابة الهشّة بالفعل، ولتتأكد في قرارة نفسك أن حقك لن يضيّعه الله عليك وسوف يردّه لك، ولو اجتمع العالم كله لمنع هذا الأمر، خصوصا وقد أثبتّ لله وللعالم أجمع أنك راعيت ربك وضميرك في عملك وخالك الذي ما زلت مصرّا على أن ضميره سوف يستيقظ عن قريب جدا، وسوف يجبره على رد أموالك عندما تستقر أموره ويستوعب بشاعة ما فعل في حقك. فاصبر إن الله مع الصابرين،،،