طبعاً دي مش أول مرة أبعت للموقع وشكراً جداً لكل القائمين عليه وخصوصاً باب فضفضة. أنا بنت عندي 24 سنة وزهقانة جداً من الحياة اللي أنا عايشاها دي، وكمان مستغربة الدنيا جداً. الإنسان الوحيد اللي حبيته جرحني جرح كبير أوي، وكنا مخطوبين وانفصلنا.. وبعد الانفصال بسنتين ونصف تقريباً اتخطبت لابن عمي، طبعاً أنا ما كنتش موافقة عليه؛ بس من باب إرضاء أمي وافقت، وطبعاً النتيجة الطبيعية إننا انفصلنا لأني مش قدرت أحبه ولا أتعامل معاه؛ الحقيقة إنه كان شخص مستفز وأناني وكل اللي بيهمه نفسه وبس ورغباته وبس، ومش مهم أي حاجة تانية.. كنا مختلفين طول الوقت.. خطيبي الأول خطب من حوالي شهر.. زعلت جداً، وحالتي النفسية ساءت جداً جداً، بس بعد تفكير قلت ده برضه من حقه، وسكتّ بس لسه زعلانة.. ابن عمي اتكلم معايا وعاوز إننا نرجع تاني، في الأول بصراحة أنا وافقت من باب تحسين نفسيتي شوية، وافتكرت إننا هنبدأ بداية جديدة، وإنه اتغير، وأهو أشوف حياتي وخلاص، والاسم أبقى اتجوزت زي قرايبي وأصحابي اللي كلهم اتخطبوا واتجوزوا، وكمان أرضي أمي وأفرّحها. بس للأسف طلع إنه مش اتغير خالص، ولسه زي ما هو بيكذب وبيشرب وبيعمل علاقات مع بنات سيئة، ولسه زي ما هو، أهم حاجة نفسه وبس.. لسه مغرور ومتكبر وعنده منطق غريب للخطوبة هو إنه من وقت ما اتكلم عليّ وأنا وافقت واتخطبنا وأنا مراته، إزاي مش فاهمة، وحاولت أفهّمه إن ده غلط يقول لي لا إنت بقى اللي غلط، وده بيدل على نيتي السيئة في الخطوبة إني ممكن أسيبه؛ إنما هو كده بيدل على حسن نيته، وطبعاً فاهمين يعني إيه مراته يعني ياخد راحته.. طبعاً أنا مش قبلت الوضع ده، وده من الأسباب الرئيسية إني سبته لأنه بدأ يتصرف على أساس إني مراته ويتهجم عليّ في العربية، وإحنا خارجين أو لو فيه فرصة وإحنا في البيت. بصراحة كرهته جداً.. بس أنا دلوقتي مش عارفة أعمل إيه؟ في واحد فاتح محل في الشارع اللي ورانا حاسة إنه معجب بيا من طريقته وهو بيبص لي، وبصراحة هو كمان عجبني جداً ولا مرة شفته بيشرب سيجارة ولا قاعد على القهوة، وسمعته مرة وأنا معدية بيتكلم مع أخوه عن غزة واللي بيحصل فيها وإسرائيل؛ يعني شكله مثقف؛ بس أعتقد إنه لابس دبلة، مش عارفة إذا كان خاطب ولا لابسها عادي. يا ترى أرجع لابن عمي، والحاجات دي ممكن تختفي مع الوقت وأوافق وأهرب من شبح العنوسة اللي أمي خايفة منه، وبصراحة أنا كمان خايفة منه، ولا أعمل إيه؟ مع العلم إني مش باشتغل. بدأت من فتره أروح أتعلم أشغال يدوية علشان أتسلى شوية. آسفة طولت؛ بس تعبت من كتر التفكير ومش لاقية حل للمشكلة ولا عارفة أرد على ابن عمي وأقول إيه، هو مستني مني تليفون. وأنا مستنية الرد من حضرتكم. dodo صديقتي الجميلة.. تهربين من شبح العنوسة فتوقعين نفسك في مشاكل أخطر.. في البداية أود أن تعلمي جيداً أن ما تواجهيه ليس مشكلة؛ بل ظاهرة.. فمعظم بنات هذا الجيل -وأنا واحدة منهن- يفكرن بنفس الطريقة.. بدأت فضفضتك بالكلام عن مشاعرك السلبية والتي تؤثر على حياتك بشكل كبير؛ فأنت بشكل أو بآخر تعانين من الوحدة وأنانية الآخرين والملل. وأرى أن حلّك الوحيد للتخلص من مثل هذه المشاعر وغيرها من السلبيات هو العمل، "أيوه إنتي لازم تشتغلي" حتى لو لم تكوني في حاجة للعمل من أجل المال أو في البيت يضغطون عليكِ لكي لا تعملي بسبب مشاكل العمل، حاولي أن تجدي شيئاً بسيطاً كالعمل لجزء من الوقت في أي مكان أو بعض الأنشطة التطوعية. صديقتي.. أنت لست طفلة صغيرة.. أنت فتاة ناضجة.. تصلح لتكون أماً، ومع ذلك ما زلت تفكرين وتتصرفين كمراهقة سامحيني.. أريدك أن تسألي نفسك ما هي قيمتك في الحياة؟ ماذا تقدمين للعالم؟ عندما يسألك الله عن علمك وصحتك.. ماذا ستقولين عنهما؟ أفنيتها في الجلوس في المنزل ومشاهدة التليفزيون والبكاء على الأطلال؟ لازم تشتغلي وتتعلمي حاجات جديدة. بالنسبة لموضوع الخطوبة اسمحي لي أن أقول لكِ إن اختياراتك سيئة، ويجب أن تنسي موضوع خطوبتك الأولى وتطويه من حياتك تماماً، وتبدأي من جديد ولكن مع نفسك أولاً.. فذلك الشخص الذي ينتظر منك تليفوناً لا يصلح لأن يكون زوجا أو أبا لأولادك، لا أصدق كيف تريدين أن تربطي حياتك ومستقبلك وتختاري أبا لأولادك أنت بنفسك تقولين عنه "بيكذب وبيشرب وبيعمل علاقات محرمة لها فضائح ومغرور ومتكبر ومش متفاهم ويحاول أن يأخذ ما ليس له منك بحجة أنك مراته".. أنت عارفة إنك حتى لو كنتي مراته فلا يحق له الهجوم عليكِ ومحاولة التحرش بك في مكان عام كالسيارة، وأيضاً لا يحق له أن يأخذ منك أي شيء لا تريدينه.. إنه ليس أمر الدين ولا الأخلاق.. إنها الطبيعة الإنسانية يا صديقتي التي تفرض علينا ألا نأخذ شيئاً على غير رضاً من صاحبه.. ومن يفعل غير ذلك فقد رمى بإنسانيته وتشبّه بالحيوانات.. وإن كان هناك من الحيوانات من تعفّ نفسه عن أن يغتصب زوجته أو يأخذها دون رضاها. ولماذا تريدين أن تلقي بنفسك إلى هذه التهلكة، وهذا الزواج الذي لن يكون له مستقبل ولن يكون فيه خير؟ لتفرح أمك، وهل ستفرح أمك عندما يشرب ويسكر ويعود ليضربك؟ هل ستفرح عندما يقوم بعلاقة غير شرعية ويسبب لك الفضائح؟ هل ستفرح عندما يهينك ويبهدلك؟ أي شبح عنوسة ذلك الذي تخافينه وأنت مرتبطة بشيطان، ربما تتزوجينه وتتحملين العذاب، وأنت تحاولين الهرب من شبح آخر هو شبح الطلاق. أما الشاب الذي تعجبين به وتقارنين به ابن عمك "شكله مثقف، ولابس دبلة"؛ فهذا هو ما قصدته بأنك تتصرفين كمراهقة. إن أجمل ما ورد في رسالتك هو محاولتك لتعلم الأشغال اليدوية من أجل التسلية، الآن يجب أن تفكري في عدة حقائق مهمة وهي أن عمرك 24 سنة، وأنك متعلمة بالقدر الكافي الذي يمكّنك من استخدام الكمبيوتر وهذا جيد جداً، وأن علاقاتك الآن معظمها بهدف الزواج وهذا خطأ؛ فالزواج ليس هدفاً في حد ذاته ولكنه مجرد وسيلة لتحقيق السعادة وتكميل الناقص في حياتنا. فكّري صديقتي فيما بعد الزواج.. من هو الشخص الذي يصلح كأب لأولادك.. هل تملكين الوعي الكافي لتكوني أماً وزوجة.. وما الذي سيضيفه الزواج لك قبل أن تفكري في الهروب من شبح العنوسة.. ولا تفكري كثيراً فيما سيقوله الناس عنك.. أو ما يسعد أمك؛ فأمك ستكون سعيدة لسعادتك في النهاية، وهذه حياتك أنت وليست حياتهم.. فخططي لها جيداً. والله الموفق.